الدكتورة نجلاء نبيل تكتب: مصر لن تعطش ولن تتفكك أواصرها
يتسائل البعض ماهي العلاقة التي تربط مصر ونهر النيل ببعضهما؟! .
ما سر العلاقة الأزلية بين أم الدنيا وأبو الأنهار . انها علاقة شرعية تقدم أبو الأنهار لخطبة محبوبته وهبته والإرتباط بها للأبد .
من ذا الذي يريد أن يحجبه عنها ومن ذا الذي يقوى على تفريق العاشق عن معشوقته فهو من إختارها بإرادته دون تدخل البشر وشق طريقه إليها بكل ثبات وقوة فما كان منها إلا إحتوائه فهو شريانها وهي قلبه النابض .
مصر الحبيبة حباها الله سبحانه وتعالى بنعم كثيرة منها موقعها الجغرافى وجوها البديع وأماكنها التى تمتاز بالطبيعة البكر .
ومنها ما هو فى جوف الصحراء الغربية وهى واحة الغرة أو واحة الغراقة الغرة كما يطلقون عليها بدو هذه المنطقة البكر .
وكان هناك بحث قامت به إحدى الباحثات المصريات عن طريق الاستشعار عن بعد يؤكد أن الرادار يستطيع اختراق الرمال على ارتفاع يبدأ من نصف متر وحتى ما يزيد على 3 أمتار موضحة أن صحراء شمال إفريقيا والتى تدخل فى نطاق حدود مصر “الصحراء الغربية” تحوى كميات ضخمة من المياه الجوفية والتى تعد حماية لأمن مصر المائى فى ظل ما تعانيه من شح مائى بسبب التغيرات المناخية والمؤامرات المحاكة حول حصة مصر من نهر النيل .
وأكدت خبيرة الإستشعار عن بعد أن الحياة قديما كانت مختلفة عن الآن فمنذ ملايين السنوات كانت الصحراء الغربية تحوى أنهارا عملاقة وبحيرات قديمة كبيرة ومع التعرض لموجات جفاف منذ أكثر من 6 آلاف عام أدى إلى غمرها بالرمال والدليل على ذلك وجود حفريات لأشخاص يسبحون فى الصحراء وحفريات الزراف والفيلة .
وقالت أيضاً أن تقنية الإستشعار عن بعد كشفت وجود نهر عظيم عرضه 8 كيلو مترات لأحد فروعه وهناك فروع يصل عرضها إلى 14 كيلو متر بالصحراء ويعد نهر النيل بالنسبة لهذه الفروع “طفل صغير” ولذا لا بد من استخدام الإستشعار عن بعد للكشف عن مناطق جديدة غنية بالمياه .
وأشارت الباحثة أيضاً إلى أن العمل الآن يجرى على عمل خرائط كبيرة للكشف عن وجود المياه فى الصحراء وقد كشفت هذه الخرائط فى منطقة شرق العوينات المصرية عن “نهر عظيم” يكفي استخدامات الشرب لأكثر من 150 عاما وتكفى مياهه لزراعة 150 ألف فدان من الأراضى.
كما كشفت تقنية الإستشعار عن بعد عن وجود “بحيرة عظيمة” جنوب دارفور بالسودان أعلى الخزان الجوفى النوبى تغذي هذه البحيرة 10 أنهار لها فروع فى مصر مشددة على ضرورة الحفر هناك للتأكد من صحة هذه المعلومات شبه المؤكدة لافتة إلى أنه وبسبب الأوضاع الأمنية فى السودان لم تستطع السفر إلى هناك للتأكد من وجود المياه .
وأكدت أيضا اكتشاف وجود نهر عملاق تمت تسميته بـ”نهر الكفرة” فى ليبيا يبلغ عرضه 16 مترا وينتهى بدلتا كما تم اكتشاف دلتا أخرى فى مصر وسميت بدلتا “الجلف الكبير” وبالتالي فهناك نهرين عملاقين فى الصحراء الغربية بين ليبيا ومصر .
واختتمت حديثها : نحن نعتبر السيول كوارث طبيعية ولكن يجب التعامل معها من خلال صور عالية الدقة بتقنية ثلاثية الأبعاد لتحديد سرعة هذه السيول واتجاهها وهو ما يتيح تحديد أماكن السدود للإستفادة من هذه المياه وقد تم تطبيق ذلك فى جدة ونتمنى تطبيقه فى مصر .
قال تعالى : ” فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ “.
هل بعد كلمة الله لمصر كلمات أخرى هو إختار لها الأمن والأمان فمن ذا الذي يكتب عليها عكس ذلك .. يامصريين تحلوا بالإيمان والصبر فبهما ستعبرون لبر الأمان لاخوف عليكم ولا تحزنون .
اللهم احفظ مصر وأهلها وجيشها العظيم وشرطتها الباسلة وجميع مؤسساتها بقواها الصلبة والناعمة .