بقلم.. وسام الجمال
في مدينتي رجل يدعي عم “عبد العزيز” كان يعمل موظف في أحد المصالح الحكومية، وكان صديق عزيز لوالدي رغم أن والدي كان يعمل تاجرًا، كانت العلاقة بينهما قوية وعلى درجة عالية من الأخوة بكل ما تحمل الكلمة.
دامت هذه الصداقة والاخوة بينهما حتى كبرت أنا، واشتد عودى واصبحت شابا، وأكملت دراستى والتحقت بالعمل، وكان من عادات والدي أن يرسل لأصدقائه “نتيجة حائط” بمناسبة العام الجديد، و أجندة مكتبية كهدية.
وبعد أن وصول “عم عبد العزيز” إلى سن المعاش، طلب مني والدي أن أذهب إلي منزله ومعي “النتيجة” والآجندة، لكني رفضت قائلا لوالدي أنه الآن وصل إلي سن المعاش، نوفر “النتيجة” والآجندة لمسئول أخر.
أنصاع والدي لطلبي ووافق عليه و أمرني أن اذهب إلى مسئولين آخرين و بالفعل فعلت ما أمرني به حتى أنتهيت وعندما وصلت إلي محل والدي طلب مني طلب غريب لم أكن أتوقعه، قال لى احضر له ورقه كان قد انهي معاملتها لي “عم عبد العزيز”وكانت المفاجأة والدهشه من هذا الطلب، فلقد مر عليها حوالي خمسة عشر عام، وبالطبع هي ليست معي الآن، ولكن أصر والدى علي طلبه، وانا لا استطيع التنفيذ.
نهرني ومازال علي أصراره أخبرته أن الورقه لم يعد لها قيمه وهي ليست معي، سالني، هل كان لها قيمة.؟ قلت: له بالفعل قال: فمن أستخرجها لك..؟
قلت: له أنه هو” عم عبد العزيز ”
سالني كم أستغرق من الوقت عند استخراجها لك؟
قلت: له دقائق فقط..
قال: وهل كنت سعيدوقتها بهذه الورقة؟
قلت: نعم خاصه وأنه قابلني مقابله عظيمة واجلسني كأني رجل ذو مركز هام رغم أنى كنت صغيرا وعاملني معامله غاية في الروعة.
قال: والدى وكم دفعت ثمنا لهذه الورقة ؟
قلت: له ولا شيء.
قال: لا لقد دفعت ثمنها صداقتي له وحبه لي ولك لانك أبني.
طأطأت رأسي وقتها وفهمت المغزي من كلام أبي، وقمت مباشرة ومعي “النتيجة “وأجندتين وذهبت بهم لعم” عبد العزيز” الذي ما إن رأني حتى نزلت من عيناه دمعة سألته وقتها لماذا..؟
قال: لأن الصداقة يابني لاتقدر بثمن لقد كانت دمعة الصداقة.
اليوم ونحن في أيام غير الأيام ليس هناك الصديق الذي تمنحه “النتيجة” والأجندة وليس هناك الصديق الذي ستخرج عيناه دمعة الصداقة.
كانت تلك القصة التي رويتها لابنائي ليعلموا معني الصداقة في زمن ضاعت فيه الصداقة والحب لوجه الله….
تمت