قال الدكتور يوسف عامر رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، إنّ ما تقومُ به الدولةُ المصريةُ من جهودٍ رائدةٍ من أجلِ تحقيقِ صناعةِ شبابٍ يواكبُ الجمهوريةَ الجديدة، ويقودُ المستقبلَ باقتدارٍ، وذلك من خلال التدريبِ والتأهيلِ في مختَلَفِ المجالاتِ وتكليفِهِم بمسؤولياتٍ قياديةٍ في مختلفِ الوزرارتِ والهيئاتِ والمؤسساتِ، نموذجٌ يُقتدَى به.
وأضاف عامر خلال كلمته في مؤتمر “الشباب في عيون التراث”، الذي عقدته كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بجامعة الأزهر بالقاهرة، على مدار يومين، أنه من الواجبِ الدينيِّ والوطنيِّ أن تعملَ كلُّ المؤسساتِ على توعيةِ الشبابِ بما يليقُ بهم من ضرورة ِالتمسكِ بالثوابتِ والمبادئِ الفكريةِ والأخلاقيةِ المميِّزةِ لهُوِيَّتِهِم وثقافتِهِم، في مظاهِرِهِم وأساليبَ حوارِهِم ونظرتِهِم للقيم، فإنّ من أخصِّ سِماتِ الحريةِ أنْ يُحافظَ الإنسانُ على مبادئِهِ وثوابتِهِ التي يراها طريقًا للنجاةِ في الدنيا والآخرة، بلا إكراهٍ للآخرينَ على ذلك.
وأشار رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، إلى أنه يجبُ علينا أنْ نعملَ بشكلٍ جادٍّ على استخراجِ سُبُلِ الوقايةِ والمعالجةِ لكُلِّ ما تسللَ إلى شبابِنا من مفاهيمَ وسلوكياتٍ هدَّامةٍ، بالطرقِ والأدواتِ المناسبةِ والمواكِبَةِ لهذه التياراتِ الفكريةِ الجارفةِ.
وأكد عامر، أن تُراثُنا الإسلاميُّ العظيمُ أولى اهتمامٍ بالغٍ لقضيةِ الشباب، سواءٌ في نصوصِ الوحيَينِ الشريفين – الكتاب والسنة – أو في تراثنِا الفقهيِّ والتربوي، فالشبابُ هُمُ العنصرُ الأساسيُّ للقوةِ والنشاطِ والتّوقُّدِ والإنتاج في المجتمعِ ووقُودُه الذي يُكسبه الطاقةَ والحيويةَ، وقد أشار الله تعالى إلى مَيْزَةِ هذه المرحلةِ العُمْرية بقوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ”.
ولفت رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، إلى أن المصطفى صلى اللهُ عليه وسلمَ، أكد على فضلِ الشابِّ الصالحِ الذي نشأَ في عبادةِ اللهِ بدخولِهِ في السبعةِ الذين يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ تبارك وتعالى. وقد جاءتْ آياتُ سورةِ الكهفِ لتحكيَ قصةً عجيبةً، وكرامةً عظيمةً أعطاها اللهُ لشبابٍ سخَّروا طاقتَهُم طلبًا لمرضاةِ الحقِّ سبحانه، فأثنىَ اللهُ تعالى عليهِم ثناءً عظيمًا، وجعلَ قِصَّتَهُم قرآنًا يُتلَى إلى يوم القيامة، {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} [الكهف: 13] والفتيةُ هُمُ الشبابُ.
وأوضح عامر، أن اللهَ تعالى جعلَ مِن شَرَفِ أهلِ الجنةِ ونعيمِهِم أنهم يكُونون في سِنِّ الشبابِ فلا يَهْرَمون، وفي هذا يقولُ الحبيبُ المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَنْعَمُ لَا يَبْأَسُ، لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ، وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ».