وكيل الأزهر:حب الوطن فطرة إنسانية فطرنا الله عليها
نظم قطاع المعاهد الأزهرية، اليوم الاثنين، احتفالية بمناسبة الذكرى 48 لنصر أكتوبر المجيد، بمركز الأزهر للمؤتمرات، وذلك بحضور فضيلة أ.د/ محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، واللواء/ أحمد شوقي، ممثلا عن القوات المسلحة، وأ.د/ سلامة داود، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، والدكتور إسماعيل الحداد، الأمين العام للمجلس الأعلى للأزهر، ولفيف من قيادات الأزهر وأسر الطلاب والشهداء.
وفي بداية كلمته بالاحتفالية، قال وكيل الأزهر “يطيب لي أن أكون بينكم اليوم محتفلًا ومهنئًا بذكريين غاليتين علينا جميعا؛ الأولى ذكري ميلاد خير البرية سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، الذي تتجدد مع مولده الرحمة التي أرسل بها للعالمين، ويتجدد الإيمان الذي يصنع النصر، والذكرى الثانية التي نحتفل بها اليوم ذكرى العبور العظيم والانتصار الذي تحقق بقوة الإرادة والإيمان في حرب أكتوبر المجيدة، تلك الحرب التي أيد الله فيها عباده الصالحين بنصر منه وفتح عظيم رد إلينا أرض سيناء الغالية”.
وأشار الدكتور الضويني إلى بشارة الشيخ عبد الحليم محمود، قبيل حرب أكتوبر المجيدة، التي رأى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام يعبر قناة السويس ومعه علماء المسلمين وقواتنا المسلحة، فاستبشر خيرا وأيقن بأن النصر آت، وأخبر الرئيس السادات بتلك البشارة، واقترح عليه أن يأخذ قرار الحرب مطمئنًا إياه بالنصر، وأطلق من على منبر الأزهر العديد من الرسائل إلى جموع الشعب المصري والحكام العرب مبينًا أن حربنا مع الكيان الصهيويني هى حرب في سبيل الله، وأن الذي يموت فيها شهيدٌ وله الجنة، فضلًا عن دور علماء الأزهر الذين كانوا يبيتون مع الجنود في الخنادق يذكّرونهم بفضل الشهادة في سبيل الله دفاعًا عن الدين والوطن والعرض، ليتحقق النصر المجيد ويعود للوطن وللأمة العربية كرامتها وعزتها بين الأمم.
وأكد وكيل الأزهر أن ما تحقق من نصر عظيم كان من أهم أسبابه بعد قوة الإيمان والعزيمة؛ هي قيمة حب الوطن والانتماء إليه، تلك القيمة التي نحتاج اليوم إلى بعثها من جديد في قلوب الشباب، وتأكيدها في عقولهم، وقد عبر رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم- عن حب الوطن بعبارات شديدة الوضوح والتأثير حين وقف على مشارف مكة وقد خرج منها يوم الهجرة قائلًا: «والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله، وأحب بلاد الله إلي، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجتُ»، موضحا أنها ليست مجرد عبارات عاطفية وإنما هي قناعة حقيقية ترجمت عمليا في أفعال النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ ولذا ينبغي أن يعلم الناس أن حب الأوطان من الإيمان، وأن الإيمان الكامل لا يرضى أن تمتد يد بتخريب أو هدم أو تشويه لأي شيء في الوطن، وأنّ من تمام الإيمان وكماله أن يتقن العامل عمله، وألا يقصر في مهامه.