آراءأهم الأخبار

الدكتور محي عبدالحي يكتب : وداعًا فؤاد حجاج ..فارس الكلمة عاشق الوطن

فَقَدَت مصر واحدًا ممن أثروا المكتبة العربية والحياة الثقافية بالعديد من الأعمال الإبداعية المتنوعة بالدواوين، والدراسات الأدبية والنقدية، والأعمال المسرحية والتلفزيونية والإذاعية، والكتابات الصحفية، والأشعار الغنائية التى تغنى بها نجوم وأساطين الغناء والطرب فى مصر.. إنه فؤاد حجاج فارس الكلمة عاشق الوطن، الذى ترك بصماته الواضحة فى الحركة الأدبية والمسرحية العمالية.

عرفته منذ أكثر من ثلاثين عامًا والابتسامة الهادئة لم تبرح ملامحه؛ لم ينتظر شهرة أو مجد؛ بل كان محبًا للحياة مؤمنًا بإبداعاته وبدوره فى العمل الثقافى، عانى الكثير وطاف محافظات وربوع ونجوع مصر يلقى أشعاره وتجاربه الإبداعية، وعمل على نشء أجيال تتذوق الأدب والفن والكتابات الصحفية.

يُعد أحد أهم الفرسان الذين حملوا على عاتقهم رسالة بناء الوعى والتنوير الثقافي فى مؤسسة لها دور فعال فى المجتمع المصرى؛ فقد ترأس وأشرف على النشاط الثقافى والفنى فى الاتحاد العام لشباب ونشء العمال، تلك المؤسسة الثقافية التى كانت ومازالت تحتضن مواهب عمال مصر؛ فعمل على إقامة الندوات الثقافية والفكرية والأمسيات الشعرية، والمهرجانات المسرحية والمسابقات الفنية والأنشطة الثقافية الأخرى المتنوعة.

كذلك لعب دورًا مهمًا فى عمل علاقة وطيدة بين الأدب والطبقة العاملة؛ فبعد أن تلاشى دور المثقف والمبدع شيئًا فشيء فى القضايا العمالية، وعلاقته بالمجتمع وخاصة الطبقة العاملة التى زخرت مصر بها منذ عام 1920م وحتى نهاية 1960م فى جميع فروع الأدب فى الشعر والرواية والقصة والمسرح؛ بل والفن الذى ترجم هذه الأعمال لأغانٍ خالدة مثل: الحلوة دى ــ لحن الصنايعية، وأغنية شد الحزام ــ لحن الشيالين.. لسيد درويش، وكلمات بديع خيرى، وأغنية عمال ولادنا والجدود عمال ــ أشعار فؤاد قاعود وألحان سيد مكاوى، وغيرهم أمثال: بيرم التونسى وفؤاد حداد وصلاح جاهين، أو التناول السينمائى لرويات نجيب محفوظ وعبد الرحمن الشرقاوى وتوفيق الحكيم، وغيرهم الكثير ممن أثرو الحياة الثقافية والفنية وتناولوا الطبقات العمالية.

لقد اتضح دوره المهم بعدما أعاد إنشاء وتأسيس الأقسام الثقافية والفنية بالاتحاد العام لشباب ونشء العمال مع زملائه ممن حملوا مهمة الثقافة والفن على عاتقهم أمثال: الفنان إبراهيم الأزهرى والأديب أحمد الأصور والمخرج أحمد عبد المجيد، وغيرهم الكثير من أجل النهوض بالذائقة الفنية والاهتمام بالمواهب العمالية، واحتضانهم المواهب الشابة فى جميع فروع الأدب والفن .

وبدأوا بإعادة تكوين فرق باسم الاتحاد العام لشباب ونشء العمال فى المسرح والموسيقى والغناء، واحتضان المواهب فى الفنون التشكيلية، وإقامة الندوات الثقافية والفنية فى فروع الاتحاد بانحاء الجمهورية، وعمل المسابقات والمهرجانات مما اثرى الحركة الثقافية والفنية العمالية فى مصر.

وبالإضافة إلى إشرافه الثقافى والفنى بالاتحاد العام لشباب ونشء العمال، عمل رئيسًا للقسم الأدبي بجريدة العمال، جيلًا كاملًا من الشباب منهم من وصل إلى رئيس تحرير، ومنهم من تجاوز، ومنهم من أصبح على الخريطة الإبداعية في العالم، كل هؤلاء كانوا عودًا أخضر تفتحت براعمه أمام عينه، ولم يتوان في أن يقدم لهم النصيحة حين كانوا يراسلونه، فكان يهتم بقراءة رسائلهم وأشعارهم، وكانت نظرته دائمًا أن هذا دوره كمبدع لابد أن يكون القدوة الحسنة والمثل الأعلى لهم.

• مؤلفاته الأدبية
( وادى الخوف “ديوان عامية” 1971 – فى المحكمة “ديوان عامية” 1973 – يوميات عبد العال “قصيد درامى” 1984 – نور النار “ديوان عامية” 1989 – غنوة المطر “ديوان عامية” 2003 – فتافيت الجمر “ديوان عامية” 2004 – حبة عشم فى المحروسة ” حالة شعرية غنائية “- فصوص الناس/ ” ديوان عامية ” 2019 – أدهم وبدران “ديوان عامية” 2020 / 2019)
• دراسات
(المسرح والعمال مع إبراهيم الأزهرى 1989 – بيتهوفن .. معزوفة التحدى 1995 – سلامة حسن فارس مسرح الثقافة الجماهيرية 1997)

• مسلسلات تلفزيونية
– أوتار التغريبة بطولة أحمد بدير وعايدة رياض وعمر الحريرى وشويكار
– مغامرات الشاطر حسن ( أطفال ) بطولة يونس شلبى
– بندق العجيب ( أطفال ) بطولة حسين الشربينى ووفاء مكى
– لعبة الخيال ( أطفال ) بطولة جمال إسماعيل ونادية رشاد ومحمد الصاوى
– يعيش ياميش ( أطفال ) بطولة فؤاد المهندس وشرين وجدى ومحمد الشرقاوى

• تترات مسلسلات تلفزيونية
– حديث الصباح والمساء غناء أنغام
– راجعلك ياأسكندرية غناء على الحجار

• أشعار مسلسلات
( رمضان أبو صيام/ غناء أحمد إبراهيم – نهار وليل/ غناء محمد الحلو – لقاء السحاب/ غناء حمدى هاشم – لو كنت ناس/ غناء محمد الحلو)

• مسلسلات الإذاعية
( جذور فى الهواء ( عن رواية ثروت أباظة) – دار الزعفران – قصة الأسبوع – أبو الهول بيقول)

• فوازير إذاعية
( مصر الصنايعية / بطولة عبد الرحمن أبو زهرة – قطر البضاعة / بطولة عبد الله محمود ومى عبد النبى)

• برامج إذاعية شعرية
( أوراق من شجرة أكتوبر/ أداء سميحة أيوب وفؤاد حجاج – معانى من القرآن/ أداء محمود ياسين -غالى عليا/أداء سهام صبرى– مشاعل/ أداء رشا مدينة- كلمات وعبرات/ أداء نجوى أبو النجا وبشير عياد – المسحراتى 1995 – جحا 79 / بطولة عبد المنعم إبراهيم – من هنا وهناك/ 3 أجزاء – أصل الحكاية – منورة بانتصاراتها/ أداء نجوى أبو النجا)

• مسرحيات
(محاكمة شخصيات نجيب محفوظ – والله زمان يافاطمة – سلامات ياست روز – كان ليه ياعم نجيب – طه قنديل م الوطن- قطار الحواديت )

• تجارب شعرية ممسرحة
( الأراجوز/ غناء حمدى هاشم – على مين الدور ياسواقي / غناء على سعد البديرى – يمامة الإيمان/ غناء عمر محمود – أيام معدية/ غناء فايد عبد العزيز – حبة عشم فى المحروسة/ فايد عبد العزيز)
• أشعار لمسرحيات
( أدى البيضة – المسامير – يوم من هذا الزمان – ابن حسب الله – ياسلام سلم الحيطة بتتكلم – نساء السعادة – ليلة عرس زهران – مجلس العدل – وبعدين – عصفور خايف يطير- توت توت – نور العيون والساحر شهبور)
• الجوائز
حصل فؤاد حجاج على عدة جوائز تقديرًا لإبداعاته الأدبية والفنية
1. جائزة العيد الأول للفن و الثقافة عام 1979 ( وزارة الثقافة )
2. جائزة الميكروفون الذهبى عام 2001 ( مهرجان الإذاعة و التليفزيون )
3. شهادات تكريم من أغلب جامعات مصر
4. شهادات تكريم من مديريات الثقافة بالأقاليم ( الهيئة العامة لقصور الثقافة)
5. جائزة التميز من نقابة اتحاد كتاب مصر – مناصفة

رحل المبدع المتميز شاعر العامية الكبير فؤاد حجاج وترك أعمالاً ستظل باقية/ حاضرة فى عقل ووجدان الشعب المصرى، نذكر منها كلمات تتر مسلسل حديث الصباح والمساء :

مين فينا جاى مرساها مين رايح
لحظة ميلاد الفرح
كان فى حبيب رايح
يا أبو الروايح يا نرجس
ما تجس وتر القدر
تلقى حكايات البشر
فيها عبير العبر
فيها عبير العبر صادح
زى النهار الطفل لما ينفلت
من بين أيادى الضلمة و يشقشق
أنا شوفت روح الحق لما اتسللت
صرخت وفى وش الخرس انطق
آدى البشر أوراق
فيها عبير العبر
فيها عبير العبر صادح
بان فى عيون العصر لما زغللت
الليل يجيها يحنى ضهر الزين
أنا شوفت روح الخطوة لما اتبرجلت
عكازها ماشى بالخطى على فين
آدى البشر اوراق
فيها عبير العبر صادح

عاش فؤاد حجاج محبًا للثقافة والفن ونبضًا وفارسًا للكلمة وعاشقًا للوطن، وبالرغم من كل إبداعاته ودوره المهم فى الحياة الثقافية، لم يلق التكريم المستحق من المعنيين بالأمر؛ إلا أن أعماله سوف تظل شاهدة على دوره المهم فى إثراء الحياة الثقافية وعالقة فى أذهان ووجدان المجتمع المصرى .. اللهم تغمده بواسع رحمتك ومغفرتك واسكنه فسيح جناتك يارب العالمين.

بقلم :الكاتب الدكتور محيي عبدالحي

زر الذهاب إلى الأعلى