مستشار الرئيس للصحة: دواء مصري جديد يعالج العدوى البكتيرية والالتهابات الشديدة
كتب عاطف عبد الستار
أشاد الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، بدواء مصري يُصنع لأول مرة في مصر كأحد أنواع المُضادات الحيوية المواجهة لأزمة مقاومة المضادات الحيوية المنتشرة عالمياً، والمستخدم عبر الحقن الوريدي في المستشفيات للحالات الحرجة، والذي يحمل اسم «ميروبينيم».
وقال «تاج الدين»، في مؤتمر علمي عقدته الشركة الوطنية المُصنعة للدواء في أحد فنادق القاهرة بحضور عشرات من الأطباء والمتخصصين، إن «ميروبينيم» يُستخدم في علاج بعض أنواع العدوى البكتيرية والالتهابات الشديدة، والتي تُستخدم أحياناً لعلاج المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد «كوفيد -19»، المحجوزين في المستشفيات، لعلاج العدوى البكتيرية الثانوية التي قد تُصاحب الإصابة بكورونا.
وأشاد مستشار رئيس الجمهورية، بدور شركات الأدوية الوطنية المصرية سواء المملوكة لقطاع الأعمال العام أو القطاع الخاص، مثل «إيفا فارما»، لدورها الوطني والكبير في توفير احتياجات مصر من الأدوية الاستراتيجية، ولمرضى الأمراض المزمنة، بالإضافة لمرضى كورونا، مشيراً إلى أن امتلاك القدرة على تصنيع الأدوية محلياً عنصر حاسم ومهم لعدم حدوث نقص للأدوية بالسوق، والتعامل مع أي نقص فور وجود مؤشرات لإمكانية حدوثه، بالتعاون مع الدولة والشركات الوطنية.
وأضاف «تاج الدين»، أن مصر تعمل على توطين صناعة الدواء بالبلاد، مشيراً إلى أنه اتجاه وطني وقومي مدعوم لتوطين صناعة الأدوية بمختلف أنواعها، مثل أدوية الأمراض العادية، أو أدوية الطوارئ مثلما حدث لدى انتشار فيروس كورونا المستجد، مشيراً إلى أن مصر لديها احتياطي استراتيجي مطمئن من الأدوية في ظل الظروف التي يعيشها العالم حالياً من انتشار فيروس كورونا.
ولفت إلى أن الشركات الوطنية المصرية لم تكتفي بتلبية الاحتياجات الوطنية فقط من الأدوية المختلفة، ومن بينها أدوية فيروس كورونا، ولكنها صدرت للعديد من الدول الصديقة والشقيقة، سواء دول عربية وإفريقيا، أو دول في باقي القارات، ودولة الهند على سبيل المثال حينما واجهت أزمة مع انتشار كورونا.
وأوضح «تاج الدين»، أن تصنيع دواء مصري مثل «ميروبينيم»، هو مبادرة وطنية من شركة «إيفا فارما»، مشيراً إلى أنه سعيد بتصنيع هذا الدواء في مصر بجودة عالية، وهو دواء مؤثر، ونحتاجه سواء في الحالات المحجوزة في الرعاية المركزة، أو المصابين بكورونا، أو غيرها من المرضى المصابين بالتهابات وعدوى بكتيرية.
وأشاد بالشراكات التي تجريها شركة إيفا فارما مع الشركات العالمية، لتوطين صناعة أدوية متقدمة تحتاجها السوق المصرية بأسلوب علمي، وجودة تصنيع عالية، وسعر مناسب.
وكشف عن استعداد الدولة المصرية حالياً لتنفيذ مشروع قومي كبير جداً لتوطين صناعة الأجهزة الطبية، بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية في مدينة الدواء في الخنكة، بغرض امتلاك القدرة لتوفير احتياجات مصر من تلك الأجهزة واحتياطي استراتيجي منها، والتصدير للدول الصديقة والشقيقة أيضاً.
ووجه الدكتور عادل خطاب، عضو اللجنة العليا لمكافحة الفيروسات التنفسية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وأستاذ الأمراض الصدرية بكلية الطب جامعة عين شمس، الشكر لشركة «إيفا»، موضحاً أنها صنعت الأدوية التي نحتاجها لعلاج فيروس كورونا المستجد في الفترة الماضية، وتوفر أحدث العلاجات، وخير دليل على ذلك سعيها حالياً لتصنيع دواء «مولنوبيرافير»، مثيل الدواء الذي أعلنت شركة «ميرك» العالمية له ليصنع محلياً، مضيفاً: «تسجيل الدواء وصل لمرحلة متقدمة، وسيُطرح في السوق خلال أسابيع قليلة».
وأضاف عضو اللجنة العليا لمكافحة الفيروسات التنفسية، خلال مشاركته في مؤتمر إطلاق الدواء المصري الجديد، أنه استخدم بالفعل في العديد من المستشفيات المصرية وحقق نتائج «ممتازة»، مشيراً إلى أن المؤتمر العلمي الذي أطلق على هامشه الدواء بمثابة إعلان له للأطباء المتخصصين بمجال الأمراض الصدرية أو في التخصصات التي تستخدم هذا الدواء.
من جهته، قال الدكتور شريف وديع، مستشار وزير الصحة للطوارئ والرعاية العاجلة ورئيس قسم العناية المركزة بكلية طب في جامعة عين شمس، إن دواء «ميروبينيم»، يؤخذ عبر الحقن الوريدي، ولا يجوز صرفه إلا بروشتة طبية، موضحاً أنه دواء حقق نتائج إيجابية في علاج المرضى بالمستشفيات، كما أن مثيله عالمياً يُحقق نتائج إيجابية في علاج المرضى الذي يعانون من مقاومة المضادات الحيوية.
فيما، قال الدكتور رياض أرمانيوس، العضو المنتدب لشركة إيفا فارما، المُصنعة للدواء المصري الجديد، إنه يُصنع بأعلى مستوى تكنولوجي موجود حول العالم، والتي تتم بشكل إلكتروني بالكامل دون تدخل للعنصر البشري، بأعلى جودة، وبكميات كبيرة.
وأضاف «أرمانيوس»، في تصريحات على المؤتمر العلمي لإطلاق الدواء الجديد، أن الشركة أنفقت ملايين الدولارات خلال الأشهر القليلة الماضية لتوطين صناعات دوائية متقدمة تحتاجها مصر مثل دواء «ريمديسيفير»، أو غيرها من العلاجات، مشيراً إلى تقديم الشركة لحزمة من مضادات الفيروسات، ومضادات التجلطات، والمضادات الحيوية، وفيتامينات وأدوية متعددة، وستعلن قريباً عن أدوية هامة أخرى.
وأوضح أن الشركة حاصلة على شهادات جودة وموافقات عديدة حول منتجاتها في العديد من دول العالم، وتعتز بحصولها على شهادات من هيئة الدواء المصرية، والوكالة الأوربية للدواء.
وكشف عن طرح أدوية مصنعة بمواد خام مصرية 100% عقب تصنيعها محلياً داخل «إيفا فارما»، خلال شهر يوليو الماضي لأول مرة، وهي أدوية حققت مستويات جودة عالية، وفعالية كبيرة لا تقل عن المواد الخام المستوردة بأي حال من الأحوال.
وشارك في الاحتفالية البطلتين الأولمبيتين جيانا فاروق، وفريال أشرف، الحاصلتين على ميداليتا مصر في رياضة الكاراتيه خلال أولمبياد طوكيو 2020، وكرمهما الدكتور أمجد طلعت، مدير إدارة الأدوية المتخصصة في شركة إيفا فارما، باعتبارهما بطلتين تحديا كل الظروف حتى حققوا إنجازات يتحاكى عنها الجميع.