عادل عبد الصبور يكتب : السعودية في القلب
زمان، ومنذ نعومة أظافرنا تعلمنا أن مصير الأقطار العربية، مصير واحد مشترك نظرا لأنها تجمعها وحدة اللغة والدين والأرض، وأن طريقنا واحد، وهدفنا واحد، وعدونا واحد.
درسنا هذه الحقائق في التعليم الأساسي وفي كل مراحل التعليم المختلفة، فتيقنت أنني كعربي يجب أن أعتز بعروبتي وأن أدافع عن وطني الكبير وعن وحدة أراضيه، وأن أحرص على لم شمل أشقائي، وأن أنبذ أي خلافات معهم، وأن أكون حمامة السلام بينهم، وأن أرفض التطبيع مع العدو الصهيوني الذي يحتل أراضينا العربية ويقتل أهالينا، ويعزب ويسرق وينهب مقدراتنا، وثرواتنا، ويدمر منشآتنا، ويهدم بيوتنا،ويدنس مقدساتنا الدينية ومسجدنا الأقصى.
تعلمت أن قوة العرب في وحدتهم، وأن هوان العرب في فرقتهم، وأن المعسكر الغربي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية هو منبع الشر الذي يخطط لتفتيت الوطن العربي ويدعم العدو الصهيوني المغتصب.
تعلمت كعربي الكثير والكثير والكثير في حب وطني الكبير، وتعلمت كمصري أن أكون دائماً كبير وأن أتحمل كل الصعاب وسوء التقدير وأن أكبر على أي صغائر أو خلافات.
نعم هو القدر، القدر الذي وضع أم الدنيا في هذه المكانة و في هذا الموقع الجغرافي الفريد، إلى جانب الثقل السياسي الإقليمي والدولي التي تتمتع به على مر التاريخ.
إنها مصر ياسادة، مصر التي لم تتأثر باحتلال طويل تخطى الستمائة عام.
من هذا المنطلق، أكن كل الحب والتقدير للملكة العربية السعودية شعباً وقيادة، مثلما أكن كل الحب والتقدير لكل الأقطار العربية.
قد أتفق أو أختلف مع بعض قرارات القيادة السعودية وهذا أمر طبيعي، لكن ذلك لايفسد للود قضية، فستظل السعودية في القلب لأنها دولة عربية شقيقة، تجمعها بناقواسم مشتركة ومصير واحد.
لذا أناشد كل زملائي الأعزاء الذين تجاوزوا في حق دولة عربية شقيقة لها مكانتها وتقديرها ووزنها أن يعودوا إلى رشدهم وأن يكبروا على أي خلافات، وأن يعملوا على وأد الفتنه وأن يكفوا عن إشعال النيران لأن ذلك لن يكون في مصلحة شعوبنا وأوطاننا، فعلاقتنا بالسعودية تاريخية ممتدة، مبنية على التفاهم والمحبة، والتعاون.
إرفعوا شعار “قوتنا في وحدتنا”..عاشت مصر حره.. آمنة.. مستقرة..وعاشت مصر محبة وصديقة لكل الأقطار العربية..
تحية وسلاماً لأشقائنا السعوديين في كل مكان، أقولها بكل قوة “ستظل السعودية في القلب” .
