منوعات

مرور الكرام الجزء الثانى تكتبه موللى حافظ

جاءت فاطمه تحمل فنجان القهوة ورائحته تسبقه ووضعته علي طاولة مدام امينه وبصوت متوسط
القهوة يا مدام

نظرت امينه بإعجاب للقهوة وبانبهار بقوة ملاحظة فاطمه وحسن تصرفها فنجان القهوة علي صينيه متوسطه وكوب من الماء البارد وطبق صغير به قطعتين من البسكوت
سالت امينه باندهاش لماذا احضرتي البسكوت ؟
أجابت فاطمه …انا اسفه ولكني خمنت أن حضرتك تحبين البسكوت بجانب للقهوة أو الشاي ..فاحضرته فربما تحتاجين واحدة بجانب للقهوة واعتذرت مرة أخري
ضحكت امينه ضحكة جعلت فاطمه ترتبك أكثر

ولكن فاجئتها امينه ..فطومة انتي جيتي في وقتك وابتسمت فاطمه لهذه الجمله التي جاءت كطوق نجاة انتشلها من امواج الخوف التي كانت تتقاذفها بكل عنف
اقعدي يا فاطمه واحكي لي ايه حكايتك
حاسه اني هاسمع اللي هيفاجئني
اطرقت فاطمه محاولة اخفاء دموع تبكيها وتخفيها من فترة طويلة ولكنها لم تستطع أن تخفيها عن امينه التي كانت تتمتع بقوة ملاحظة تمرنت عليها ونمتها من مراقبه الشارع من شباكها العتيق

تركتها لدموعها ورشفت من فنجانها وصمتت
انا وحيدة والدي رحمهما الله هكذا بدأت فاطمه
كنت أعيش حياة كريمه معهما عندي طموح كبير مع رضا بالمتاح ..عودتني امي أن الموجود نعمه كبيرة ولابد أن نستمتع به حتي لا يزول ..وعلمني ابي أن أحب الحياة حتي تحبني ولكنهما نسيا أن يعلماني كيف اواجه العثرات .. كنت اتابع حياة اولاد الذوات في البلد لاني كنت احب كل شئ جميل ..كنت أراهم كيف يلبسون الالوان وتناسقها ..كنت احب طريقه كلامهم المختلفه عنا
كنت اقلدها فأقول لنفسي اخذ منهم ما أستطيع ولا يكلفني فالجمال ليس فقط بالمال فطريقه الكلام و هندام اللبس ليسوا بالمال ..تعلمت منهم بالمتابعة أن الاصول ليست بالمال واللبس ولكنها بالاخلاق والمعاملات كانوا فعلا أصحاب خلق وكرم في اللسان والخلق
كانت امينه تستمع اليها بكل انبهار وعقلها شارد في نعم الله ..رباها الله لها هكذا شعرت عندما كانت تستمع لها
اكملت فاطمه لم تمر علي حياتهم مرور الكرام فكنت أشعر أن الله اوجدني بقربهم لاتعلم ولكني لم أهتم كثيرا من اهميه ما اتعلمه فعندي يقين اني ساستفيد منه يوما ما ولكنهم ايضا لم يعلموني كيف اواجه ضيق تريقه الاخرين علي لاختلافي عنهم

كانت امينه تستمع وقلبها هذه المرة هو من ينتفض من قوة تلك الفتاة رغم قمه ضعفها ..قوة ايمان وثقه بالله ..رغم ضعف جسدها وابتلاءات متتاليه

صمت امينه المفتعل جعل فاطمه تنتبه وتنظر لامينه لاول مرة منذ جاءت .. وخطف قلبها جمال محياها رغم كبر سنها
ولفت نظرها دموع متحجرة في عيون ارهقتها الوحدة
يتبع

زر الذهاب إلى الأعلى