آراء

د.فتحي حسين يكتب : أزمة المدرسين والكتب والتابلت في التعليم 

مع زيادة قضايا التعليم في بلادنا ،فكرت في تقديم مناشدة لوزير التربية والتعليم علي هذا المقال ..

معالي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، محمد عبد اللطيف

تحية تقدير واحترام، نتوجه إليكم بهذه المناشدة الصادقة من قلب كل أسرة مصرية تخشى على مستقبل أبنائها في مرحلة الثانوية العامة، تلك المرحلة التي تُعد البوابة الفاصلة بين الحلم والواقع.

لقد لاحظنا في العامين الأخيرين غياب المتابعة الجادة من جانب بعض الإدارات والمدارس فيما يخص نظام الغياب والحضور لطلاب الثانوية العامة. كثير من الطلاب أصبحوا لا يلتزمون بالحضور اليومي إلى المدارس، مكتفين بالدروس الخصوصية، وكأن المدرسة فقدت دورها التربوي والعلمي معًا.

فأين الرقابة على الغياب؟

وأين تفعيل القرار الوزاري الذي يُلزم الطلاب بالحضور الفعلي داخل المدرسة؟

هل أصبحت المدرسة مجرد اسم على الورق بينما العملية التعليمية تجري في المراكز الخاصة؟

إن غياب المتابعة الجادة للحضور لا يُضر فقط بانضباط المنظومة التعليمية، بل يُفقد الطالب ارتباطه بالمدرسة كمؤسسة تربوية تقوم على بناء الشخصية والقيم، لا مجرد مكان لتأدية الامتحان.

وفي الوقت نفسه، لا يمكن تجاهل أزمة نقص المدرسين في العديد من المدارس، وهي أزمة أصبحت واضحة ومؤثرة، حيث تُعاني بعض المدارس من عجز في معلمي المواد الأساسية، الأمر الذي يدفع الطلاب دفعًا إلى الدروس الخصوصية.

نحن ندرك حجم الجهد الذي تبذله الوزارة في تطوير المناهج والبنية التكنولوجية، ولكن هذه الجهود لن تؤتي ثمارها الكاملة دون وجود مدرس كفء ومتوفر داخل الفصل، ودون نظام حضور وانضباط حقيقي يعيد إلى المدرسة هيبتها ودورها الطبيعي.

معالي الوزير،

نأمل من سيادتكم إصدار توجيهات عاجلة إلى الإدارات التعليمية لتفعيل نظام الغياب في مدارس الثانوية العامة بجدية، مع بحث حلول عملية وسريعة لأزمة نقص المدرسين، سواء بالتعيين أو الاستعانة بالكوادر المؤهلة بنظام الحصة أو التعاقد المؤقت، حتى لا يتحول التعليم إلى عبء على الأسرة والطالب معًا.

لقد آن الأوان أن نستعيد للمدرسة المصرية مكانتها، وأن نعيد للطالب ثقته بأن مستقبله يبدأ من داخل الفصل وليس خارجه..!

النقطة الأخري هي مطالبة المدارس بدفع مصروفات الدراسية دون الحصول علي كتب او جهاز تابلت التي وعدت به الوزارة ،خاصة في المرحلة الثانوية والإعدادية ،مع نقص المدرسين ،يصبح الأمر غير مفهوم بالمرة ولا احد يرد أو يجيب على هذه التساؤلات الأسرية حول مستقبل العملية التعليمية في بلادنا في ظل الغموض الذي تعيشه الأسر في التعليم!

كفاية عبث بالعقول والأفكار وينبغي عليكم احترام رأي أولياء الأمور ،في مستقبل اولادنا وبناتنا ،والبحث عن حلول فورية لنقص المدرسين في كافة المواد الدراسية ،لان هذا الأمر خطير جدا ينبغي حله اليوم وليس غدا.

زر الذهاب إلى الأعلى