الدكتور فتحى حسين يكتب : كيفية مواجهة الشباب للتضليل الاعلامي

ربما كان مصطلح التضليل الاعلامي ليس جديد علي شبابنا وبعض شرائح مجتمعنا الذي يستقي معلوماته من وسائل الاعلام في اغلب الاحوال في ظل ابتعاد الشباب عن الاسرة وانشغال معظمه بالواقع الافتراضي الذي يخلقه له الفيس بوك ومواقع الاخبار واليوتيوب الامر الذي جعل من تأثيره علي الشباب عظيم وخطير ويحتاج الي مواجهة قوية وضبط من قبل الدولة تجاه الشباب الذين هم عصب الحياة ورجال المستقبل !

كما ان طغيان الإعلام وهيمنته المستمرة علي الشباب اصبح امر لا يمكن السكوت عنه بأي حال من الاحوال لاسيما في ظل السهولة النسبية في التعامل مع وسائل الاعلام الحديثة واختزالها جميعها في جهاز المحمول الصغير بل أصبح أكثر تأثيرا في عصر السموات المفتوحه والسوشيال ميديا.

فالتحريض في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا علي العنف والقتل وسفك الدماء والتظاهرات في غير موضع بشكل عام ممنوع وغير مقبول في دولة عرفت طريق الاستقرار بعد الفوضي , وفي وقت تحارب فيه الدولة الارهاب العالمي وتبني اقتصادها من ناحية اخري بعدما أكل عليها الفساد وشرب لسنوات وعقود عديدة فتراجعت واصبحت دولة فقيرة ونامية ولديها اكبر معدلات للفقر والامراض في العالم !

والتضليل الاعلامي وهو بلا شك أمر عدائى وكارثة كبرى، لأن اتخاذ حرية الإعلام كعباءة لإثارة الفتن والنعرات الطائفية والفوضي أمر كارثى تمنعه الوثائق العالمية التى تتعلق بالبث الفضائى وترفضه مواثيق الشرف الاخلاقية علي مستوي العالم !

والغرب يدرك ذلك جيدة ويدرك كيفية التأثير علي الشباب والافراد في مجتمعات العالم الثالث والنامي – والذين ننتمي نحن لهم – فيقومون باستخدام كافة الوسائل التكنولوجيا واكثرها فاعلية وتأثيرا علينا بل وغسل عقولنا وربما تضليلنا باشياء غير حقيقية علي الاطلاق . وهناك دول تمول الارهاب وتعاون جماعة اهل الشر التي تريد النيل من شباب مصر واستمالتهم اليها لكي يدفعوهم الي سلوكيات خطيرة ضد بلادهم بعد اقناعهم بوسائل عديدة من خلال الارهاب الفكري الذي يعد من اشرس انواع الارهاب والذي يدفع الشباب الي ارتكاب جرائم القتل ضد كل من هو مخالف لافكارهم وارائهم مثل حدث من قبل مع المفكر فرج فودة الذي اغتالته الجماعات الاسلامية المتشددة ومن بعده محاولات قتل نجيب محفوظ وسيد القمني واخرون عدد كبير من الرؤائيين والكتاب واصحاب الفكر وهذا ضد الدين الاسلامي الوسط السمح الذي يدعونا الي المجادلة بالتي هي احسن !

فالفكر الخبيث قد يقتل أمة بأكملها مع وجود دول تدعم منصات إعلامية موجهه تهدف لإسقاط دول مثل قطر وتركيا التي تستخدم قناة الجزيرة والشرق وغيرها في بث سمومها الي الشباب وجميع افراد المجتمع وتقوم بتضليلهم اعلاميا وفكريا!

الامر الاخر ان خطورة التضليل الاعلامي علي الشابا وافراد المجتمع لا يمكن حصر تأـثيراتها علي المجتمع وتماسكة واستقراره وهذا ربما يتم من خلال نشر الشائعات وزالتوسع فيها ، وممارسة التضليل والكذب باستمرار وفقا لمدرسة جوبلز الشهيرة في الكذب الاعلامي والتي تقول بانك لو كذبت باستمرار سوف يصدقك الناس ولو حتي متأكدون انك كاذبا !

ومن خلال تزييف الحقائق، تحريف المعلومات، ومن ثم لابد من وجود تشريع دولي للنظر في وضع معايير تلزم القنوات الرئيسية في العالم بانتهاج منهج عادل وعدم وضع صور وقوالب نمطية عن المسلمين في مجمل الأحداث!

ولابد من مواجهة حروب الجيل الرابع التي تقوم على بعض الركائز الرئيسية مثل التضليل الإعلامى والصحافة الزائفة تهدف إلى بث معلومات زائفة لهدم أركان الدولة، وإحداث حالة من التشكيك بين الفئات والطبقات، والتحريض بين الطبقات والشعب والجيش ومؤسسات الدولة، ويجب التأكيد على ضرورة مواجهة حروب الجيل الرابع، لأنه حال إهمالها لسنوات مقبلة، سيؤدي لكوارث كبري، والحلول أصعب بكثير مما نتصور !

لذلك فإننا جميعا اعلاميون وصحفيون وباحثون واساتذة جامعة وكتاب رأي وقراء , مطالبون بمحاربة دعوات الإرهاب والتطرف وتحري الدقة في تأثير الكلمة قبل النطق بها !

ولابد من التوعية المستمرة للشباب بخطورة المعلومات التي تبث عبر قنوات الارهاب ولابد ان تكون لديه المعلومة الصحيحة من مصادرها الاصلية وهذا يتم من خلال اقامة الندوات التوعوية للشباب والمؤتمرات وفتح افاق لمشاركة الشباب في كافة المحافل الاعلامية والثقافية وينبغي ان يدرك الشباب اهمية الحفاظ علي اوطانهم وعدم الانسياق وراء الشائعات والاكاذيب التي تمارس في اعلام اليوم الخارجي وعبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي دائما ما تقدم معلومات غير حقيقية او معلومات بهدف ما ولمصلحة خاصة بالدولة الباثة لها وليس لاجل الله والوطن !

زر الذهاب إلى الأعلى