د. داليا البيسى تكتب : كن مطمئنا تسعد طول الحياة

لاشك ان عجلة الحياة تتقلب دوما مابين صحة ومرض مابين سعة وضيق مابين حزن وفرح فالسعادة التامة لاتوجد الا فى الدار الاخرة والسعادة الابدية سعادة بقاء بلا فناء ولذة بلا عناء وسرور بلا حزن .. فالتقلبات والاختلافات فى الاحوال لها فوائد عدة لكل من الفرد والمجتمع تتجاوز المعانى المعروفة والمألوفة ..

من اكساب الفرد القدرة على الصبر والتمييز حتى يتمكن من اجتياز المحن وتخطى الصعاب فنحن دائما فى اختبارات وابتلائات وغالبا ما نسعى لنتخطى كل ذلك عندما نتعلم عندما نصبر عندما تشتد بنا المحن ونمضى سعيا وراء اجتيازها …

حتما ولابد أن نجتاز كل محنة بصبر وجلد بتخطى وسعى فالدنيا لم تكن مسعدة للجميع ولا معرضة عن الجميع فإذا تساوى الجميع فى الاسعاد والاعراض لم نجد أحدهم قادرا على إسعاد الآخر ومساندته فلقد خلقنا الله سبحانه وتعالى جد مختلفين فى المعتقدات والافكار فى السمات والخصائص لنتكامل لنتكاتف لنتعاون ونسمو بأنفسنا فلابد وأن نتهيأ للاختلافات والتقلبات فى الأحوال .
فالعاقل دوما يدرك أن دوام الحال من المحال ولهذا يجد لديه من الاستعداد مايخفف به أثر الصعاب آثار المحن مع الاستعانة بالصبر والاحتمال والأخذ بالأسباب …
ويظل الأمان والطمأنينة النفسية وتقبل المحن والجلد عند الشدائد هو شرط صلاح الأحوال فإذا كان الجسد يشعر بالأمان عندما يتوافر لديه القدر اللازم من الطعام والشراب فالنفس تسعى إلى ماتصبو إليه عندما تڜعر بالأمان ..

فالحاجة للأمان من أهم الحاجات الأساسية للنمو النفسى السوى والتوافق النفسى والصحة النفسية وتظهر هذه الحاجة عند تجنب الخطر وعند المخاطرة التى تستوجب الاستقرار الاجتماعى والاسرى ..فالفرد الذى يشعر بالأمان والاشباع فى البيئة الاجتماعية حوله يميل إلى نشر هذا الشعور وتعميمه لمن حوله لاكسابهم الطمأنينة الروحية والسكينة فى القول والفعل كما أنه يرى دوما فيمن حوله الخير والحب فجميعنا فى حاجة لهذا الشعور الذى يمكننا من هدم كل الصعاب وتحدى ذاتنا لنصلىإلى مانصبو اليه …

فالطمأنينة حاجة نفسية لاتستقيم بدونها الحياه وهى الدافع الذى يحرك السلوك الانسانى للحفاظ على حياته وكيانه وذاته .. فقد تتملك حياتك عندما تحب ذاتك عندما تشعر بالأمان فالآمن نفسيا متسامح مقبل على الحياه ايجابى أكثر تحصيلا وتعلما أكثر ثقة وثقافة وابداع …

كل مايشعرك بالأمان اقبل نحوه واقبله ادعم ذاتك بما يؤمن روحك اطمئن دوما تسعد مدى الحياه فكل ماهو مقدر لك يسعى إليك …