أهم الأخبارعرب و عالم

السفارة المغربية تحتفل بالعيد الخامس والعشرين لتربع الملك محمد السادس على عرش المغرب

السفير محمد آيت وعلي: مصر والمغرب تربطهما علاقات تاريخية ومتجددة.. والجالية المغربية معززة لأواصر التعاون مع الأشقاء المصريين


كتب: محمد حربي
الزمان، هو الثلاثون من شهر يوليو.. والمكان هو فندق ماريوت القاهرة، أو ” قصر الجزيرة سابقاً”-الذي بناه الخديوي إسماعيل عام 1869، ليكون المقر الرسمي لضيوف احتفالات افتتاح قناة السويس المصرية، وخاصة ضيفة الشرف الإمبراطورة أوجيني زوجة الإمبراطور نابليون الثالث-. والحدث، هو احتفال رسمي وشعبي كبير، أقامته سفارة المغرب لدى جمهورية مصر العربية، احتفالا بالذكرى الخامسة والعشرين لتربع الملك محمد السادس، على عرش المملكة المغربية. وكان على رأس مستقبلي المهنئين، السفير المغربي محمد ايت وعلي. حيث حضره أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري، نائباً عن رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وأعضاء السلك الدبلوماسي الأجنبي والعربي المعتمدين بالقاهرة. وعدد من الفنانين المصريين والمغاربة، ومنهم: الفنان مجدي الحسيني؛ الذي عزف النشيدين الوطنيين لمصر والمغرب، والفنانة سميرة سعيد، ونبيلة عبيد، وسامح الصريطي، وسامي مغاوري، وندى بسيوني،والمطرب محمد ثروت، ولفيفي من الشخصيات السياسية والفكرية، وممثلي وسائل الصحافة والاعلام.

ووصف السفير المغربي محمد ايت وعلي، الاحتفال بأنه يمثل ذكرى عزيزة على قلوب كل المغاربة أينما وجدوا، وعلى محبي المغرب من المصريين، وكل الأصدقاء. مؤكداً أن الاحتفالية التي امتزجت فيها فرحة المصريين مع المغربيين، تعكس قوة العلاقات الأخوية المتميزة التي تجمع البلدين الشقيقين، في مختلف المجالات، وتحت قيادة قائدي البلدين الملك محمد السادس، وأخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي. لافتاً إلى الحضور الايجابي والفاعل لأفراد الجالية المغربية المقيمين ببلدهم الثاني مصر، واسهاماتهم في دعم وتعزيز أواصر المحبة والتواصل بين الشعبين الشقيقين وكذا انخراطهم الجدي واندماجهم في النسيج الاقتصادي والثقافي والاجتماعي المصري.
استحضار الانجازات

وأوضح السفير المغربي محمد ايت وعلي، أن ذكرى عيد العرش المجيد هي مناسبة يستحضر فيها المغاربة أهم الإنجازات والمشاريع التي تحققت على عهد الملك محمد السادس، خلال ربع قرن من نهضة متجددة للمغرب الحديث ومن مسار تنموي شامل أضفى عليه الملك طابع الدينامية والفعالية، سواء على مستوى الإصلاحات الدستورية والسياسية أو من خلال الورش الكبرى المهيكلة الاقتصادية والاجتماعية، التي حرص الملك على جعل المواطن المغربي في صلبها والغاية الأساسية منها.
وأشار السفير المغربي محمد ايت وعلي، إلى أن ما يجمع مصر والمغرب من روابط تاريخية عريقة ومتجددة، تستمد مقوماتها من القواسم المشتركة الحضارية والروحية والثقافية، هي الدافع وراء بلوغ العلاقات المغربية المصرية هذا المستوى المتعددة الأبعاد، والتي تتميز بكونها قائمة على أسس راسخة من الأخوة والاحترام المتبادل والرغبة الأكيدة في التعاون المثمر والمنفعة المشتركة وتعزيز التنسيق والتشاور السياسي على مختلف المستويات، بشأن القضايا العربية والإسلامية والدولية التي تحظى باهتمام بلدينا الشقيقين.
مشيراً إلى وجود آليات متنوعة لتقوية التعاون وعلى رأسها اللجنة العليا المشتركة برئاسة قائدي البلدين، واَلية التشاور السياسي، فضلا عن آليات قطاعية أخرى وأطر عربية وجهوية من قبيل اتفاقية تنمية وتيسير التجارة العربية واتفاقية أكادير.
المناسبة المجيدة
الجدير بالذكر أن عيد العرش في المغرب، يعتبر مناسبة وطنية يتم الاحتفال به ابتداء من 30 يوليو من كل سنة، يتخللها عدة احتفالات رسمية وشعبية، وهي ذكرى تربع الملك على العرش وبيعته الرسمية، حيث بويع الملك محمد السادس بن الحسن الملك الحالي في 23 يوليو سنة 1999 وأعلن ملكا رسميا في 30 من يوليو. ولهذه المناسبة عدة مظاهر تغطى عبر التلفاز العمومي كأنشطة رسمية وتقاليد عريقة تخليدا لهذه المناسبة المجيدة؛ كما تقيم لها الاحتفالات كافة سفارات المغرب بالخارج، وتشاركها الفرحة الجاليات المغربية، ومعهم الشخصيات الرسمية والشعبية في كل بلد .
كما أن التفاهم المشترك بين مصر والمملكة المغربية؛ قد تعزز إبان فترة استقلال المغرب عام 1957م. ومنذ هذا التاريخ، وهناك تنسيقاً مستمراً بين البلدين الشقيقين، بشأن العديد من القضايا الدولية والإقليمية والعربية وفي مقدمتها الصراع العربي الإسرائيلي ودعم التضامن العربي. وأما علي صعيد العلاقات الثقافية بين البلدين؛ فقد جرى توقيع أول بروتوكول ثقافي مصري- مغربي في عام 1959. وحتى على صعيد المجال الإعلامي، فإن علاقات البلدين؛ قد شهدت تطوراً كبيراً من التعاون، وتعزيز التعاون في الجوانب الإعلامية؛ تمت ترجمتها وتفعيلها، عبر زيارات الوفود من الإعلاميين، وتبادل الخبرات. وأما في المجال الاقتصادي؛ فقد شهد تطوراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة. كما تأسست جمعية التعاون والصداقة المصرية – المغربية، في يناير 2017، لتعزيز الجهود، والارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية.
قضية الصحراء المغربية
وكان الموقف المصري واضحاً وصريحاً دائماً، فيما يتعلق تأييد وحدة الأراضي المغربية، بما فيها قضية الصحراء؛ وتجدد هذا الدعم المساند في عام 1999 م. وبذلك تكون مصر قد سبقت غيرها من الدول، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية – العضو الدائم بالأمم المتحدة-؛ التي اعترفت بالصحراء المغربية في عام 2020. وكذلك فرنسا؛ التي سبقت اعترافها السياسي للصحراء المغربية، بدعم مشاريع اقتصادية أطلقتها المغرب في إقليمها الصحراوي الجنوبي. ثم تبعتها إسبانيا؛ التي أعلنت في مارس 2022، دعمها لمقترح للحكم الذاتي في الصحراء المغربية، تحت السيادة الكاملة للمغرب.
بناء شراكة استراتيجية
وتعزز التحولات الإقليمية والدولية في ظل عالم متغير، من فرص بناء شراكة استراتيجية بين مصر والمغرب، والحاجة إلى التنسيق، والتعاون الثنائي، لإعادة الاستقرار إلى المنطقة. وهذا بدوره يعطي دفعة للنهوض بالعلاقات الاقتصادية المصرية – المغربية؛ التي مازالت دون مستوى طموحات الشعبين الشقيقين.وخاصة في ظل الإمكانيات اللامحدودة؛ التي يمتلكها كل طرف من الطرفين. وبالتالي الحاجة إلى تعظيم الاستفادة منها؛ ولاسيما فيما يتعلق بالموقع المتميز، وغير ذلك من المزايا، بما فيها الاقتصادية، في إطار التكامل.
التنسيق السياسي والحوار
وكل ذلك يجسد إرادة القيادتين، لبناء شراكة فاعلة. والتي بدأت باتفاق إنشاء لجنة عليا مشتركة بين الدولتين”، تم التوقيع عليه بالقاهرة يوم 28 مايو 1988، وفي عام 1997 ، تم رفع رئاسة هذه اللجنة؛ لتصبح على مستوى قيادتي البلدين بدلاً من رئيسي الوزراء. ثم جاء بعدها الإطار الثاني، وهو “آلية التنسيق السياسي والحوار الاستراتيجي”، والذي تم التوقيع عليه يوم 5 يناير 2011. وبعد ذلك تم عقد الاجتماع الثاني للآلية في القاهرة يوم 18 يونيو 2012، وعقدت الدورة الثالثة لآلية التنسيق السياسي والحوار الاستراتيجي بمراكش يوم 19 يناير 2014 برئاسة وزيري الخارجية. ولاشك أن التنسيق والتشاور والتعاون بينهما هو في صالح الشعبين والأمة العربية والإسلامية، وفى صالح الاستقرار في حوض البحر المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط.
العمل العربي المشترك
كما تتقاسم مصر والمغرب، المسؤولية في الحفاظ على وحدة واستقرار دولية ليبيا. وهناك تنسيقاً، وتشاوراً مستمراً بين البلدين الشقيقين، وتبادل للرؤى، ضمن عدد من قضايا المنطقة ذات الاهتمام المشترك. وإن كان قد تم التأكيد على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك بُغية تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، واستعراض سُبل الدفع قُدماً بجهود التوصل لتسوية شاملة للأزمة، وتم التطرق الي آفاق تعزيز العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين. خاصة وأن وزير الخارجية المصري سامح شُكري؛ قد أكد على اهتمام مصر بدفع مسار التعاون الثنائي مع الشقيقة المغرب، على ضوء ما يتمتع به البلدان من علاقات أخوية وروابط راسخة .
جهود لجنة القدس
وتقدر مصر عالياً، العمل المتواصل الذي يقوم به الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في الحفاظ على الوضع القانوني للقدس الشريف وطابعها العربي الإسلامي، وحماية المقدسات وحرمة المسجد الأقصى من انتهاكات إسرائيلية، والمساهمة في تمكين المقدسيين من الصمود في مدينتهم، ولاسيما المشاريع التي تنجزها وكالة بيت مال القدس الشريف في هذا الصدد. وقد كان هناك ترحيباً مصريا بنتائج الاجتماع الأول لفريق الاتصال الوزاري المعني بقضية فلسطين والقدس الشريف، المنبثق عن منظمة التعاون الإسلامي، الذي استضافه المغرب بتاريخ 12 نوفمبر 2014.

زر الذهاب إلى الأعلى