منوعات

وسام الجمال يكتب : شهقة الحب

لم يفكر منصور فى يوم من الأيام أن يفقد شغفه للحياة لكن جاءت تلك اللحظة التي كانت بمثابة إعلان موته حرفيا.
منصور شاب انهي دراسته العلمية بكلية الهندسة واصبح مهندسا يضرب به المثل في عمله من تفاني وإخلاص ودقة وتميز كان أصغر إخوته وهو الوحيد علي ثلاث بنات. حلم والده إن يتزوج بعد أن ينهي دراسته لكنه لم يرغب حتي ضغط عليه والده فتزوج من مني التي اختارتها له والدته.

مر عام كامل علي زواجه وزوجته تشاهد تفانيه في عمله فقررت أن تشجعه لافتتاح مكتب خاص به رفض الفكرة خاصه وأنه ليس معه مايكفي من المال عرضت عليه مساعدته من إرثها وبعد ضغط منها وافق بشرط انه لن يتحمل أي خسائر وسيحصل علي اجازة بدون راتب من عمله.

بدأ منصور عمله في مكتبه الجديد ومر عام وهو لم يعمل سوى عمل واحد مما أصابه باليأس وصرخ في زوجته التي طالبته بالصبر وان لكل شيء موعد.

استمر في عمله حتي حصل على أول فرصه في حياته من خلال خال زوجته الذي رشح مكتبه لتنفيذ مدينة متكاملة استطاع من خلال هذا المشروع إثبات نفسه وتوالت عليه الأعمال وزوجته تحفزه حتي أصبحت شركته من أكبر الشركات.

رزق منصور بثلاث أبناء ولدين وبنت حافظ علي تعليمهم في أفضل المدارس وتساعده زوجته في تربية أبنائه والحفاظ على هدؤه النفسي حتى ينجح في عمله.

أصبح منصور ومني مضرب الأمثال في العلاقه الزوجية بين ذويهم وأصدقائهم فهم لايفترفان لحظة حتي فى سفره لايغلق معها التليفون فهي محور حياته.

مرت الايام والسنوات وهما يزدادان ترابطا وتفوق أبنائهم في الدراسه فتخرجوا جميعا من كليه الهندسة نفس تعليم والدهم مما جعلهم يتولون إدارة مجموعة والدهم.
في تلك اللحظة وضع منصور عن عاتقه هم الشركة لأبنائه وتفرغ لزوجته واصبحا يخرجان كثيرا مابين السفر والفسح الداخلية تعويضا عما فات من عمرهما.

في يوم استيقظ منصور من نومه ليجد زوجته بجواره داعبها كالعادة لكنها لم تجبه ككل مرة صرخ من هول المفاجأة لقد تركته شريكة عمره تركته ورحلت أقام لها عزاءا كبيرا ثم توجه إلى بيته ليلقي بجسده علي سريره وسط أبنائه باكيا متذكرا حياته التي مضت تحدث مع أبنائه عن والدتهم وظل يحكي حتى شهق شهقة لتعلن عن لحاقه بزوجته التي تزوجها صدفه لتصبح محور حياته.

زر الذهاب إلى الأعلى