آراء

حامد المحلاوي يكتب: الحقيقة التائهة بين حقوق الإنسان وحقوق اللسان

 

من الغبن اختزال حقوق الإنسان في الكلام وحرية التعبير … صحيح هو جزء مهم لكن ليس كل شيء ..

لماذا يهاجمنا قادة الغرب بذريعة انتهاك حقوق الإنسان باستمرار ؟! ..

الرئيس السيسي حدد الإجابة بدقة متناهية عندما التقى ماكرون في أحد اللقاءات :

إنه الاستعلاء بالقوة والتقدم العلمي ربما هو الذي يدفعكم لاتهامنا بإهدار حقوق الإنسان ! ..

فحقوق الإنسان عندنا لها مفهوم أشمل وأوسع بكثير من فهمكم لها .. حق العيش الكريم نراه نحن الحق الأول من حقوق الإنسان .. تعني أن يعيش المواطن في أمن وأمان .. تعني السكن الآدمي النظيف .. تعني التعليم الجيد .. الحق في العلاج .. الحق في الطعام الصحي الآمن .. أسعار وسلع في متناول الجميع .. خدمات متوفرة سهلة يسيرة على الناس .. حتى الحق في الرفاهية هو الآخر حق من حقوق المواطن العادي البسيط .. الدولة المصرية تبذل أقصى ما تستطيع لبلوغ هذه الأهداف السامية التي هي صلب القضية التي تتكلمون عنها بسطحية غريبة وتتناولونها من القشور فقط.

 

أيضا هي مسألة أخلاقية قبل أن تكون مشكلة اجتماعية .. . وهذه بعض النماذج التي توضح موقف مصر من هذه القضية :

 

مصر بها أكثر من 6 ملايين إنسان أتوا إليها نتيجة الصراعات الموجودة في بلادهم أو لمحدودية القدرات وحجم الفقر الموجود في دول قريبة منا وأصدقاؤنا في أوروبا يرفضون استقبالهم ! .. إنهم يعاملون معاملة المواطن المصري في كل شيء .. أخلاقنا لا تسمح أن نكون معبرا يواجهون من خلاله الموت غرقا في البحر أثناء هجرتهم إلى أوروبا رغم ظروفنا الصعبة .. أيضا لم نستغل وجودهم كورقة ابتزاز لكم كما فعلت إحدى دول المنطقة .. بل استقبلنا بتواضع وصبر كل من لجأ إلى مصر خلال السنوات الأخيرة.

 

لنا ثوابتنا وقيمنا ومعتقداتنا وأعرافنا الاجتماعية التي نجلها ونحترمها .. فنحن مثلا لا نبيح الشذوذ أو المثلية الجنسية تحت دعاوي حقوق الإنسان واحترام الحرية كما عندكم .. مهم جدا احترام قيمنا.

 

ليس لدينا معتقلون بسبب الرأي كما تدعون لكن سجناء خالفوا القانون .. هذا موجود عندكم أيضا ..

 

مثال : هل يستطيع مواطن أوروبي أن يبدي رأيا في مسألة تاريخية مشكوك في دقتها كالم..حرقة مثلا دون أن يفلت من العقاب ؟! .. فما بالك إذن عندما يتكلم في مسائل تمس الأمن القومي أو تحض على الكراهية والازدراء ؟! .. تطبيق القانون حق من حقوق الإنسان الذي لا يخالف القانون.

 

المعاملة داخل السجون المصرية تبدلت بدرجة كبيرة وكل المنظمات الحقوقية تشهد بذلك .. خصوصا بعد إلغاء السجون القديمة غير الصالحة ثم بناء المجمع الجديد الذي يضاهي السجون الأوروبية وربما فاقها في أشياء كثيرة .. فاحترام آدمية الإنسان فوق العقوبة أيا كان قدر الجرم ..

تعاملنا مع أخطر قضية ( الإرهاب ) في حدود القانون .. فلم يعاقب احد بجريرة لم يقترفها ..

استخدامكم للفظ لم يكن في محله وقصد به أشياء أخرى .. فلم نقل مثلا : عند الإرهاب لا تكلمني عن حقوق الإنسان كما كرر قادتكم أكثر من مرة ! ..

 

الإخلاء الذي تم في رفح كان لفترة مؤقتة وعاد الأهالي إلى مدينتهم الجديدة الأحدث والأرقى بكثير .. ومثله تم عند إخلاء بعض المناطق سواء العشوائية منها أو ما كان للصالح العام فتم تعويض أصحابها التعويض المجزي ومن أراد منهم العودة إلى مكانه استلم مسكنه الآدمي المحترم النظيف .. أليس هذا حق من حقوق الإنسان ؟! ..

 

كيف نخرج أعظم مشروع للنهوض بالإنسان المصري ( حياة كريمة ) من دائرة حقوق الإنسان ؟! .. إنه يغير حياة أكثر من 60 ملون مصري يعيشون في فقر ومشاكل حياتية بالجملة .. فأي دولة تسطيع أن تفعل هذا حتى رغم فارق الإمكانات الضخم ! ..

 

أعتقد أن عددا كبيرا من المصريين أيضا في حاجة إلى قراءة مثل هذه الأفكار ربما أكثر من ألأوربيين أنفسهم .. فهؤلاء من المؤكد أنهم وقعوا ضحية دعاية مضلة ..

 

أتساءل أحيانا بحسرة وخيبة أمل : ما عذر الإنسان المصري عندما يرى مثل هذه الإنجازات العظيمة تتحقق أمام ناظريه ثم بعد ذلك يعطي أذنيه لمن لا يريد الخير لبلده ! ..

 

زر الذهاب إلى الأعلى