الدكتورة نجلاء نبيل تكتب : معركة جبل الحلال بين الإنجاز والاعجاز

جبل الحلال الذى يقع في وسط جنوب سيناء اقترن اسمه بالجماعات المتطرفة الخطرة حيث إستخدموه كدرع وحصن حصين لإختباء الافراد المتشددين شديدى الخطورة.

ولقد ظل جبل الحلال هكذا منذ عملية التفجير الإرهابية التي حدثت في طابا سنة 2004 بل وأصبح بؤرة إرهابية صعبة طال الإنتظار لعملية تطهيرها بسبب طبيعته الجغرافية الصعبة .

هناك القليل من أسرار جبل الحلال والتي ستكشف علاقة القيادة السياسية وقرارها الجرىء بضرورة تصفية هذه البؤرة بجبل الحلال وما هي الإتصالات الدولية التى تمت تحت بنود هذا الملف .

الأجهزة الأمنية المصرية تأكدت من تدخل جهات أجنبية معادية وبمشاركة دولة عربية هى قطر فى دعم الجماعات الإرهابية المتمركزة فى بطن جبل الحلال بمعدات عسكرية متطورة سواء أسلحة أو أجهزة رصد وتجسس جميعها تعوق عمل قوات إنفاذ القانون بسيناء من رجال الجيش والشرطة .

وعلى الفور قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي تشكيل غرفة عمليات خاصة وفى سرية تامة من أجل تصفية الارهابين فى جبل الحلال بأقل الخسائر في الأرواح والمعدات .

وبالفعل نجحت القوات الخاصة التابعة لقواتنا المسلحة فى اقتحام الجبل من أعلى إلى أسفل بعمليات انزال وقنص تمت بحرفية شديدة بطريقة سريعة ومفاجئة كالبرق الخاطف .

وأكد اللواء محمد الدش قائد الجيش الثالث الميداني أنه قبل عملية اقتحام جبل الحلال قامت عناصر الإستخبارات العسكرية ورجال الجيش الثالث بتحديد الأماكن والتجمعات التى تختبئ بها العناصر الإرهابية والتكفيرية فى الكهوف والمغارات كما تم دراسة ديموغرافية الأرض ومخارج ومداخل الجبل .

أما الجميل والممتع في هذه العملية الخاطفة هو الإتصالات التى تمت بالفعل في عقب نجاح الاقتحام للجبل وأهمها كان اتصالات رفيعة المستوى مع الولايات المتحدة تعهدت فيها أمريكا من خلال الإتصال التليفوني الذي تم مع الرئيس ترامب بتقديم الدعم الكامل لمصر فى مواجهة الإرهاب .

لكن مصر قدمت أدلة دامغة لأمريكا تؤكد دعم عدد من القوى الإقليمية للجماعات الإرهابية في مقدمتها قطر وإسرائيل .

وفي حينها إتصل ترامب بالمملكة العربية السعودية وهاتف الأمير محمد بن سالمان الذى زار الولايات المتحدة فطلب ترامب من سالمان ضرورة عودة التفاهمات مع مصر ودعمها فى مواجهة الإرهاب ورأب الصدع بين البلدين وبالفعل كانت ثمار هذه الإتصالات استئناف شركة أرامكو السعودية توريد المواد والشحنات البترولية لمصر .

وعن تعريف الجبل الذي لقب بـ“جبل الحلال” فهو سمي بهذا الإسم لأن كلمة “الحلال” كلمة تعني الغنم عند بدو سيناء ولأن الجبل أحد أشهر المراعي لهم .

أما عند اباطرة المخدرات والسلاح فيطلقون عليه “الأسطورة” نظرا لوعورته وصعوبة الهجوم عليه ومن حكايات وقصص عن المتحصنين به من جماعات إرهابية وتجار أسلحة ومخدرات وغيرهم من طريدي العدالة .

وقد شارك في هذه العملية العسكرية التي قام بها الجيش في جبل الحلال سلاح المدفعية وسلاح والطيران بالطائرات الحربية أف 16 بالإضافة إلى معدات وجرافات عسكرية متنوعة وسلاح القوات الخاصة وعناصر من الجيشين الثاني والثالث المرابطين شرق محافظات خط القناة .

تكتيك المعركة تم على أعلى مستوى وبحرفية شديدة حيث بدأت المواجهات بين الجيش والعناصر المسلحة بجبل الحلال بالحصار أولا فتم غلق الطرق المحيطة به لمنع وصول الإمدادات لهذه العناصر أو هروبهم إلى صحراء سيناء والمزارع والأحياء القريبة من الجبل .

وبالفعل بدأ الاقتحام بالإنزال لعناصر الجيش من خلال الطيران الحربي وسلاح المظلات مع العلم أن الضربات الجوية كانت على نطاق ضيق لأن الكهوف على عمق كبير ولن تصل الضربات العسكرية لكل الكهوف والمخابئ .

عملية الجيش المصري في جبل الحلال كانت العملية الثالثة من نوعها حيث بدأت العملية الأولى سنة 2004 عقب تفجيرات طابا بمحافظة سيناء وبعد أن إستهدف الإرهابيون فندق بطابا وقتلوا عشرات السائحين .

وحينها توصلت التحريات الأمنية والعسكرية إلى أن منفذي العملية الإرهابية يختبئون في جبل الحلال وتمت محاصرته عدة أشهر وألقي القبض على العديد من المسلحين والخارجين على القانون .

وبعدها بفترة ليست ببعيدة عاودت قوات الجيش والشرطة اقتحام الجبل بعد تفجيرات 2005 في مدينة شرم الشيخ السياحية بجنوب سيناء .

ومن أهم العناصر التي أدت إلى نجاح المهمة فى العملية الأخيرة أن القيادة استعانت بالضباط الذين شاركوا في الهجمتين السابقتين في عام 2004 وعام 2005 لإلمامهم بالتفاصيل الهامة بالجبل ونوعية العناصر والتسليح .

وأيضاً إستخدموا المعلومات التي حصلوا عليها من العناصر التي تم إلقاء القبض عليها في فترات سابقة فهم العنصر الأهم في جمع المعلومات عن الجبل قبيل عملية الاقتحام لأن هؤلاء لديهم معلومات مهمة عن مداخل الجبل وحتى في الطريقة المثلى لمحاصرته وأماكن اختباء المسلحين ونوعية الأسلحة الموجودة وكيفية تفادي سقوط خسائر في القوات .

وبفضل الله كل من كانوا ضدنا أصبحوا معنا . مصر لها صقور تعمل ليل نهار للحفاظ على الدولة من أي خطر .

عرفتوا معنى كلمة الرئيس السيسي: ” مفيش حاجة تخافوا منها يامصريين طول ما أحنا أيد واحدة “.

مصر هي أول دولة لها جيش نظامي عبر التاريخ

اللهم احفظ مصر وأهلها وجيشها العظيم وشرطتها الباسلة وجميع مؤسساتها بقواها الصلبة والناعمة
#تحيا_مصر