منوعات

صفاء محمد تكتب البائعة

قد يمكنك الحكم على الآخرين من بعض المواقف العابرة
وقد تستلهم من الملامح شيئا من القبول والطمأنينة .
ولكن ما يستوقني مع ما مررت به من تجارب حياتية لي ولغيري
أن أكثر من تعطيهم الثقة هم من تحكم عليهم من اللحظة الأولى بأنهم جيدون .
لا شخص جيد تماما و لا سيء تماما ولكن عندما يزداد معيار إحدى الصفتين عن الأخرى .
يمكن تعميمها .
أيهما الأفضل !
المبتسمون دائما … تكون الابتسامة جبر الخواطر في أغلب الأحيان . و كيف لي تمييزها عن الابتسامة الماكرة
أم كثيري الكلام …. هي العادة في وصفهم بالكتاب المفتوح … ولكن من حقي أن أختار قراءته أم لا و لا يجب أن أكون مجبرة على القراءة .. ربما تهديك الثرثرة الغير مبررة حالة من الضيق وشعور ب كيف أهرب ؟
أم الصامتون… منهم العاجزين عن الكلام
ومنهم الزاهدين فيه
النتيجة الحتمية بالنسبة لي أن كل الناس طيبين

أذكر عندما تعلمت أن الصدقة قد تعطيها أثناء الشراء لمن تشعر باستحقاقها له ..ما يعني بالنسبة لي ألا نفاصل في السعر مع الفقراء . وهذا صعب بالنسبة للسيدات ..فالفصال هو غريزة أنثوية

أيضا قد تزيد على السعر ما تريد أن تخرجه من الصدقة .
وكنت في السوق وأردت فعل هذا الأمر فزدت على بائعة البامية عشرين جنيها . فوق الخمس جنيهات سعر النصف كيلو
أعطيتهم لها ولم ألتفت ربما لأنني المحرجة أكثر منها . لا أريدها أبدا أن تدعوا لي بصوت عال فهذا يحرجني بل أتمنى أن تذكرني بينها وبين الله .

ما حدث مختلف تماما …لحقتني هذه السيدة لاهثة
اتفضلي يا أبلة دي فلوس زيادة
فأخفضت رأسي قائلة لها
هي لك
فابتسمت لي تلمس كتفي و تضع المال في يدي قائلة
البامية دي من أرضنا . اديهم لحد محتاج
سرت كثيرا مبتعدة عنها وأشعر بالحرج .
وعقلي يجيب عليها
بل أنا المحتاجة لرضا ربي.
فكنت أنت أحد السبل إليه

زر الذهاب إلى الأعلى