آراء

المستشار الدكتور احمد على شلوفة يكتب: حقائق وتأملات

التعيين فى إحدى الهيئات القضائية ليس غاية الأمل ولا هو منتهى الخير من كل شيء فالخير لا يعلمه إلا الله وحده لا شريك له وهناك الكثير من خريجي كليات الحقوق الشريعة والقانون كانوا جديرين بالتعيين فى إحدى هذه الجهات ولكن لم يرد الله أن يعينوا فيها ومع ذلك عاشوا سعداء ناجحين فى حياتهم وحققوا من وجوه الخير والنجاح ما لم يحققه أمثالهم من الذين تم تعيينهم ،،،كان على رأس هؤلاء رجل البر والإحسان محمد حسن على بودي عليه رحمة الله تعالى.

كان رحمه الله من أوائل الخرجين فى كلية الشريعة والقانون باسيوط، حصل منها درجة الليسانس بتقدير جيد جدا َ وذلك إلى جانب كونه كريم الأصل طيب العرق من عائلة كريمة كبيرة ومعروفة وكان والده عليه رحمة الله من خيرة رجال الأعمال فى البلدة وله أخوة صالحون نجباء ،،، من هنا فقد كنا نتوقع له أن يعين فى أرقى هذه الجهات ولكن لم يرد الله له ذلك وعين فى ضرائب المبيعات فرضي واحتسب وأدى عمله فيها بإخلاص وتفان فكان محبا محبوبا ورقي وبقي فيها حتى وافته المنية،،،

وقدم رحمه الله خلال حياته من وجوه الخير والبر والإحسان ما لم يقدمه أحد من أمثاله على الإطلاق،،، وله فى ذلك كثير من المواقف التى تنبئ عن شهامته وكرمه وإخلاصه وتكشف عن طيب أصله وكريم محتده،،، ولعل عمله فى ضرائب المبيعات بعيدا عن قيود العمل فى الهيئات القضائية هو ما جعله أقرب إلى الناس وأقدر على خدمتهم ومساعدة المحتاجين منهم ولله فى خلقه شئون .

من المؤسف اليوم أن من يلتحق بكلية الحقوق أو بكلية الشريعة والقانون غالبا ما يتطلع إلى العمل في الهيئات القضائية حتى إذا لم يتم تعينه فإنه غالبا ما يصاب هو وأهله باليأس والإحباط خاصة إذا كان من المتفوقين المستوفين لشروط التعيين دون أن يتذكر أن الأمر كله لله سبحانه وأنه لا يتعلق فحسب بالتفوق ولا باستيفاء شروط القبول،،، ولا يدرك ان الالتحاق بإحدى هذه الكليات ” إذا كان الهدف منه فى البداية التعيين فى إحدى هذه الجهات” هو من قبيل المقامرة،،، فقد يجد الخريج نفسه فى النهاية خارجا من حلبة السباق رغم تفوقه واستيفائه مقومات التعيين ولا يخفى ما فى ذلك من خطورة على نفسيته.

من هنا اقول للنجباء الكرام من ابناء البلدة الذين لم يحالفهم الحظ: تنجنبوا اليأس فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون وتذكروا دائما ان الأمر كله لله،،، وقولوا كما قال يوسف عليه السلام ( إن ربى لطيف لما يشاء) وتأهلوا للحياة بروح الجد والمثابرة وتاسوا بالأخيار والقامات الكريمة من أبناء البلدة الذين لم يحالفهم الحظ من قبل أمثال المرحوم محمد حسن بودي وهم كثيرون واعلموا أن الله لا يضيع اجر المحسنين.

زر الذهاب إلى الأعلى