الدكتور فتحى حسين يكتب: البصلة للفقراء.. والخروف للأغنياء 

 

ربما كان المثل المصري الشهير القائل :” بصلة المحب خروف” وهو البطل الاوحد للاحتفال بالعيد الاضحي المبارك هذا العام وربما الاعوام المقبلة بسبب الارتفاع الجنوني لاسعار اللحوم في موسم ذبح الاضاحي ،المعروف بعيد اللحمة.

 

وفيه ينتظر ويراقب الفقراء و المساكين من المواطنين في هذا البلد من اصحاب الطبقة الفقيرة والمتوسطة اسعار اللحوم وهي تزيد غالبا بشكل جنوني مع اقتراب عيد الاضحى بشكل يجعل الموظف البسيط يكتفي فقط بشراء اتنين اوتلاتة كيلو لحمة لاسرة فقط بعد أن إعتاد من قبل علي شراء الاضحية وهي عبارة عن خروف العيد او بقراة كبيرة او “عجل ” الامر الذي جعلهم يؤمنون اشد الايمان بالمثل القائل بان “بصلة المحب خروف” بالرغم من ارتفاع سعر كيلو البصل الي ١٠ جنيهات في بعض الاسواق!

الامر الذي يجعل الغالبية العظمي منهم يتجهون للحصول علي اللحمة مجانا من اهل الخير الذين يقدمون اللحمة الاضحية عقب صلاة العيد مباشرة تماشيا مع الاية الكريمة : “فصلي لربك وانحر ” الاية 2 من سورة الكوثر.
لسد حاجتهم من اللحوم التي ربما لا يعرف بعضهم طريقها الا في عيد الاضحى !!

الامر الاخر الذي يجعل اسعار اللحوم مرتفعة هذا العام علي امكانيات الاسرة المصرية عامة هو ضعف الرقابة علي تجار اللحوم الذين يتعمدون رفع الاسعار دون مبرر لتحقيق مكاسب طائلة وسريعة خلال ايام العيد دون مراعاة الاسرة الفقيرة التي لا تستطيع شراء اللحمة بسبب ضغوط الحياة في جوانب اخري كالسكن والكهرباء والمياه والملابس والاستعدادات لقرب دخول المدارس وربما للسفر للاهل في الارياف او الصعيد وارتفاع اسعار البنزين والمعيشة كلها عوامل تجعل من شراء اللحوم الحية امر صعب وليس باليسير !

ناهيك عن ضعف الرقابة الحكومية من قبل جهاز حماية المستهلك والرقابة علي الاسواق والاسعار وضبط جودة اللحوم نفسها في الشوادر المختلفة والمجاذر والمدابح الغير مرخصة احيانا !

وهناك حالات تم ضبطها من الجزاريين معدومي الضمير يذبحون حمير واخرين كلاب ويتم دمجها للحم البقري بزيادة الارباح مثل جزار الفيوم واسيوط والبحيرة الذين تم ضبط عدد من عظام الحمير في مخازن اللحمة لديهم رغم اعتياد الجمهور الشراء منهم طوال العام ،وكان اسعار اللحوم لدي هؤلاء من اصحاب الضمائر الخربة والمعدومة قليلة بالمقارنة بالاسعار الاخري التي وصلت الي ١٧٠ جنيه للكيلو مقابل ٥٠ و٦٠ جنيه في هذه الاماكن !

ناهيك عن ارتفاع اسعار العلف المستورد من الخارج حيث قفز طن العلف الخام من ٤٠٠٠ جنيه الي ٨٠٠٠ جنيه اي الضعف بالتمام الامر الذي يدفع التجار الي زيادة اسعار اللحوم!

والحقيقة تقول بان هناك خمس تجار فقط في بلادنا هم محتكري استيراد اللحوم من الخارج وانتاجها فب مزارعهم داخليا ومن ثم يتحكمون في اسعارها بالاسواق من بيع وتوزيع !

وهناك ضبط لاطنان من اللحوم المجهولة المصدر من بلاد خارجية غير موثوقة بها والمعدة للبيع في الاسواق دون مراعاة لتداعياته وتأثيره علي الصحة العامة الامر الذي يجعل المواطنين يلجأون الي بدائل اخري غير اللحوم لكي يحتفلون بالعيد اسوة باقرانهم من المواطنين الفقراء في هذا البلد وما اكثرهم ، فيتخذون من المثل الشهير ذريعة لعدم قدرتهم علي شراء الاضاحي هذا العام وربماالاعوام المقبلة، الامر الذي جعل البصلة للفقراء والخروف فقط للاثرياء !!

 

زر الذهاب إلى الأعلى