تحتفل دول العالم فى الخامس من شهر يونيو كل عام باليوم العالمى للبيئة حيث تستضيف فى 5 يونيو من كل عام مدينة فى العالم الفعاليات الرسمية لهذا اليوم ولهذا تستضيف باكستان احتفالات هذا العام 2021 تحت شعار إعادة التصور والإنشاء أو استعادة النظام البيئى .
ومن الثابت أن دول العالم بدأت تحتفل بهذا اليوم منذ عام 1972 م وقد تم اطلاق برنامج الأمم المتحدة للبيئة ” UNEP”
التابع لمنظمة الأمم المتحدة فى نفس ذلك العام لعرض المخاطرالتى تحيط بالبيئة واتخاذ تدابير واشتراطات واقرار سياسات للحفاظ عليها.
ووفقا لموقع منظمة الأمم المتحدة فقد كان الخامس من يونيوعام 1972 نقطة تحول مهمه فى تطوير واقرار سياسات بيئية دولية صدرت عن المؤتمر المعروف بمؤتمر البيئة البشرية أو مؤتمر ستوكهولم بدولة السويد والذى كان يهدف إلى صياغة رؤية أساسية مشتركة حول كيفية مواجهة تحدى الحفاظ على البيئة البشرية وتعزيزها.
وفى الخامس عشر من شهر ديسمبر من نفس العام اعتمدة الجمعية العامة قرارها بوصف يوم 5 يونيو باليوم العالمى للبيئة حيث تقوم فيه الحكومات والمنظمات فى العالم بنشاطات تؤكد فيها الحرص على الحفاظ على البيئة وتعزيزها والعمل على رفع الوعى البيئى ومتابعة ما يصدر عن المؤتمر الذى يعقد احتفالا بهذا اليوم.
ولابد لنا ونحن بصدد تلك المناسبة أن نشير إلى الأهداف التى من أجلها تم انشاء برنامج الأمم المتحدة للبيئة :
رصد كافة القضايا البيئية ووضع التقييم لها وتوجيه الإنذار المبكر لاتخاذ الإجراءات الحاسمة فيها فيما يخص سلامة البيئة ومواردها.
تشجيع الأنشطة البيئية فى مختلف أنحاء العالم.
زيادة أو رفع الوعى بالقضايا البيئية .
يقدم البرنامج الدعم الكامل من حيث المعلومات وإتاحتها.
تقديم المشورة الفنية والقانونية للحكومات والمؤسسات المعنية بالبيئة فى مختلف بلدان العالم.
لذا يعد هذا البرنامج فى الأمم المتحدة هو المسئول بشكل عام عن العديد من برامج التوعية وكذلك الإجراءات السليمة التى يجب أن تؤخذ للحفاظ على البيئة .
لقد أثبتت الكثير من الدراسات أنه كلما زاد اهتمام الإنسان بالبيئة وحافظ عليها كلما قل ظهور الكثير من الأمراض والأوبئة فإذا كان كل منا يهتم بصحته ويحرص عليها فمن المؤكد أن كل واحد منا سوف يكون له سلوك طبى مميز والذى نعنى به الاهتمام الطبيعى بنظافة البيئة إذ كيف نقوم برسم مستقبل أفضل ونحن نمتلك بيئة غير نظيفة .
تعتبر البيئة من الأمور الضرورية فى حياة الإنسان ويجب أن يحافظ عليها ويعتبر الحفاظ عليها من أهم الأهداف الرئيسية لحماية صحة الانسان .
فإذا ما أردنا أن نجمل أهمية البيئة بالنسبة للإنسان نراها تتلخص فى الآتى:
تعتبر البيئة جزء مهم من حياة الإنسان تؤثر فيه بشكل كبير.
تعتبر البيئة المصدر الأساسى للحصول على الطعام سواء من الأرض أو بعد تصنيعه.
تعتبر البيئة هى مصدر الحياة التى يستمد منها الأكسجين اللازم للتنفس وتقوم البيئة بتحويل ثانى أكسيد الكربون إلى الأكسجين فى عملية البناء الضوئى للنباتات.
تعتبر البيئة هى مأوى الإنسان فهو يعيش فيها ويقوم بالبناء .
تعتبر البيئة هى المصدر الأول للرفاهية بالنسبة للانسان وكل ما يخص أموره وأدواته الحياتية.
تعتبر البيئة وسيلة مهمة جدا للحصول على الدواء .
بدون البيئة لا يستطيع الانسان الحياة على سطح الأرض بخلاف الكواكب الأخرى .
لهذا نؤكد على القول بأن السلام لم يعد مجرد مسالمة بين البشر والبشر بل هو فى الأساس مسالمة واجبة بين البشر والأرض.
وبحسب موقع الأمم المتحدة نجد أنفسنا أمام مجموعة من الحقائق والأرقام تجدر الإشارة إليها فيما يلى:
فى كل ثلاث ثوانى يفقد العالم من الغابات ما يساوى ملعب كرة قدم وعلى مدار القرن الماضى دمرنا نصف الأراضى الرطبة.
فقدنا ما يصل إلى 50 فى المئة من الشعاب المرجانية ويمكن أن نفقد ما يصل إلى 90 فى المئة منها بحلول عام 2050 حتى لو اقتصر الاحترار العالمى على زيادة بمقدار 1.5 درجة مئوية.
فقدان النظام البيئى يحرم العالم من أحواض الكربون مثل الغابات فى توقيت لا تستطيع البشرية تحمل تبعاته .
زيادة ابعاث غازات الاحتباس الحرارى على مستوى العالم لثلاث سنوات متتالية .
كشف انتشار جائحة كوفيد 19 كارثية عواقب فقدان النظام البيئى وهيئنا الظروف المثالية لإنتشار مسببات الأمراض بما فى ذلك فيروسات كورونا.
لذا يركز يوم البيئة العالمى لهذا العام على استعادة النظام البيئى لمنع ذلك الضرر وتغيير عواقبه انتقالا من استغلال الطبيعة إلى علاجها .
ويعتبر اليوم العالمى للبيئة هذا العام هو بداية عقد الأمم المتحدة ( 2021 – 2030 ) لاستعادة النظام البيئى حيث تعد مهمه عالمية لإحياء مليارات الهكتارات من الغابات والأراضى الزراعية من أعالى الجبال إلى أعماق البحار وذلك من خلال النظم البيئية الصحية لتعزيز سبل عيش الناس ومواجهة تغير المناخ ووقف انهيار التنوع البيولوجى .
أن الاستثمار فى النظم البيئية هو استثمار فى مستقبل البشرية حيث أن كل دولار يستثمر فى تلك العملية من المتوقع الحصول على سبعة إلى ثلاثين دولارا من العائدات للمجتمع .
بقلم محمد السيد شتلة المدرب بالمؤسسة الثقافية العمالية . معهد السلامة والصحة المهنية
وعضو هيئة مكتب أمانة العمال بحزب حماة الوطن