منوعات

مى مختار تكتب : صرخة فرخ

في وضع القرفصاء جلست الصغيره امام قفص العصافير الملونه تراقب ملاطفة الذكر لأنُثاه فتستجيب له يُثير مشهد الملاطفه غضبها ويشعل غيرتها فتتحول ملامحها الملائكيه لملامح أخري شريره حاده ومرعبه تسللت اناملها الصغيره عبر أسلاك القفص لنتف ريش جناحيه ريشه تلو الأخرى متلذذه ومستمتعه بمشهد التعذيب ، صمت اذناها كي لاتستمع للصراخ والتوسلات ، انثي العصفور تراقب المشهد مذعوره ترتعد خوفا من ملاقاة المصير ذاته توسلت للصغيره الحفاظ علي براءتها لكنها لاتستجيب ابدا

تركته وعادت مره أخري بحبوب الفلارس محمله بالحصي الصغير ووضعته بأناء الطعام ليختنق سريعا ويموت وتعمدت إثارة الغبار أمام القفص ليصاب بالالتهاب التنفسي للتخلص منه ، ملئت نصف الكوب بالماء وتركت النصف الآخر فارغا حتي لايستطيع الوصول للماء بسهوله فيموت عطشا ، تركته يصارع الموت دون رحمه ، مشهد لاانساني بيد طفله صغيره لفظ بعدها العصفور أنفاسه مستلقيا علي ظهره بينما صوت انثاه يتوسل إليها الرحمه خارج القفص دون جدوى ،
عدّلت الصغيره من جلستها الي وضع التربع سانده رأسها علي الحائط لملمت بقايا ريش جناحي العصفور المنتوف اعادت تجميعه متراصين ووضعته جانبا .

عادت بنظراتها لانثي العصفور نظرات حزينه تحمل كل معاني اللوم والعتاب ، نعم ، لم اعد طفله ، من فعلت هذا الجُرم ليست بطفله ، انا ضحيتك انتِ ، انتِ من ارغمتني علي التخلي عن انسانيتي ، كان يستحق الموت ، لم اشتهي حلواه التي كان يحملها لي للتقرب مني ، لم اطمأن ابدا لقبلته علي خدي ، لم ترق لي كلمة ” صغيرتي” التي كان يناديني بها ، لم أكن صغيرته كنت صغيرتك انتِ ، صغيرتكِ التي مرت عليها كل الأعياد ولم تبتهج كمثيلاتها كان بيننا دوما ياعصفورتي سفر كان بيننا دوما بعاد ، احتضنتني الكوابيس ليال كثيره باحثه عن الامان بين ذراعيك فلم اجدكِ ، رافقت وحدتي فالجميع من حولي لم ينتموا لعالمي ، صغيرتكِ فضلت الانزواء داخل حجرتها في هدوء ، صغيرتك لديها عين فوتوغرافية وكاميرا محموله في ذاكرتها مالم يتخيله انسان ، وجعي ياعصفورتي كبير حملته بمفردي . مدت يدها لتمسح دموعها وتستعيد قوتها ، انا الان أفضل بكثير سأصنع لنفسي من ريش جناحي عصفورك جناحين يليقان بي اُحّلق بهما بعيدا بمفردي ، أبقِ انتِ ، سأُحلق بدونكِ.

زر الذهاب إلى الأعلى