عبدالناصر بكر يكتب : عيد عمال برؤية جديدة و فكر مختلف
يأتي عيد العمال هذا العام بشكل مختلف عن كل الاعوام السابقة ، اختفت منه مظاهر الاحتفال به ، وظل الجميع يترقب والبعض وضع عدة سيناريوهات لهذا اليوم ، اتسمت جميعها بالتساؤل ، هل سيشارك رمز الدولة المصربة العميقة الرئيس السيسي احتفالات عيد العمال وسط مجموعة من الجيش الازرق .. هل سيجتمع بالقيادات العمالية ، ام سيسعد العمال بخطاب تحفيزي من الرئيس وتهنئة تبث الامل والعزيمة عبر البث المباشر ، كيف سيكون تكريم عمالنا … واين ومتى ؟؟؟
كلها اسئلة ادعو الله ان تتضح اجاباتها خلال ال ٢٤ ساعة القادمة .
لقد وضعتنا محنة كورونا واجراءاتها الاحترازية في حيرة ، ولكن وسط هذه الحالة الضبابية وعدم انكشاف الرؤي ، لا ننكر ان عيد العمال هذا العام مختلفا ، حيث اثبتت محنة كورونا للعالم كله ان العامل هو اهم عنصر في منظومة الانتاج .
ففي حين يهتز الاقتصاد وينهار ويختفي راس المال الجبان يظهر فقط معدن العامل الاصيل ، وهو يواجه كل التحديات، يقف العامل شامخا ساندا للدولة فى كل المجالات، العامل فى المستشفى ، العامل فى التعقيم والتطهير، العامل فى المصنع العامل ، فى القطاع العام وهو يثبت للدولة ان اى دولة بدونه تصبح فريسة للغير.
عيد العمال يأتي هذا العام وهو يكشف صورة القطاع الخاص ، فمنهم من يرعى حقوق عماله ويحافظ علي آدميتهم ، ومنهم من شغله فقط تحقيق الربح دون النظر لاي مسئوليات اجتماعية او انسانية وضرب بتوجيهات الدولة الاحترازية عرض الحائط.
ومنهم من سعي للقيام بدوره تجاه المجتمع والارض التى اعطته كل شئ ، ومد يده ليتحمل مع الدولة جزء مما تعانيه في ظل الظرف الطارئ والاستثنائي .
يأتي عيد العمال مختلفا عن كل الاعياد ، نحتفل به بمصانعنا نحتفل به ونحن نتحمل على اعناقنا اعباء كل شئ ، اعباء كل من حولنا ، عيدنا جاء والكل يشهد انه لافرق بين من يحمل المكنسة او المدفع لافرق بين من يضحي بنفسه على الحدود ومن يضحى بنفسه على ماكينته وخط انتاجه، لافرق بين من يسهر لحمايتنا داخل البلاد ومن ينتج له الخبز والزاد
تحية لكل عمال العالم وفى القلب منهم عمال مصر.
بقلم : عبدالناصر بكر الامين العام للنقابة العامة للعاملين بالبناء والاخشاب ، ورئيس الاتحاد المحلي لعمال اسيوط