أهم الأخبارعمال

أكاديميون ونقابيون :  الإنتماء للوطن وزيادة الإنتاج أهم مقومات ثقافة العمل بعد ٣٠ يونيو

 

كتبت / ياسمين إبراهيم

شهدت ثقافة العمل وسلوكيات العاملين بعد ثورة ٣٠ يونيو تغيرات هامه فيما يخص الإنتماء للوطن وارتفاع ملحوظ في إنتاجية بعض القطاعات نتيجة للإستقرار في مرحلة مابعد ثورة ٣٠ يونيو .

و تبذل الدولة المصرية بعد ٣٠ يونيو اهتماما اكبر فيما يخص إعلاء قيمة وثقافة العمل لزيادة الإنتاج وذلك من خلال الاهتمام بملف التمكين الاقتصادي والتدريب وتوفير التمويل للمشروعات وإطلاق مبادرات متعددة ومتخصصه في التشغيل وإقامة المشروعات ورعاية الشباب .

أكدت الكتورة يمن الحماقي أستاذ الاقتصاد أن فترة ماقبل ثورة ٣٠ يونيو كانت تحمل العديد من الصراعات السياسية والاجتماعية إلي أن قامت ثورة ٣٠ يونيو فخلقت حالة من الاستقرار وأنقذت مصرنا الحبيبة من خطر كبير فالشعب المصري بالفطرة هو من أكثر الشعوب المحبه لوطنها .

وأشارت الحماقي إلي أن سوق العمل لدينا به بعض شركات القطاع الخاص التي تتمتع بثقافة عمل جيدة وذلك نتيجة لوضعها نظم للرقابة والإدارة الجيدة . كما يوجد ايضا شركات أخري تعاني من اختلال في معدل دوران العمل فعلى سبيل المثال بعد ان يتم تدريب العامل من جانب جهة العمل يقوم بالانتقال الي مكان أخر بمرتب اكبر وذلك نتيجة الأعباء الاقتصادية والاجتماعية التي نعاني منها منذ التعويم وانخفاض قيمة الجنية .

وأوضحت أن المؤسسات الحكومية مازالت تحتاج لمزيد من الجهد لرفع كفاءة العامل وتحسين بيئة العمل وعدم سيطرة الذاتية في الإدارة لإختيار المناصب العليا وذلك من خلال وضع مؤشرات قياس أداء موضوعية وإرسال قواعد الثواب والعقاب وتحسين الأوضاع المالية للعاملين .

ولفتت الحماقي إلي دور المدارس التكنولوجية والجامعات التكنولوجيا المتوسطة لريادة الأعمال والتي تخرج لنا عاملا فنيا ذو كفاءة ومواكبا للتكنولوجيا الحديثة ونجد ان هناك اقبالك كبيرا من الطلبة علي الالتحاق بها نظرا لأن خرجها مطلوبين جدا بسوق العمل.

وأضافت أننا لكي نرسي قواعد جيدة فيما يخص ثقافة العمل وسلوكيات العاملين نحتاج لمزيد من الجهد و مزيد من المبادرات علي أن تكون غير محدودة التأثير علي فئات معينة بل تمتد لكافة العاملين بالقطاعين العام والخاص .

و قال الدكتور حسن علي استاذ التنمية البشرية بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا أن ثورة ٣٠ يونيو كان لها أكبر الأثر علي نفوس الشعب المصري بشكل عام وعلي العاملين في مجالات العمل بشكل خاص من ارتفاع للروح المعنوية والإقدام علي العمل والعطاء من أجل تقدم الوطن .

وأكد أن ثورة ٣٠ يونيو غيرت ثقافة العمل بشكل كبير فيما يخص اختيار صناع القرار للقيادات بالمناصب الإدارية فقد أوجدت مكان للشباب والمرأة في المراكز القيادية مثل الوزراء الشباب والمرأة القاضية وأصبح معيار الإختيار هو الكفاءة والإفادة والفكر المتطور دون تمييز ، مما أفرز بعض القيادات ذو إنتماء قوي للدولة .

وأشار دكتور حسن علي إلي قيام الدولة المصرية بوضع (ميثاق العمل المهني) و(مدونة السلوك الوظيفي)
لتعريف العاملين مالهم من حقوق وماعليهم من واجبات وذلك ضمن الاستراتيجية الوطنية ٢٠٣٠ .

وأوضح ان التغير السلوكي داخل بيئة العمل إنعكس بشكل أوضح علي العاملين بالمهن ذات التعامل المباشر مع الجمهور وذلك من خلال تقويم السلوك العام للعامل والفصل بين مقدم الخدمة ومتلقيها ،تفاديا لتعطيل سير العمل فقد أصبح المواطن يتلقي الخدمة بكل سهولة وشفافية وذلك من خلال التحول الرقمي وإتاحة التطبيقات الاليكترونية لحجز موعد مسبق للحصول علي الخدمات الحكومية علي سبيل المثال( الشهر العقاري ) وتلقي الخدمة دون تزاحم مما جعل سلوك العامل أكثر هدوء ورقي وايضا وحدات تراخيص السيارت ومخالفات المرور والعديد من المصالح الحكومية .

وأضاف انه تم العمل مؤخرا في المؤسسات الحكومية علي تغيير ثقافة العاملين فيما يخص الحفاظ علي البيئة العامة للمنشآت الصناعية والتوجة للاقتصاد الأخضر.

أكد محمد حنفي رئيس النقابة العامة للعاملين بالإتصالات أن ثورة ٣٠ يونيو شكلت نقطة فاصلة في تاريخ الدولة المصرية، وكان العامل المصري جزءا اساسيا من هذا التحول. فبعد 30 يونيو، لم يعد العامل كما كان قبلها، بل اصبح اكثر وعيا بحقوقه، واكثر ادراكا لدوره الوطني، وزادت قدرته على التمييز بين الشعارات والعمل الحقيقي.

وأشار إلي أن ثقافة العمل تغيرت حين ادركت الطبقة العاملة ان مطالبها لن تتحقق بالصوت العالي فقط، بل بالعمل والإنتاج، اصبح الوعي هو الحارس الاول لحقوق العمال، بعد مرورهم بتجربة واقعية اثبتت ان الانحياز الى الدولة هو انحياز للاستقرار، وان قوة العامل من قوة الدولة و مؤسساتها.

وأوضح أن بعد الثورة، اتسعت دوائر المشاركة، واصبح للعامل راي وصوت داخل مكان العمل، وصار الحديث عن العدالة والحوكمة ومكافحة الفساد جزءا من لغة الحوار اليومي بين الزملاء في الادارات والمواقع الانتاجية.

ولفت حنفي إلي أنه رغم التحديات الاقتصادية فقد حافظ كثير من العمال على تمسكهم بثقافة الانتماء والانضباط، لان الوعي الذي تشكل بعد الثورة علمهم ان الوطن لا يبنى بالهتاف، بل بالانتاج.

وأضاف أن تقافة العمل تغيرت حين أدرك العامل ان العمل اساس النجاح وان الوطن غالي والحفاظ عليه اساسه الجهد والعرق والإنتاج. وهذا التحول، في جوهره، هو احد ابرز

زر الذهاب إلى الأعلى