موللى الغريب تكتب : لم يعد يكفى

صفيه ..هكذا هو اسمها علي اسم جدتها ..وكانوا ينادونها صافي …كانت صافي مثل اسمها ذات قلب صافي متسامح لا تهتم للضغاىن فهي لا تراها تختلق الاعذار لكل من يسئ إليها ..تزوجت صافي من شخص وجدته في فترة التعارف سهل لين فعاهدت نفسها علي اسعاده مهما كان هذا مكلفا ..كانت صافي فتاه اجتماعيه مثقفه فاجتمع فيها ما يجعل جلساتها متعه متحدثه لبقه متسامحه عفويه مضيافه حديثا وكرما

كان بيتهما يحج إليه كل صديق في أي وقت ..كانت تعامل زوجها كما رأت في افلام الستينات وكانت لا تخجل بل تتباهي ..مرت الايام وهي تعطي وتتفاني في العطاء وزادت مساحه العطاء فشملت الاولاد ليس عطاء أم فقط لا بل عطاء لا حدود له ..مرت السنين ..وفي يوم سمعت جمله شعرت معها بتهاوي الكون فوق راسها ..ما تفعلينه و ما تقدمينه يقدمه غيرك ..بل زاد وهذا لم يعد يكفي ..فجأة ملأت التجاعيد بشرتها لتحفر عليها شقاء السنين

وانحني ظهرها كمن حمل فوق كتفيه اهرامات الزمن القديم
شعرت بالعجز والكبر ..بفقدان الاحساس والحياة

مالت علي جنبها فوق سرير مزروع باشواك الشقاء التي تخطتها ونجت عائلتها منها …عادوا ليعتذروا عن الأساءة ولكن كانت قد فقدت كل طاقتها فاستسلمت روحها لنداء المغادرة واعلنت لهم .الوقت لم يعد يكفي