آراء

محمد الغريب يكتب: ما لا يعرفه المتصهينة قلوبهم عن القدس

قد يعجز عبدٌ فقيرٌ مثلي فضلاً عن مليارات البشر أن يوفوا مهد الأديان وقبلة الإسلام ومسرى خير الأنام قدرها، فالقدس هي البلدة التي باركها ربها فقال تعالى: “وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ”، ووصف مسرى نبيه محمداً فقال: “سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إنَّهُ هُو السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”.

ورد في شأنها عديد الآيات فيقول المولى عز وجل :”وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ”، ويقول أيضاً “يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ”، وعن رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم، أن سليمان بن داود عليهما السلام لما بنى بيت المقدس سأل الله خلالاً ثلاثة هي:”حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ فَأُوتِيَهُ وَمُلْكًا لاَ يَنْبَغِى لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ فَأُوتِيَهُ، وَحِينَ فَرَغَ مِنْ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ أَنْ لاَ يَأْتِيَهُ أَحَدٌ لاَ يَنْهَزُهُ إِلاَّ الصَّلاَةُ فِيهِ أَنْ يُخْرِجَهُ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ”.
ولست بمسترسل في بيان مكانة القدس أو فلسطين أو بيان أصولها العربي وعظم شأنها الإسلامي فهو أمر راسخ في وجدان كل مسلم فضلاً عن عربي أصيل لم تخالط أصوله المتصهينة الطامعين مالاً أو هوى، فنحن إذ نرى الرغبة لدى المتصهينة قلوبهم في شيطنة كفاح شعب أبي – لطالما انتظر أن يُمْنَ عليه من أوهموه أن استرداد الأرض بالسلام أوقع وأن وداعته ستكون محفزةً لهم على نصرته أو بالأحرى منحه “كِسرَة خبز” يقتات عليها في صياغة مستقبله ومستقبل أبنائه الذين قتلوا وشردوا جرياً على نهج فرعون في إبادة مستقبل بنو إسرائيل فذبح أبنائهم واستحيى نسائهم-، نزداد أسى على ما نحن فيه من عار.
“صهاينة القلب والهوى” هؤلاء ممن لم يتورعوا عن الشماتة وإدعاء الفرحة بنصرة أحفاد القردة والخنازير أمثالهم -من الذين اغتصبوا وشردوا وقتلوا لإخفاء عجزهم القابع وراء الأسلحة على شعب قوامه الرجال والشيوخ و النساء والفتيات والأطفال العُزل الذين فرضت عليهم جهاد القلب والحجارة في مقابل مدافع وأسلحة لا سبيل لدول متطورة أن تجاربها فقط إيمانهم بأن الله ناصرهم فهو عز من قال: “أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ”- ، لن تجدوا بيننا سبيلاً أبداً فنحن لن ننسى ومن تدعمون سيرحلون عاجلاً أم آجلاً، فثقتنا بوعد ربنا مهما طال الأمد بتحقيق النصر لن تزد عزيمتنا فوق اليقين إلا قوة.
ورسالتي الأخيرة لكل متصهين شمت في شعبٍ كاملٍ عقاباً على فعل شرذمة منه، فلا تعجبك أسلحة بنو صهيون ولا عتادهم فقد كان المسلمون بضع أفرادٍ فكتب الله لهم رسالة عابرة للقارات وللطبيعة وسخر لنبيه ما لم يستطع فريق أيده الشياطين والجن أن ينتصر فقال الشيطان إني جار لكم فلما كان لقاء الفريقين ما كان له إلا أن قال:” إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم”، فاستقيموا يرحمكم الله ولا تتبعوا الهوى فإن الوطن أكبر من أن نتمنى زواله لأجل فئة نبغضها أو نتمنى خسارتها فقد سبق للخونة أن سلموا بيت المقدس طمعاً في البقاء بأماكنهم في السلطة وانتقاماً من أشقائهم فسبقهم الموت ولم ينتفعوا بمُلك ولم يدم لهم سُلطان، وسطروا بمداد من الخيانة والخسة وأقبروا بعارٍ لن يمحى عنهم بالرحيل.

زر الذهاب إلى الأعلى