أهم الأخبارالاقتصادتحقيقات و ملفات

تكامل حكومي في حلوان.. 4 وزراء يعلنون عودة القلعة الصناعية “النصر للسيارات”

 

النصر للسيارات تعود للحياة.. تكامل حكومي وإرادة سياسية لإحياء القلعة الصناعية

 

كتبت ـ نجوي ابراهيم

شهدت منطقة حلوان اليوم مشهدًا وطنيًا بامتياز، حيث زار أربعة وزراء مصريين من قطاعات الصناعة والنقل، وقطاع الأعمال العام، والعمل، والأوقاف، مصانع شركة النصر لصناعة السيارات، في إشارة قوية إلى عودة هذا الكيان العريق إلى موقعه الطبيعي كأحد أعمدة الصناعة الوطنية.

الزيارة التي قادها الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، ورافقه كل من المهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام، ومحمد جبران وزير العمل، والدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، جاءت لتؤكد التزام الدولة المصرية بتوجيهات القيادة السياسية، بضرورة إحياء المصانع الوطنية المغلقة والمتعثرة، وعلى رأسها شركة النصر للسيارات التي تحمل تاريخًا من الإنجازات منذ تأسيسها عام 1960.

صناعة وطنية برؤية جديدة

الزيارة التفقدية شملت خطوط إنتاج السيارات الملاكي التي جرى تطويرها لتواكب أحدث المعايير العالمية، بجانب خطوط الأتوبيسات التي عادت للإنتاج بالفعل بطرازات مثل “نصر سكاي” و”نصر ستار”، بمكوّن محلي مرتفع يصل إلى 63%، إضافة إلى العمل على طرازات صديقة للبيئة تعمل بالغاز الطبيعي والكهرباء، بما ينسجم مع رؤية مصر 2030 في التحول نحو الصناعات الخضراء.

إرادة سياسية.. ورسالة وطنية

الفريق كامل الوزير شدد على أن إعادة تشغيل المصانع المتعثرة ليس مجرد قرار اقتصادي، بل هو رسالة اجتماعية ووطنية تستهدف الحفاظ على حقوق العمال وأسرهم، مع التأكيد على أن العامل المصري هو ثروة الوطن الحقيقية، الذكي والمخلص والقادر على الإنجاز إذا توفرت له البيئة المناسبة.

أكد الفريق كامل الوزير أن شركة النصر للسيارات تمثل قلعة عريقة من قلاع الصناعة الوطنية، مشددًا على أن خطة الدولة للنهوض بالصناعة  بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي  ترتكز على إحياء وتشغيل المصانع المغلقة والمتعثرة، حفاظًا على العمال وأسرهم وعلى ثروة مصر العقارية والصناعية.

وأوضح أن تشغيل المصانع القائمة أسهل وأسرع من إنشاء مصانع جديدة، لافتًا إلى أن العامل المصري بارع ونشيط وذكي ومحب لوطنه، وأن دور الدولة هو توفير البيئة المواتية التي تساعده على العطاء واستعادة مكانة الصناعة الوطنية.

وأضاف الوزير أن الدولة تسعى لبعث روح النشاط والانضباط بين العمال، مع إمكانية الشراكة مع القطاع الخاص المحلي والعربي والأجنبي لتوفير التمويل والتكنولوجيا، مؤكداً تطلعه لرؤية مصانع “النصر” تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية في القريب العاجل.

تكامل وزاري لصالح المواطن

من جانبه، أكد الوزير محمد شيمي أن “النصر للسيارات” ليست مجرد شركة، بل هي رمز لإرادة المصريين وقدرتهم على تجاوز التحديات، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل على تطوير بيئة العمل، وتطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة، مشيرًا إلى أن عودة الإنتاج جاءت بدعم القيادة السياسية وتفاني العاملين.

وأوضح أن الشركة بدأت بالفعل في إنتاج الأتوبيسات “نصر سكاي” والميني باص “نصر ستار” بمكوّن محلي مرتفع، مع التوسع في المركبات الصديقة للبيئة، مؤكدًا أن الوزارة تضع تحسين بيئة العمل وتطبيق معايير الجودة والسلامة في مقدمة أولوياتها.

ووجه رسالة إلى العمال قائلاً: “أنتم قلب النصر وروحه.. وبجهودكم تستعيد الشركة مكانتها كواجهة مشرفة للصناعة الوطنية.”

أكد محمد جبران، وزير العمل، أن عودة الإنتاج في شركة النصر للسيارات تمثل خطوة كبرى لإحياء الصناعة الوطنية، مشيدًا بجهود الدولة في إعادة الروح إلى القلاع الصناعية العريقة، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية ورؤية مصر 2030.

وأوضح أن خطة إحياء الصناعة الوطنية توفر آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، وتدعم عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بما يحقق العدالة والاستقرار للعاملين وأسرهم.

وأشار الوزير إلى أن قانون العمل الجديد رقم 14 لسنة 2025، الذي يبدأ تطبيقه في سبتمبر المقبل، يعد “هدية الدولة المصرية للعمال وأصحاب الأعمال”، حيث جاء متوازنًا ومراعيًا لمعايير العمل الدولية، ويحقق الأمان الوظيفي للعمال، ويشجع على الاستثمار، ويضع آليات حديثة للتعامل مع المهن المستقبلية وأنماط العمل الجديدة.

وختم جبران كلمته بالتأكيد على أن بيئة العمل اللائقة هي أساس الاستثمار، وأن الدولة لن تدخر جهدًا في تحسين هذه البيئة، وحماية حقوق العمال، وتعزيز الإنتاج الوطني باعتباره الركيزة الأساسية لبناء اقتصاد قوي ومستدام.

أما الدكتور أسامة الأزهري فقد وصف “النصر للسيارات” بأنها صرح تسلمه الجيل الحالي من جيل سابق، داعيًا العمال إلى الوفاء بأمانة المسئولية والإضافة إلى هذا الكيان بما يعزز قوة الوطن، ويجعل من عودة الشركة علامة مضيئة في مسار صناعة وطنية قادرة على المنافسة.

وقال الأزهري إن صناعة الحضارة فريضة إسلامية، وإن تطوير “النصر” وإعادة إنتاجها يمثل إضافة قوية للوطن، ورسالة للأجيال المقبلة بأن مصر قادرة بسواعد أبنائها على البناء وصناعة المستقبل.

وختم كلمته بالتأكيد على تطلعه للاحتفال قريبًا بإنجازات الشركة وإنتاجها الموسع، معتبرًا أن التفاني والإخلاص هما السبيل لترك أثر خالد يضيء للأجيال القادمة.

فرص عمل.. ومنتج محلي

لا تقف أهمية إعادة تشغيل النصر عند حدود الإنتاج الصناعي فقط، بل تمتد لتشمل توفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، وتقليل فاتورة الاستيراد، وتعزيز قيمة المنتج المحلي، إلى جانب دعم منظومة النقل الداخلي بأتوبيسات مصرية الصنع، في تكامل واضح بين الوزارات لخدمة المواطن والاقتصاد الوطني.

ما جرى في “النصر للسيارات” اليوم لم يكن مجرد زيارة وزارية، بل كان إعلانًا صريحًا عن مرحلة جديدة في الصناعة المصرية، عنوانها الثقة في العامل المصري، والإرادة السياسية الحاسمة، والتكامل الحكومي، نحواستعادة مكانة مصر كدولة صناعية كبرى.

زر الذهاب إلى الأعلى