د.فتحي حسين يكتب: في حب مصر… عيد العمال تحية للقيادة واعتزاز بالعمال

ها هو الأول من مايو يحل علينا كل عام، ليعيد إلى الأذهان قيمة العمل والعامل، وليذكرنا دومًا بأن الأوطان لا تُبنى إلا بسواعد أبنائها. وها نحن اليوم، ونحن نحتفل بعيد العمال، لا يسعنا إلا أن نرفع أسمى آيات الشكر والتقدير إلى القيادة المصرية الرشيدة، التي لم تدخر جهدًا في دعم العمال وإعلاء شأنهم، إيمانًا منها بأنهم حجر الزاوية في معادلة التنمية الشاملة.
إن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان ولا يزال قائدًا مؤمنًا بأن الطبقة العاملة هي عصب هذا الوطن، فهي التي تتحمل مشاق الإنتاج وتواجه التحديات بروح صلبة. ومن هنا جاء اهتمامه الشخصي بملف المصانع المتوقفة، حيث عمل على إعادة تشغيلها وإحياء خطوط إنتاجها من جديد، إدراكًا منه بأن الصناعة الوطنية هي قاطرة النمو الحقيقية. كما لم يدخر جهدًا في السعي إلى توطين الصناعات الاستراتيجية وتقليل الاعتماد على الخارج، بل والدفع بالصادرات المصرية إلى الأسواق العالمية لجلب العملات الصعبة وتعزيز الاقتصاد الوطني.
إن القيادة المصرية، برئاسة الرئيس السيسي، أكدت مرارًا وتكرارًا أن تحسين بيئة العمل وتوفير حقوق العمال كاملة ليس مجرد واجب أخلاقي، بل ضرورة لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية المنشودة.
ولعل من أبرز ما نؤكد عليه اليوم، هو أن العمل في شريعتنا الإسلامية ليس مجرد وسيلة للكسب والرزق، بل هو عبادة نتقرب بها إلى الله، وسعي في الأرض لإعمارها، بعيدًا عن الاتكال والكسل والبطالة. ولنا في قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده» أعظم الدروس.
وفي يوم العمال، الذي يحتفل به العالم أجمع، نتذكر النضالات الطويلة والمكاسب التاريخية التي حققتها الحركة العمالية على مر العصور. في ألمانيا، على سبيل المثال، أصبح هذا اليوم عطلة رسمية في عام 1933، لكن المفارقة أن النقابات الحرة أُلغيت في اليوم التالي، مما قضى على الحركة العمالية هناك… وهو درس تاريخي يعلمنا أن القوانين وحدها لا تكفي، بل لا بد من الحفاظ على روح العمل الجماعي لضمان استمرار الحقوق.
إننا في مصر الجديدة، مصر التي تنهض بسواعد أبنائها، نؤمن أن العمل هو مفتاح لكل شيء: لا يحقق فقط الاكتفاء المادي، بل يبني الشخصية، ينمي القدرات، يعزز الثقة بالنفس، ويرسخ قيم الانضباط وتحمل المسؤولية وحل المشكلات. إنها منظومة متكاملة، تجعل من كل عامل رمزًا مشرفًا لمصر… مصر التي تستحق من كل واحد منا أن يعطيها كل ما يستطيع.
كل عام وعمال مصر بخير… وكل التحية والتقدير لقيادتنا الوطنية الحكيمة، التي تضع العامل المصري في القلب وعلى رأس أولوياتها، سعيًا إلى بناء وطن قوي ومزدهر.