منوعات

هدى البدرى تكتب : حوار بين العقول الجزء الاول

خطوات سائرة ،حائرة ، وأمامى ، توقفت
ألسنة متعجلة ، بالأسئلة …..
وعقول شغوفة ، بالادراك ، والوعى …..
قالوا سؤال لكى أمنا ما الحياة ؟!!!!
قلت الحياة كأس لابد أن نتجرعه
فقال عاقلهم صعبة الحياة بكل قوانينها وما للصبر عاد لنا طاقة .. حتى بالسفر غرقت أحلامنا !!!
فرفعت رأسى التى بها كنت مطأطأة ..
مهلا بنى أى قوانين تقصد قوانين البشر انها مثلهم غير
دائمة ولا هى فاعلة ، تدبر أمرك واستفتى قلبك وحكم
عقلك .. لا تضر .. ويسر الأمر على نفسك ..
كن صاحب فكر حر .. وعمل يخصك ..
فنظر إلى أصغرهم وقال / سمعت حوار بين أمى وأبى
وعلمت أنه مرتشى ولم أعلم معنى الرشوة الا من أيام
فما وجهة نظرك ؟!!!!
ياولدى .. لست حكيمة ، ولا للكون مصلحة لكن أعلم أن ما
نبت حرام .. فهو حرام .. فكيف الأم قبلت أن تدخل
جوفكم النار فقط لتحيا كما فلانة .. أو زوجة فلان
ونحن من صنعنا الهوان بالقبول فقط لعدم الالتزام
وأعلم يا بنى .. ان لا بركة بالمال ولا الأولاد مادام كسبهم

وعيشهم حرام .. لكن بيدك إصلاح نفسك بالعمل الصادق
والاجتهاد حتى لو يأتيك فقط .. ما تعيش به ضرورياتك
فقالت فتاة مراهقة وكلماتها عاقلة رأيت من بسنى
يكسبن وما أيسر كسبهن وأنا أكافح ولا أسد حتى احتياجاتى
وبالنهاية أنا من أقذف وأتهم وهذا يؤلمنى ؟!!!!

ابنتى الغالية .. ظلى بهداكى سائرة ولعملك مثابرة
ولا تضعى الكلام برأسك فهو عنكى يحمل ذنوبكى
وتذكرى أن أم المؤمنين عائشة عنها تحدثوا …….
قالت أخرى الكل يحب ويعشق وأنا مثلهن فما رأيك ؟!!!!
قلت الحب نعمة وهو من الفطرة وما نحيا به حب الله
لعباده .. لكن يلزمه حكمه فليس كما نرى الان أحضان
وقبلات وطيلة الليل محادثات بلا حياء وابتذالات

فقال شخص يبدوا عليه الفهلوة ، وحب السيطرة ورؤيته
أنه الأذكى .. وكانت كلماته حاده البلد بتحبس شبابها
قلت مين أنا ومين انتم نبى الله يوسف سجن وأصبح
عزيز مصر .. وخلينا دلوقت رئيس الدولة سجن وكان
عزيز قوم .. مش المهم السجن الأهم استفدت ايه وفكرك
راح لفين ..

رد بسرعة البرق الدنيا دى عوزة الفهلوى والذكى
قلت صحيح الدنيا لعبة الأذكياء زى الشطرنج
لكن ينجح فيها التقى ….
( ومن يتقى الله يجعل له مخرجا )
فهممت بالوقوف فإذا بسؤالهم وكأنهم
عليه اتفقوا .. إلى أين ذاهبة ؟!
فأجبت وأنا أرى الحيرة والتعجب
سأذهب لأتناول قهوتي
قالوا معك لم ننهى حوارنا وما زال
الكثير من الأسئلة
قلت اذا هيا بنا وجلست وكأنى
أرؤسهم جاء للجميع شاى ولى
كوب قهوة وأخذت أرتشفها وكأن
بينى وبين قهوتي سر فيه نتحدث
وأنا أهمس بعقلي لهذه الدرجة شبابنا
يحتاج فقط من يسمعه ويحاوره
والتفت على أصوات السلامات والكلمات
التى أصبحت بين الشباب قاموس لغة
فطلبت منهم أن يجلسوا بهدوء حتى أنتهى
من قهوتي وأنظر للوجوه الواجمة وعليهم
مشفقة وإذا ببعض الأيادي تتناول من بعضها شيئا فدققت النظر يا ترى ما هو ؟!
سألت فتاة جوارى متفرجة فقالت ..
أقراص مخدرة للآلام والنسيان والفرفشة
ما اسمها ؟ قالت تامول وترمادول وغيرها
فصمت برهة وقلت ياشباب كيف حالكم
وجدت من يضحك بلا سبب ومن يبكى
بكاء يثير العجب ومن صامت وعلى وجهه
علامات الغضب ، ومن تتحدث بوقاحة
وألفاظ منافية للأدب
فقلت ما بكم هل فقدتم عقولكم .. قالوا
نعم ، فصممت على الحوار والمناقشة
فقلت للزميل الذى أتى بالأقراص إليهم
لما تفعل هذا بهم
فأجاب :
إنهم الراغبون وبثمن ما أبيع لهم أعيش
وأسرتى فكيف ترى أنت الأمور ؟
أجبت :
أراكم كلكم ضائعون مدمرون وبلا عقول
قال بسفالة المتاجرون كل من ترى بعينيك
عنده ما يكفيه من ألم وحزن وحرمان وأخطاء وعيوب يتمنى نسيانها وانا أبيع
لهم الحلم
فسألت الفتاة الضاحكة بلا مبالاه حبيبتى
لما ؟!

قالت كنت مثل كل الفتيات حالى حالهم
الأب يصدر الأوامر والأم تقول حقا وصدق
ما قاله والدك والكثير من أحاديث الخلق
وكل شئ عيب وممنوع وأصبحت أستحى
حتى من حوار صديقاتي ولا أفقه الرد
فكنت تعبة وقررت المرور على شركة أبى
لنذهب سويا البيت فلم أجد السكرتيرة
فذهبت إليه مباشرة واذا بالباب مغلق
فرفعت يدى لأطرق الباب فإذا بسماع
ألفاظ وضحكات وكأنها أنثى بفضول
فتحت الباب بهدؤ وكان الوضع …..
وضحكت بجنون وقالت :
ليس هذا المهم .. فالأهم أنى غادرت
كالمجنونة للبيت فوجدت الهدؤ والصمت
فقلت أدخل حجرتى حتى لا تشعر أمى من
ملامحى بشئ وأنا أمر داخل الممر سمعت
ضحكات أمى وكلمات تشبه ما سمعتها عند
أبى مع الفرق كانت الحجرة مفتوحة وصورتها معكوسة بالمرايا هى ومن بأحضانه ولم أتوقع إنه سائق أبى

فقررت الانسحاب لكن قدمى لم تطاوعنى
فالتفتت وجاءت لى مسرعتا وبتهديد
اياكى ان تتحدثى ولا حرفا مما رأيتى فلم أشكو لصديقاتى بل شكوت لشخص لم أعرفه والآن هو من يعطينا الأقراص

فسألتها : لكن أنتى غاليتى لم تنسى
فقالت : لا أرغب بالنسيان بل بوقاحة
توازي وقاحة أمى وأبى وأصبحت مثلهم
يرون أنى الفضلى والملتزمة وأنا أعيش
المتعة كل يوم مع رجل حتى السائق ،
ما تركته وكل هذا بفضل الأقراص السحرية
ولو سألتى قبل أخذه ما أجبتك ……
فبحزن دمعت العين على شباب شهداء الأهل فقلت :

ابنتى اسمعى كلماتى كل بنو آدم خطاء
وخيرهم من يستغفر الله فتوبى إليه
فقالت : وهل يتقبل الله ؟!
الله رحمن رحيم .. قابل التوبة .. وغافر
الذنوب ولو كانت كزبد البحر ..
فوجدتها تبكى بشدة ، فقلت :

عصى أبيكى الله وفعل المحرمات وانتهك
حرمة امرأتا تعمل معه ونسى أنه داين
تدان ونسى الحلال والحرام
وأنتى حبيبتى أخطأتى فالأم والأب
مهما كان خطأهم فحسابهم مع الله
ماذا فعلتى زورتى صورتك من الخارج
بايتار الفضيلة وداخلك الرزيلة وحش
جبار كل شئ ابنتى بمقدار طهرى نفسك
وعودى بين يدى الله وذاكرى واجتهدى
بدراستك وكونى قدوة حسنة لمن اتبع
الهوى والشهوات ..
فانتفضت واقفة وقالت هذا عهد بينى
وبين الله لن أعود مجددا وسأكون لغيرى قدوة ….
فذهبت للشاب الباكي
وسألته :
لما يابنى كل هذا البكاء

زر الذهاب إلى الأعلى