مؤنس زهيرى يكتب : عندنـا في مصـر أكثر مـن ثـورة
لو حضرتك متحمس قوي علي إشعال ثورة في مصـــر ….. ما انت عندك فعلاً ثورة في مصـــر ….. و ليست ثورة واحدة فقط ….. لكنها أكثر من ثورة ….. و كلها ثورات بناء و تنمية و خير لمصر و شعب مصر …..
ثورة علي الفساد و الرشوة لا ترحم كبيراً في الدولة.
ثورة علي سجن الحياة لشعب وصل تعداده إلي رقم 100 مليون مواطن حول وادي النيل الذي ضاق بسكان مصـــر يتكاثرون حوله من سبعة الاف سنة و حتي يومنا هذا …..
فكان إنطلاق الإعمار في الصحاري و الوديان بإقامة المدن السكنية في كل أرجاء الوطن …..
ثورة علي الهدف التاريخي الذي تناوب علي تحقيقه كل أعداء مصر من الهكسوس إلي جماعات الشيطان المتمسحين بالدين الإسلامي نحو إقتطاع شبه جزيرة سيناء من أرض مصر لتحويلها إلي دولة مستقلة ليست من الأرض المصرية ….
فكان مشروع أنفاق قناة السويس الذي قضي نهائياً علي هدف سرقة سيناء من أرض مصر …..
ثورة علي حياة غير آدمية لنصف سكان مصـــر يعيشون في خرابات مسماها بيوت و هي كالقبور …..
فكانت مشروعات غيط العنب و حي الأسمرات و في الطريق المزيد للقضاء علي العشوائيات …..
ثورة علي أزمة إسكان تضرب الوطن من عقود طويلة مضت فأحبطت الشباب في إيجاد شقة مناسبة يبدأ فيها حياته مع شريكة العمر و أعيت الحكومات الواحدة تلو الأخري عن إيجاد حل لها …..
فكانت مئات الآلاف من الشقق السكنية تم بناؤها و تسليمها لكل من حجزها بأبسط شروط الدفع السهلة الميسرة …..
ثورة علي عاصمة شاخت و عجزت بمبانيها القديمة المتهالكة و إكتظت و إنفجرت بعشرات الملايين من سكانها …..
فكان قرار بناء العاصمة الإدارية الجديدة علي أحدث تكنولوجيات البناء الحديث لتتناسب و تليق مع وضع مصـــر الدولي الجديد بين كبريات دول العالم …..
ثورة علي دولة أجنبية إحتكرت لعقود طويلة تزويد الجيش المصري بالسلاح و العتاد و طرق التدريب و شراكة المناورات العسكرية و ظنت أنها تملكت تحجيم القوة العسكرية المصرية وقتما تشاء و حينما تريد للضغط علي مصر ليتوافق القرار المصري السياسي وفق قرارها …..
فكان قرار تسليح الجيش المصري بأحدث أنواع الأسلحة البرية و البحرية و الجوية من أي دولة في العالم و المناورات العسكرية المشتركة مع كل جيوش العالم …..
ثورة علي فاقد ضائع ملقي علي الأرض من قمح رغيف العيش وصل قيمته إلي مبلغ 4 مليارات جنية في السنة الواحدة …..
فكان المشروع الجبار لصوامع القمح …..
ثورة علي مرض كان ينهش أكباد مصريين عجزوا عن تدبير ثمن دواء العلاج …..
فكان علاج أكثر من مليون مواطن مصري من مرض فيروس سي القاتل .
ثورة علي طرق سفر بين المحافظات و شوارع داخل كل محافظة مضي علي شقها أكثر من خمسين سنة ففقدت معامل الأمان لمستخدميها …
فكانت خطة إنشاء و حفر و شق و تمهيد أكثر من سبعة الاف كيلو متر في طول مصـــر و عرضها و إنشاء أكبر و أضخم شبكة طرق و كباري لم تشهدها مصـــر من أكثر من مائة سنة …..
ثورة علي إنقطاع الطاقة الكهربائية عن المصانع و المساكن و المزارع في بلد بحجم مصـــر في القرن الحادي و العشرين …..
فكان إنشاء أكبر محطات طاقة كهربائية في العالم كله لتخدم محافظات مصـــر من السويس إلي بني سويف لضمان إستمرار العملية الإنتاجية و راحة الشعب في مسكنه …..
ثورة علي إستمرار إعتماد الوطن علي إستيراد محصولات الزراعة من دول أجنبية في حين كانت مصــر يوماً هي سلة غذاء العالم كله …..
فكان مشروع إستصلاح و زراعة مليون و نصف المليون فدان .
ثورة علي إهمال رعاية البسطاء من أهلنا الذين حالت ظروف حياتهم و كبر سنهم من كسب قوت يومهم …..
فكان مشروع تكافل و كرامة الذي يرعي أكثر من تسعة ملايين مواطن في كل ربوع مصـــر .
ثورة علي حال أكثر من عشرة ملايين مصري يعملون أجراء باليومية إن وجد عملاً أكل و إن لم يجد جاع و أسرته و إن سقط صريع مرض لا يجد ثمن دواء العلاج …..
فكانت شهادة أمان له و لأسرته تكفل له معاشاً شهرياً و لأولاده من بعده تعويضاً مناسباً إن جار عليهم الزمن .
يا كل من تضامنوا و إتحدوا علي إختلاف أفكارهم و معتقداتهم من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار من أبناء طنط إصلاح السياسي إلي أولاد الرفيقة المناضلة الدادة أم عطيات الشغالة مرجع الأدب الروسي إلي تبرع أخي المؤمن لبناء بيت من بيوت الله ….. ثورتكم ثورة فوضي و خراب و دمار …..
ثورتنا عدة ثورات و ليست ثورة واحدة إنما هي ثورة ….. حب و عطاء ….. بناء و تنمية ….. عدل و إنصاف ….. أمن و أمان ….. إحترام و توقير ….. جهد و عمل ….. تضحية و فداء ..