منوعات

قصة قصيرة يكتبها اشرف بدير : حلم مشروع

تستيقظ “هايدي” على صوت مربيتها “أمينة”، تخبرها بأن والدها “كامل بك” ينتظرها بالأسفل ببهو القصر، تنهض هايدي من فراشها منتفضة، متذكرة أن هناك موعد مسبق مع والدها، فقد وعدها بالأمس بشراء سيارة فاخرة لها اليوم، كهدية لها بمناسبة عيد مولدها العشرين.. في بضع دقائق معدودة تنتهي من ارتداء ملابسها، تهبط برشاقتها المعهودة كالفراشة، ثم تطبع قبلتين على خدي والدها رجل الأعمال الشهير، الذي كان بانتظارها مرتدياً بذلة أنيقة كعادته، واصطحبها من يدها إلى الخارج، واستقلا سيارته الفارهة، ثم أمر سائقه بالتوجه بهما نحو معرض السيارات الأشهر بالمدينة..
وبعد عشرين دقيقة يصلان إلى المعرض الشهير، فيجد صاحبه وبعض مرافقيه في استقبالهما بحفاوة شديدة، ثم يدعوهما صاحب المعرض لتناول مشروباً طازجاً بمكتبه بالطابق الأعلى، وبعد ذلك يصطحبهما نحو المكان المخصص للسيارات الرياضية الفارهة، كطلب هايدي منه.

تتجول هايدي بانبهار بين السيارات، ثم تبد إعجاباً شديداً بإحدى السيارات حمراء اللون، فيشير والدها إلى صاحب المعرض، بأن ينهي _ على الفور _ إجراءات شراء تلك السيارة، التي استقر عليها اختيار هايدي..

وتستقل هايدي سيارتها الجديدة، وتقودها في سعادة حتى باب القصر، فيسرع رجال الأمن بفتح بوابته الأمامية لهايدي بتوقير واحترام، وتدلف بسيارتها ومن خلفها والدها بسيارته، ثم تهبط أمام المدخل الرئيسي، وتشير لسائق والدها بركن سيارتها في صدارة الساحة من أمام القصر، فيفعل السائق بوقار داعياً لها بالبركة والسعادة، فتثني عليه هايدي وتعده بمكافأة مجزية، ثم تدلف إلى داخل القصر، وتصعد نحو غرفتها، لتبدل ثيابها وتسترح قليلاً، استعداداً للخروج مع صديقاتها كما تواعدوا ليحتفوا معاً بيوم مولدها، وكذا بسيارتها الجديدة، في رحلة تنزهية لعدة أيام إلى الساحل الشمالي.

تركن هايدي إلى فراشها قليلاً، فتأخذها سنة من النوم، ثم تفيق منزعجة على صوت عال مزعج جداً، يناديها بإسم: “هدى”، فتنهض فزعة، لتجد نفسها نائمة على الرصيف، بجوار إحدى البنايات الفاخرة، وتجد والدها بجوارها بثيابه الرثة ذاتها، التي يرتديها دائماً، ويخبرها بأن عليها أن تفيق من قيلولتها، كي تستأنف رحلتها اليومية، في التجول في الشوارع بين السيارات بعلب المناديل الورقية..

زر الذهاب إلى الأعلى