عايدة عوض تكتب : العالم بعد كورونا .. وصعود مصر

 

من المنتظر أن تتغير خريطة العالم بعد كورونا وتهبط دول الى العالم الثالث وتصعد دول الى العالم المتقدم وذلك حسب وضعها بعد ضربة كورونا وهل تمكنت من اجتياز الاختبار بنجاح أم لا.

ومن الدول التي تبدو انها ستهبط الى العالم الثالث هى الدول الأوروبية التي كانت قد أنهكتها منظومة العولمة الاقتصادية، وايضاً وقعت فريسة لتعاليم العصابة من هدم للأديان والأخلاق. فنجد ايطاليا بالرغم من تاريخها العريق الا انها ستسقط بشكل واضح، وكذلك اسبانيا، واقل سقوطاً ستكون فرنسا وألمانيا.

لكن القارة العجوز لن تكون محور العالم بعد كورونا، بل ستصبح احدى القارات الفقيرة والتي لديها بعض المعالم السياحية والتي ستعتمد عليها الى حد كبير في الإعاشة.

بالنسبة لأمريكا، تحاول كل من روسيا والصين إنقاذ ما يمكن إنقاذه منها. الاقتصاد انهار ولذا لابد من تغير المنظومة الاقتصادية وغالباً ستعود الى الاعتماد على الذهب مرة اخري. ولا اعتقد ان تغير المنظومة سيتأخر في التطبيق لان انهيار الاقتصاد الغربي سيؤثر على العالم كله.

أما موضوع تطبيق العملة الرقمية فقد يأخذ محمل الجد لفترة ولكنى لا اعتقد انه سيطبق بجدية على كل العالم لانه ايضاً احد الطرق التي تستخدمها العصابة للتحكم في البشر.

واعتقد انه بعد كورونا ستكون الحرب على اشدها بين العصابة التي تحاول تطبيق خطتها وبين البلاد وحكوماتها الواعية، لمنع هذه العصابة من الوصول الى طموحاتها.

وقد قامت كورونا والتي قد استخدمتها العصابة كسلاح ضد اعدائها، قامت بتدمير بعض من أدواتها التي كانت قد أسستها لتساعد في فرض سيطرتها. فقضت كورونا على الاتحاد الأوروبي وعلى العولمة وحتى الأمم المتحدة لابد وان تتغير نظمها لتتلاءم مع الظروف الجديدة للدول بعد كورونا.

ويقوم ترامب بوعى او بغير وعى في استكمال التدمير بحث الشعب على النزول للعمل وللاحتفال بعيد الفصح في ذروة تفشي كورونا في البلاد.

 

من أهم التغيرات التي ستطرأ على العالم هي تقاسم النفوذ بين الشرق والغرب ولكن سيكون النفوذ الأقوى للشرق. واحدى اهم عوامل التوازن في العالم ستكون الدول المحايدة والتي يبدو ان مصر ستكون احدى روادها كما كانت في مجموعة دول عدم الانحياز السابقة في منتصف القرن الماضي.

 

وستتغير مكانة الدول على حسب نفوذها في هذا النظام العالمي الجديد والذي لن يكون على شاكلة تصور العصابة حيث تكون هى سيدة العالم ويسخّر باقي العالم لخدمتها وهى تتمتع بكل موارده.

 

غالباً سيحاول العالم العودة الى ما كان عليه قبل القرن العشرين الذي طغت فيه الأنانية والجشع والوحشية. قد يسود نوع من العدالة في النظام العالمي الآتي بعد كورونا حيث يكون الغلبة للشرق بدون الانفراد في التحكم لان اغلب الدول المتوسطة والتي قد ارتفعت الى المتقدمة مثل الهند والبرازيل ومصر وقد تكون هناك ايضاً بعض من الدول الاسياوية، ستكون الكتلة الضابطة للتوازن العالمي.

 

في منتدي في دولة الإمارات العام الماضي وعندما كانت أمريكا في أوج سطوتها تحدث وزير الخارجية الصيني لنائب الرئيس الأسبق الامريكي ديك تشيني وفي كلمة قصيره ومؤلمة في صراحتها كشف امريكا وأسلوبها وتكلم عن الصين وأسلوبها المختلف. وقد تكون هذه أول مرة تعرض فيها الصين نواياها في التعامل مع العالم وقد تتخذ على انها السياسة المعلنة للصين بعد كورونا. الحديث به ترجمة للعربية.

 

أما روسيا فنجد ان بوتين بعد حكم روسيا لعقدين تقريباً متواصلين، بدأ يؤمن روسيا لما سيكون العالم عليه بعد كورونا. ومن اهم التغيرات التي وضعها في الدستور الروسي هى محاولة إرساء الأخلاق والأحكام الاجتماعية التى توصي بها كل الأديان وترسيخ المسيحية وتعاليمها. فنجده يؤكد على مسيحية روسيا ويؤكد على تعريف الزواج انه بين رجل وامرأة. وذلك بعد كم التدمير لكل المفاهيم الأخلاقية والإنسانية التي قامت بها العصابة في العالم الغربي.
.
في مصرنا الحبيبة نجد ان القدوة التي يمثلها الرئيس السيسي هي للرجل المتدين بدون تطرف والذي يقدس الحياة العائلية ويحترم ويحب الناس والذي يتعامل بأخلاق حتى في السياسة، في عالم قلت فيه الأخلاق. ولذا ستكون مصر واحدة من الرواد في العالم بعد كورونا التي تقود العالم مرة أخرى الى التعاملات الأخلاقية والإنسانية ، بدون طمع او تطرف حيث محاولة للرجوع الى الأخلاق الحميدة والعدالة في التعامل والتوازن في توزيع خيرات الارض التي تكفي وتفيض الجميع لو لم يدخل الجشع والأنانية في الموضوع.

ومصر محفوظة و مذكورة في الكتب السماوية، ويقوم أحد الوعاظ الأمريكيين بالتنبؤ بحلول روح الرب على الكنسية القبطية الاورثوذكسية لانه يعرف ان مصر هي التي قامت بحماية العائلة المقدسة ويسوع المسيح في طفولته.

وقال الواعظ أن الرب سيحل بالكنسية التى هي بيته وسيتوافد الناس من كل العالم للتقرب له والمعجزات التى سيقوم فيها بالشفاء. وكلام هذا الواعظ يدل على إيمان قوي وراسخ بمكانة مصر الدينية ويفسر مدى تخوف عصابة الشر منها.

وبالنسبة لمصير باقي الدول، فاعتقد انها سوف ترتقى او تندثر بقدر تعاملاتها الأخلاقية السابقة. وهذا يعنى مدى تطبيقها للمبادئ والأخلاق في تعاملاتها مع باقى دول وشعوب العالم. كلما زاد التزامها بالتعامل بالأمانة والأخلاق كلما على شأنها وزاد نفوذها.

وقد يبدو هذا موضوع خيالى للبعض لاننا عشنا قرون في فقدان للمبادئ والأخلاق ، ولكنه له بوادره على الارض في تقدم مصر اقليمياً ودولياً ونحن ما زلنا في العالم المحكوم من جماعة الشر، وترسيخ روسيا للدين والأخلاق والأعراف الاجتماعية المباركة دينيًا، والتزام الصين بضبط النفس وحتى بتقديم العون لعدوتها التي تسببت لها في ضرر كبير.

ولكن بعد تحجيم العصابة وبعد كورونا، ستتقدم الدول التى تتعامل بمبادئ الشرف الى الصفوف الأولى كي يتعلم منها باقي العالم الذي فقد بوصلته للطريق الصحيح، كيف يتعامل من منطلق الأخلاق والمبادئ والالتزام بالقوانين.

اغلب من ادلوا بأرائهم ينتمون للتفكير الغربي ولذا مازالوا يفكرون بأسلوب التجارة اكثر من اي شئ اخر، الا واحد فقط تكلم عن قوه الروح الإنسانية في مواجهة الخطر.

الباقي تكلموا عن انتهاء العولمة والرجوع الى الانغلاق والاعتماد على الحكومات المركزية وزيادة تضييق الحكومات على الشعوب وعدم الاعتماد على المؤسسات الدولية لفشلها في الأزمة وتفكك الاتحاد الأوروبي.

و تكلموا عن الاكتفاء الذاتي للسلع وعدم الاعتماد على الغير في التصنيع. اجمعوا على فشل امريكا والغرب في الريادة بل وفي الخروج من الازمه وتفوق الشرق في الحلول وحتى في مساعدة باقي دول العالم. وكما هو الحال فالمنتصر هو الذي سيكتب التاريخ.

هل هذا يعني انتهاء جماعة الشر؟ لا. لان المعركة بين الخير والشر ستستمر حتى اخر الأيام كما جاء في الأديان السماوية.

وكان لكورونا اثر اخر لم تحسبه جماعة الشر إذ انه بعدم وجود مصل ضدها او علاج لها وبعد تطبيق التباعد الاجتماعي وإغلاق دور العبادة نجد ان الكثير من البشر في كل أنحاء العالم ومن كل الديانات اتجهوا الى الله يطلبون منه العون والحماية والإنقاذ لانهم لم يجدوهم في هذا العالم.

وبذلك يكون الأثر القوي لكورونا والغير محسوب من جماعة الشر هو إنتعاش إيمان الشعوب بمختلف أديانها وتدمير محاولة جماعة الشر هدم الأديان والأخلاق. وبغلق دور العبادة عاد الفرد الى التعبد منفرداً ولذا اصبح تعبده غير مشوب بالتهاءات خارجية او تأثيرات سياسية وأصبح يناجي ربه مباشرة.

يتطلع العالم الى فترة من الهدؤ بعد اكثر من ثلاثة قرون من الحروب الشرسة والانحدار في الأخلاق والخروج على الأديان وهدم كل الأعراف المجتمعية. وستكون مصر في الصفوف الأولى في هذه النهضة الإنسانية.

افتخروا بأصلكم يا مصريين لانكم كنتم سادة الأرض في الخير والعلم والتقدم والرخاء، وثقوا ان الرب معكم يحبكم ويحميكم. ويعود الزمان الان لتأخذ أم الدنيا مكانتها في ريادة العالم مرة أخرى الى الأخلاق السوية والمعنى الحقيقي للإنسانية.

حفظ الله مصرنا الحبيبة وأبناءها الواعين.

زر الذهاب إلى الأعلى