آراء

د. فتحى حسين يكتب : اين اموال الزكاة ؟

سؤال مهم يتردد مع قدوم وانتهاء شهر رمضان عن مصير أموال الزكاة في بلادنا وما هي أوجه الانفاق ،وكيفية إدارتها ،وما هي نسبة بند هام وشرعي لا غبار عليه وربما يمثل النسبة الأكبر وهو ” العاملين عليها” ! والذي ستحصل عليه العاملون بإدارات جمع أموال الزكاة ، وهي أموال كفيلة أن تعالج مشاكل حياتية عديدة لذوي الحالات الصعبة والفقراء والمستحقين للزكاة والغارمين والذين لا يجدون عمل أو حياة كريمة في ظل امواج الغلاء التي تضرب البلاد في الفترات الأخيرة ،

إلامر الذي جعل من حسن إدارة توزيع أموال الزكاة بشكل احترافي ضرورة ينبغي التأكيد عليها ! خاصة أن الإحصاءات تقول بأن أموال الزكاة تفوق المليارات سنويا ولم يتم توجيهها الي الاماكن المستحقة علي وجه التحديد فمثلا في المناطق الأكثر فقرا واحتياجا وهي مناطق يحتاج فيها الفقراء الي ملابس في الصيف والشتاء بدلا من ملابسهم البالية والممزقة ويحتاجون الي تغذية جيدة بدلا من حالة الجفاف وسوء التغذية التي تعتري أكثرهم وتبدو علي صورهم في العمل والمدرسة والطرقات والشوارع !

كثيرون منهم أيضا يحتاجون عمليات جراحية وآخرين بسيطة ويمكن توفيرها عبر المستشفيات الحكومية بتكاليف بسيطة ومجانا ،وهناك مؤسسات كثيرة تستغل شهر رمضان لتعلن عبر اعلانات مدفوعة بالتليفزيون والصحف عن طلبها تبرعات لاستكمال بناء مستشفى ما أو لأجل إجراء عمليات ما للاطفال مثلا وتضع ارقام حساباتها في جميع بنوك مصر وعن طريق رسالة موبايل كاضعف الايمان لتوصيل التبرع لهذه المستشفيات التي هي في الغالب خاصة وليست حكومية فضلا عن استعانت هذه المستشفيات بعدد من نجوم المجتمع والفنانين والرياضيين لتأكيد ضرورة التبرع لإنقاذ حياة المرضي ،ولا يعلم أحد مصير جمع هذه الأموال التي يتم جمعها ! فضلا عن الاستعانة بنفس الممثلين والنجوم في اعلانات أخري موازية في شهر رمضان عن شقق في كمبوندات وفيلل ومشروعات سكنية سياحية بالملايين !

علي كل حال موضوع اموال الزماة هام وخطير ولابد من الاهتمام به من قبل الدولة واجهزتها للتعرف عن مصير الأموال التي يدفعها المصريون سنويا تحت بند الزكاة أو المساعدات خلال شهر رمضان وغيره من شهور السنة أو بمعني آخر مصير أموال الزكاة ونسبة ” العاملين عليها ” !

واعرف جمعية تعمل في إطار جمعيات الخير ويتولاها رجل مشهور وتحصل علي أموال شهريا وربما يوميا ولكنها لا تقدم معظم المساعدات التي تعلن عنها في وسائل الإعلام وهناك حالات فقيرة وصعبة قدمت طلبات منذ سنوات ولم ينظر إليهم علي الاطلاق
وتلك الجمعية تشتري اوقات إعلانية متعددة ويتقاضي موظفيها رواتب خيالية تحت البند المشار إليه ،

والغريب أن الرجل الشهير هو صاحب الجمعية ولا يظهر بها إلا في وسائل الإعلام كنوع من الدعاية فقط لجمعيته الخيرية ، لذا فنحن بحاجة إلي وقفة حقيقية إزاء هذا الموضوع الهام والحيوي حتي تصل أموال المصريين وتبرعاتهم الي المستحقين لها فعلا وليس “للعاملين عليها” فقط!
Yoast

زر الذهاب إلى الأعلى