ملتقى العصر بالجامع الأزهر: سُوء الخُلق دليل على ضعف الإيمان
عقد الجامع الأزهر اليوم الاثنين، رابع فعاليات ملتقى العصر” باب الريان”، بالظلة العثمانية، تحت عنوان” الإيمان وأثره الأخلاقي في المجتمع”، بحضور الدكتور أحمد محرم، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون، وعضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر، والشيخ عبدالله سلامة، رئيس قسم التوعية الأسرية والمجتمعية بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وأدار الملتقى الشيخ كريم أبو زيد، منسق كتب التراث بالجامع الأزهر.
قال الدكتور أحمد محرم، إن أعظم ثمرة للصوم أن يتحقق الإيمان في القلوب، فإذا علم العبد أن الله مطلع عليه لم يعصه صائما ولا مفطرا ولا منفردا، كما أنه بالصوم يتأدب العبد مع ربه ومولاه، كما يقبل على الطاعة ويبتعد عن المعصية، ويظهر ذلك في سلوكه وأخلاقه، وذلك لأن سلوك الإنسان وأخلاقه وتصرفاته في الحياة مظهر من مظاهر عقيدته في حياته الواقعية وممارساته اليومية، فإن صلحت العقيدة الإيمانية صلح السلوك واستقام، وإذا فسدت فسد واعوجَّ، ومن ثَمَّ كانت عقيدة التوحيد والإيمان بالله ضرورةً، لا يستغني عنها الإنسان؛ ليستكمل شخصيته، ويحقق إنسانيته، وقد كانت الدعوة إلى عقيدة التوحيد أول شيء قام به الرسول – صلى الله عليه وسلم – لتكون حجر الزاوية في بناء الأمة المسلمة.
ومن جانبه أوضح الشيخ عبدالله سلامه، أنه إذا نظرنا في الأخلاق نجد الخطاب كان لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حين خاطبه المولى في قوله تعالى:” وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ”، والنبي حينما جاء بالدعوة قال إنما” إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق”، فمعيار المسلم وجوهر الدعوة يكمن في خُلق المسلم ومعاملاته، لذلك عندما بني النبي صلى الله عليه وسلم الأمة لم يبني بنيانا إنما بنى إنسانا على خُلق، فإذا تحقق الإيمان في القلب كانت حركات الإنسان وسكناته لما يرضي الله عز وجل، مشددا على أن سُوء الخُلق دليل على ضعف الإيمان؛ ولذلك فقد ربط الإسلام بين الإيمان والسلوك ربطًا قويًّا، ونلاحظ ذلك في نصوص كثيرة ومن ذلك قوله – صلى الله عليه وسلم -:” واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، قِيلَ: مَنْ يا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الَّذي لا يأْمنُ جارُهُ بَوَائِقَهُ”.
ويواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: (260 مقرأة- 52 ملتقى بعد الظهر- 26 ملتقى بعد العصر- صلاة التراويح بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث الإسلامية 20 ركعة يوميا بالقراءات العشر- 30 درسًا مع التراويح- صلاة التهجد بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث في العشر الأواخر- تنظيم 6 احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم- 4000 وجبة إفطار يوميًّا للطلاب الوافدين).