الدكتور ماجد لـ ” العمال”: مصر أو دولة أفريقية تنشئ محطة طاقة رياح
" أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة" نسخته الثانية تتسم بالشراكات والتعاون الاستراتيجي
القاهرة: محمد حربي
أكد الدكتور ماجد كرم الدين محمود- المدير الفني للمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، أن مصر أول دولة أفريقية تنشئ محطة طاقة رياح.
وفي حوار خاص مع صحيفة ” العمال” المصرية، تحدث الدكتور ماجد كرم الدين محمود عن أهمية “أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة”، في نسخته الثانية، الذي سيقام خلال الفترة من 1 إلى 3 أكتوبر المقبل؛ وأنه سيكون متميزاً، من حيث الشراكات، والتعاون الاستراتيجي، وتضافر الجهود. كما أنه سوف يناقش عدد من القضايا الهامة، ومنها: التعاون بين المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، ومبادرة الطاقة المتجددة الافريقية، ومع الاتحاد الافريقي. وكذلك عن ديمقراطية الطاقة، بمعنى أن تكون الطاقة للجميع وبشكل ميسور التكلفة. ” صافي صفر انبعاثات كربونية”. وأهمية التكنولوجيا الحديثة في حل مشكلة سرعة الرياح ببعض مناطق مشاريع الطاقة المتجددة سواء الساحلية أو غيرها. واستخراج الأمونيا الخضراء من الطاقة المتجددة. ودور الدول الكبرى الصناعية، في تحمل مسؤوليتها، لدعم ومساعدة الدول الفقيرة، في مواجهة قضايا تلوث البيئة.
وأوضح الدكتور ماجد: أن “أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة”، سوف يشهد أيضاً حضورا فاعلاً من كافة الشركاء، سواء إقليميا، من كافة الشركاء، وهم الدول العربية الأعضاء في المركز. وكذلك الشريك الاستراتيجي جامعة الدول العربية، والرعاية الاستراتيجية الكريمة للمؤتمر، من الأمين العام أحمد أبوالغيط. وبجانب جهود كوكبة من الذين يقودون حركة قطاع الطاقة المتجددة، والطاقة المستدامة بشكل عام، في الجامعة العربية، ممثلين في إدارة الطاقة، وعلى رأسهم المهندسة جميلة مطر- مديرة إدارة الطاقة في الجامعة العربية.
شراكات وتعاون استراتيجي
وأشار الدكتور ماجد، بأنه سوف يكون هناك حضوراً دولياً ممثلاً في منظمات الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وهو شريك مهم جدا، وكثيراً من المؤسسات الأوروبية، العاملة في المجال. لافتاً إلى أهمية التعاون الأورومتوسطي؛ حيث توجد هناك شراكة مع المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، في عدد من المشروعات الاستراتيجية. تلك التي تحقق مصالح كافة الأطراف، وتسهم في تحقيق أمن الطاقة، وتعزيز خفض انبعاثات الكربون، على جانبي المتوسط. ضمن التعاون مع الشركاء في الاتحاد من أجل المتوسط. مما يجعل من ” أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة” في نسخته الثانية، يتسم بالشراكات، والتعاون الاستراتيجي، وتضافر الجهود. لافتاً إلى أن العمل الجماعي، هو أساس نجاح الأهداف.
المجلس العالمي للكربون
وحول التعاون بين المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، ومجلس الكربون العالمي، قال الدكتور ماجد: إنه تجري الترتيبات حالياً، لعقد ورشة عمل لتبادل الخبرات، تجارب تجارة الكربون في العالم والمنطقة، بين المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، مجلس الكربون العالمي (GCC) ومقره في دولة قطر. موضحاً بأن للجانبين سبق لهما التعاون في ورشة من قبل.
موضحاً، أن برنامج GCC يساهم في مستقبل أكثر استدامة وانخفاضاً في الكربون، من خلال تسجيل مشاريع عالية الجودة من جميع أنحاء العالم أثبتت إضافيتها في تقليل أو إزالة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري (GHG).
مشيراً، إلى الورشة سوف تكون لتبادل الخبرات.. وتنظيم ورشة عمل منذ عدة شهور.. وأخرى قريبة.. تقديم تجارب تجارة الكربون في العالم والمنطقة.. هوناك شهادات خافضة للانبعاثات يتم بيعها.
تخفيض الانبعاثات الكربونية
وأشار الدكتور ماجد، إلى أن قطاع الطاقة، كان ولفترات طويلة، يعتمد في توجهاته على تلبية الاحتياجات، في التطور الاقتصادي، والاجتماعي، والتكنولوجي. وفي سبيل تحقيق ذلك، كان يضحي في أوقات كثيرة جداً بالمفاهيم الخاصة بالاستدامة. ولكن كما يقول ” غاندي”: إن السرعة لا تهم إذا كنت تمضي في الاتجاه الخاطئ”. لذا فقد ايقنت دول العالم، أن السير في طريق الاعتماد على الوقود التقليدي، وبنفس الأنماط السائدة سابقاً، هو نموذج غير مستدام، واتجاه خاطئ. وبالتالي فقد أصبحت التوجهات الحاضرة؛ وحتى فيما يخص الوقود التقليدي، هي كيفية جعله وقوداً أنظف، وكيفية تخفيض انبعاثاته الكربونية، وتحسين بصمته البيئية. وفي المقابل، كيفية التوسع، وبشكل أكبر في الطاقات المتجددة.
وكذلك القضية المهمة الأخرى؛ هي كيفية الاستهلاك بشكل رشيد. حيث أن الاستهلاك الرشيد، يعني في المقام الأول، توفير قدر كبير من موارد الدول، لخدمة قطاعات أخرى، ذات أولوية، أو الاستفادة من هذه الطاقة في الوصول إلى عدد أكبر من السكان. لاسيما وأن هناك تجارب لدول، نجحت في الوصول لأسعار مناسبة، لمختلف شرائح المجتمع.
لافتاً إلى أن ” أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة ” في نسخته الثانية؛ سوف يمس كافة الأبعاد الاقتصادية، والاجتماعية المختلفة، ضمن شراكته الاستراتيجية للدول العربية في تحقيق خططها.
منظمة تنموية أولاً
وشدد الدكتور ماجد على أنهم، كمركز إقليمي للطاقة المتجددة، وكفاءة الطاقة، عبارة عن منظمة تنموية في المقام الأول، تفكر في تحقيق المصالح الحالية؛ وعينه دائماً على حقوق الأجيال المستقبلية، من المصادر المستقرة، والآمنة، والنظيفة؛ وتساعدهم في تحقيق طموحاتهم، وفقأ لمفهوم “الاستدامة”. لأنه إذا استهلكنا كل مواردنا، خلال هذه الفترة، فإننا نكون؛ قد ظلمنا الأجيال القادمة. وإذا لم نستخدم مواردنا في تلبية احتياجاتنا الحالية، فإننا نكون قد ظلمنا الأجيال الحالية. ولذا فإن التوازن مطلوب، في تحقيق أمن لاستخدام الطاقة، لتلبية متطلبات الحياة الحالية بجودة معينة؛ ولكن من دون أن نحرم أو نجور على حقوق الأجيال القادمة.
تنويع مصادر الطاقة
كما تحدث الدكتور ماجد عن تجربة مصر، كأول دولة أفريقية تقيم محطة طاقة رياح صغيرة من 40توربينات لتوليد الكهرباء (عام 1988م.)، وكانت تنتج نحو 5 ميجاوات، ثم أُقيمت محطة طاقة الرياح بالزعفرانة – إحدى قرى مدينة رأس غارب على البحر الأحمر-، وكانت قدرتها ٥٤٥ ميجاوات. ثم وبفضل تنويع مصادر الطاقة من الرياح والشمس؛ فإن إنتاج الطاقة المتجددة قاربت نحو ٧ آلاف ميجاوات، منها ما يقارب ١٩٠٠ ميجا وات رياح و٢٠٠٠ ميجاوات طاقة شمسية.
وحول إمكانيات العربية من مقومات الطاقة، قال الدكتور ماجد: إن بعض الدول العربية، قادة في قطاع النفط والغاز، فإنها أيضاً تملك مقومات أن تصبح قادة في مجال الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة. ويرجع ذلك إلى ما تنعم به من وفرة هائلة وثراء كبير من الطاقة الشمسية، مقارنة بالدول الأوروبية. حيث أن الدول العربية من المحيط إلى الخليج، تتمتع بمصادر رياح متميزة؛ وبحكم أنها تطل على المحيطات، بجانب بحار داخلية أحمر ومتوسط وغيره. فضلاً عن المصادر الأخرى للطاقة، ولاسيما من المخلفات” الحاضر الغائب”.
لافتاً إلى وجود، دول عربية تدرك بأنه للحفاظ على مكانتها، وريادتها في قطاع الطاقة، لابد أن تبدأ مسار تحول الطاقة؛ وفي ذلك فرص اقتصادية واعدة في هذا الأمر؛ لأن لا يليق ان نكون خارج هذا السوق. كما أننا جميعاً جزء من هذا العالم في الكرة الأرضية، في خطر حقيقي. مشدداً على أهمية أن نحافظ على بيئتها ونخفض مسار التلوث الكبير، من لغازات الكربونية، والانبعاثات الحرارية.
الجدير بالذكر، أن المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة؛ كان قد بدأ بعشر دول عربية متوسطية – جنوب البحر المتوسط-، وبدأت فكرته مصرية للراحل المهندس عماد الشرقاوي-نائب رئيس مجلس الطاقة العالمي عن أفريقيا؛ والذي كان لديه طموح في تأسيس مركزي تميز للطاقة المتجددة في أفريقيا، أحدهما ناطق بالإنجليزية، والآخر بالفرنسية. وقد تم الإعلان عن ذلك، في المؤتمر العالمي للطاقات المتجددة في بون عام 2004، وتم فيه الإعلان عن النية في انشاء الوكالة الدولية للطاقة المتجددة. موضحاً دور كل من الدكتور مهندس حسن يونس- وزير الكهرباء المصري، والمهندس سمير محمود حسن- رئيس هيئة الطاقة المتجددة المصري؛ اللذان تبنيا الفكر باهتمام، وتمت إعداد دراسة، قام بتمويلها الجانبين الألماني، والدنماركي. وقد انتهت الدراسة إلى أن الدول الأفريقية الموجود حول شرق المتوسط، لديهم علماء، وأكاديميات علمية، وجامعات، ومراكز بحثية كثيرة جداً؛ ولكن الذي ينقص هذه المنطقة، الحاجة إلى فتح الأسواق؛ فتحولت الرؤية في عام 2004 حتى 2008، إلى أننا لا نبغي عمل مركز أكاديمي؛ ولكن نبغي عمل شريك للحكومات، ومن ثم كان هذا هو الهدف من تأسيس المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة. ويكون دوره مساعدة الحكومات على كيفية أن تكون أسواق الطاقة المتجددة، وكفاءة الطاقة أكثر جاذبية للاستثمار، والمواطنين. مشيراً إلى أن ذلك كان حولاً استراتيجياً في الفكرة.
وأضاف أنه في البداية؛ قد تشجعت 10 دول عربية، ووقعوا على اعلان القاهرة في عام 2008، لتأسيس المركز؛ الذي بدأ العمل الفعلي في عام 2011ومنذ هذا التاريخ، وحتى الآن، انضمت تدريجيا 7 دول عربية، ونأمل في الطريق انضمام باقي الدول العربية.