منوعات

وسام الجمال يكتب : فضفض ففاضت روحه

تسلل احمد ذو الستين عاما الي مطبخ منزله ليجد شيء يطفء به جوعه ولم يريد أن يضيء الأنوار حتي لايزعج زوجته وابنته الصغرى التي مازالت تجلس معهم في المنزل.
لكن خانته عيناه ليصطدم بمنضدة الطعام فيحدث صوتا ازعج زوجته وابنته اللتين استيقظا علي الفور ليجدوه ملقي علي الارض والدموع تنهمر من عينه.

حملته ابنته الي أقرب كرسي معتقدة أن والدها يبكي من شدة الألم فسألته أين المكان الذي يوجعك قال عقلي كانت الإجابة غير مفهومه للفتاه الصغرى لكنه اكمل حديثه أن عقله لايستوعب فكرة انه صار لايرى بعينه وان قواه خارت ولم يعد يستطيع تحمل أقل ألم.في تلك الأثناء عاد احمد بذاكرته وبدأ يحكي لابنته وزوجته حياته دون إدراك أو وعي منه وهما بستمعان له دون ملل.

نذكر احمد منذ البدايه عندما كان طفلا صغيرا يجري ويمرح في كنف والديه وكيف كان يومه مابين لعب ومذاكرة وحنان من والديه.
ثم انتقل للمرحله التي كانت الأفضل في حياته وهي مابين الإعدادي والثانوي والتي بدأ يشعر فيها برجولته التي بدأت مع ظهور شعر الشارب واللحية وللأسف اول سيجارة وضعها في فمه تلك الفترة التي شهدت مساعدة احمد لوالده في عمله بجوار أشقائه وكيف كان احمد ابر إخوته بوالديه في كل شيء واي شيء كان مطيعا ودودا لهما مقربا منهما.

بعد أن انتقل احمد الي مرحلة الجامعة بدأت المرحلة الاهم وعلي الرغم من ذكائه الشديد لم يكن احمد مهتما بدراسته هو كان يريد الشهادة فقط واستطاع فعل هذا بعد أعوام جامعية شهدت نزول احمد الي سوق العمل مع والده وكانت تلك الفترة هي الأهم حيث تعلم أصول التجارة والتعامل من والده التاجر المحنك.

انتهى احمد من دراسته وقضا فترة الخدمة العسكرية واصر والده علي زواجه خاصه وأنه الابن الأكبر لوالده وقد كان تزوج احمد من ابنة خالته التي كان يحبها دون أن يخبرها وكانت تلك المرة الأولي التي تعرف فيها زوجته انها كان يتمناها قبل أن يتزوجا وأنها حبه الوحيد مما جعلها تبتسم وتطلق ضحكة انتصار ليس لها مثيل.

استطرد احمد كلامه الذي يوجهه لابنته قائلا سيبك منها دي كبرت وخرفت ضحكت زوجته مره اخري وأكمل كلامه بعد الزواج رزقنا الله بمحمود ومحمد وانتي بادرة عيني وقلب حياتي نظرة الفتاة الي والدتها نظرة تعلن انتصارها عليها في مكانتها في قلب والدها.
واصل احمد حديثه وعاد لنقطة البدايه قائلا لم اتوانا لحظة في إبراز قوتي لمساعدة اهلي فكنت اضغط علي نفسي لحمل مالايستطعون حمله وقفت بجوار اخوتي حتي فعلوا مايريدوا وكنت أقدم لهم النصيحة الدائمه التي ساعدتهم في حياتهم.الان لا أستطيع أن أسير علي قدمي لا أستطيع أن أميز الأشياء أمامي لا أستطيع أن أتحدث كما أريد.

عم الصمت الرهيب للحظات تنهد احمد خلاله تنهيدة جعلت ابنته وزوجته يطلقان صرخة مدوية في أرجاء المنزل لقد فاضت روح احمد فاضت بعد أن فضفض عما في روحه فاضت وهو بين يدي حبيبتيه.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى