السفير الروسي: أمريكا والإمبريالية الغربية وراء لهيب الشرق الأوسط
روسيا تسعى لنظام عالمي جديد يتخلص من هيمنة القطب الواحد والحروب بالوكالة
كتب: محمد حربي
تعيش منطقة الشرق الأوسط، حالة من الاضطراب، وعدم الاستقرار، بسبب مؤامرات القوى الإمبريالية الغربية، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، ودورها في تأجيج الصراعات، وإشعال لهيب منطقة الشرق الأوسط؛ والذي تبدو آثاره واضحة في الحرب الروسية- الأوكرانية، وكذلك في قطاع غزة؛ الذي يتعرض لجريمة إبادة جماعية، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي؛ منذ معركة ” طوفان الأقصى ” في السابع من شهر أكتوبر ( عام 2023م.).
وفي هذا الإطار، فقد نظم مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية، برئاسة الدكتور أحمد طاهر، بالتعاون مع البيت الروسي بسفارة روسيا الاتحادية بالقاهرة، ندوة بعنوان ” روسيا والنظام العالمي الجديد”، تحدث فيها السفير روديون ميروشنيك- سفير المهام الخاصة بوزارة الخارجية الروسية. حضرها السفير غيورغي بوريسينكو- سفير روسيا لدى جمهورية مصر العربية، ومراد جاتين- مدير المركز الثقافي الروسي بالقاهرة، وأعضاء البعثة الدبلوماسية بسفارة روسيا، وعدد من الكاديميين، والمفكرين، والصحفيين والإعلاميين.
وأكد السفير ميروشنيك، على أن الولايات المتحدة الأمريكية، والقوى الغربية، هي من تشعل فتيل الصراعات والحروب في منطقة الشرق الأوسط، تحركها مصالحها الخاصة؛ موضحا أن العالم كله يدفع ثمناً فادحا لهيمنة القطب الواحد. مشيراً إلى أن أهمية إعادة التوازن العالمي، من أجل ينعم المجتمع الدولي بحالة استقرار، وتعيش المجتمعات البشرية في حالة أمن وسلام، لافتاً إلى أن روسيا تبذل قصارى جهدها، من أجل خلق نظام عالمي جديد، لا مكان فيه للحروب بالوكالة.
وقال السفير ميروشنيك: إنه يوجد هناك تشابهاً كبيراً، بين ما يحدث في قطاع غزة، والحرب الأوكرانية الروسية؛ حيث أن القاسم المشترك بينهما هو وجود أصابع أمريكية غربية، تتحكم في إدارة المعركة، وتقوم بتزييف الحقائق، عبر سردية إمبريالية، تتنافى مع الواقع؛ لتضليل الرأي العام العالمي، وتجعل من الجاني مجني عليه، مستشهداً في ذلك بما فعله وزير خارجية أمريكا بلينكن، من افتراءات وأكاذيب ضد روسيا، متجاهلاً حقوق المدنيين الروس العزل؛ الذين راحوا ضحية الاعتداءات العسكرية للجيش الأوكراني، والذي استعان بالمجرمين، من السجون؛ ليشاركوا في جرائم الانتهاكات الوحشية؛ والتي يعاقب عليها القانون الدولي.
وأوضح السفير ميروشنيك، أن القوات الأوكرانية، استخدمت ضد الشعب الروسي القنابل العنقودية، والمحرمة بالقانون الدولي، على غرار ما تفعل إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة؛ الأمر الذي يثير التساؤلات حول دور القوانين الدولية، والقانون الدولي الإنساني، وأنه حان الوقت لملاحقة المتورطين في هذه الجرائم ضد الإنسانية، وتقديمهم للمحكمة الجنائية الدولية، ومعاقبتهم على ما قاموا به من جرائم وانتهاكات في حق الشعوب.
وأشار السفير ميروشنيك، إلى أنه لم يعد من المقبول استمرار الولايات المتحدة الأمريكية في لعب دور شرطي العالم، في الوقت الذي تضرب فيه عرض الحائط بكل القيم الإنسانية، وتتصرف بشكل منفرد، وتعطي لنفسها حق التفسير الأحادي، وتتجاهل دور المنظمات الدولية، من أجل تنفيذ ما يتفق مع مصالحها الخاصة، لافتاً إلى أن إقامة نظام عالمي جديد، من شأنه أن يلغني هيمنة أمريكا، كما يغلق الباب على سياسات الحروب بالوكالة.
وأضاف السفير ميروشنيك، بأن رؤية روسيا للنظام العالمي الجديد، أنه ينبغي له أن يقوم على أسس أخلاقية وإنسانية، وتحمل المسؤولية، مشيراً إلى أهمية مجموعة ” بريكس” خلال المرحلة المقبلة، لافتا إلى أنها قد تتفوق على مجموعة مجموعة الدول الصناعية السبع، مشدداً على أهمية أن تكون هناك آلية لضبط التوازن في العالم، بما يتوافق ومصالح الشعوب.