اماني ابو العينين تكتب : التحول الرقمي بالنيابات والمحاكم .. رؤية عمالية تتجاوز الحدود
لم يعد الحديث عن التحول الرقمي ترفا إداريا أو خطوة تجميلية، بل أصبح ضرورة حقيقية تفرضها سرعة العصر واحتياجات العدالة الحديثة.
نحن في النقابة العامة للعاملين بالنيابات والمحاكم نؤمن أن العاملين في هذا القطاع الحيوي هم حجر الزاوية في نجاح أي تطوير، وأن تمكينهم من أدوات التكنولوجيا هو الطريق نحو عدالة أكثر كفاءة وإنسانية.
من هنا، كان توقيع بروتوكول التعاون بين النقابة العامة للعاملين بالنيابات والمحاكم في مصر واتحاد عمال العدالة التركي، محطة مهمة في مسيرة التعاون النقابي الدولي.
هذا التبادل لا يقتصر على حضور دورات أو ورش تدريبية فحسب، بل يمثل حوارا حضاريا بين تجربتين نقابيتين تسعيان معا لتجسيد العدالة في أبهى صورها الرقمية.
ما يميز هذا التعاون أنه يُبنى على قيمة التشارك الإنساني قبل التقني، فحين يتبادل الزملاء من الجانبين الخبرات في مجالات ميكنة الدعاوى ورفعها عن بعد، فإنهم لا ينقلون فقط أدوات رقمية، بل ينقلون أيضا روحا جديدة من الإبداع والانضباط واحترام الوقت.
ولعل أجمل ما في هذا البروتوكول أنه يمتد إلى مجالات أرحب من العمل النقابي، ليشمل الجانب الثقافي والسياحي.
إذ من المقرر استقبال أفواج من اتحاد العدالة التركي في رحلات إلى شرم الشيخ والإسكندرية والآثار الفرعونية والأقصر وأسوان، ليعيش الزملاء تجربة مصر الحقيقية بجمالها وتاريخها، في تلاقي رائع بين العدالة والعمل والسياحة.
أؤمن أن النقابات العمالية حين تنفتح على العالم، تصبح أكثر وعيا وقدرة على التطوير، وأن التعاون العمالي الدولي ليس مجرد توقيع أوراق، بل هو بناء لجسور من الثقة والمعرفة ، نحن نسير بخطوات ثابتة نحو نقابات عمالية أكثر تقدما، تنتمي للوطن وتواكب العالم.
إن التحول الرقمي في قطاع العدالة ليس حلما بعيدا، بل واقعا نُشارك في صنعه اليوم، خطوة بخطوة، بروح العامل المصري الذي يحب وطنه، ويؤمن بأن العدالة لا تتحقق إلا حين تمتد يد التحديث لتصل إلى كل مكتب وملف وشاشة داخل محاكمنا ونياباتنا.
أماني أبو العينين – أمينة المرأة بالنقابة العامة للعاملين بالنيابات والمحاكم وعضو سكرتارية المرأة العاملة والطفل بالاتحاد العام لنقابات عمال مصر
