آراء

د.عاطف محمد كامل يكتب: القائمة الخضراء IUCN للمناطق المحمية والمحميات فى مصر

تعد القائمة الخضراء IUCN للمناطق المحمية والمحمية أول معيار عالمي لأفضل الممارسات للحفظ القائم على المنطقة. إنه برنامج لإصدار الشهادات للمناطق المحمية والمحمية – المتنزهات الوطنية ، ومواقع التراث العالمي الطبيعي ، والمناطق المحمية المجتمعية ، والمحميات الطبيعية وما إلى ذلك – التي يتم إدارتها بشكل فعال وحكمها بشكل عادل.

وتم اختيار 59 موقعًا في 16 دولة من خلال الاعتراف بالمناطق المحمية والمحمية المدارة جيدًا والمحكومة جيدًا ، تهدف القائمة الخضراء IUCN للمناطق المحمية والمحمية إلى زيادة عدد المناطق الطبيعية التي تقدم نتائج حماية طويلة الأمد للناس والطبيعة.

“ولفد تميزت المواقع المعترف بها في القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) من خلال الإدارة المثالية والحكم العادل والالتزام طويل الأمد بالحفاظ الناجح. تعتبر المناطق المحمية والمحمية الفعالة أمرًا بالغ الأهمية إذا أردنا أن نوقف الخسائر الفادحة في الأرواح التي نشهدها على الأرض. نظرًا لأن IUCN والمجتمع العالمي يدعوان إلى حماية 30٪ من سطح كوكبنا بحلول عام 2030 ، فإن مواقع القائمة الخضراء IUCN تقدم أفضل الأمثلة على الفعالية والشمول ، والتي تعتبر ضرورية لنجاح جهودنا “.

معيار انضمام المحمية للقائمة الخضراء IUCN

الهدف من المعيار هو “تشجيع المناطق المحمية والمحمية على قياس أدائها وتحسينه والمحافظة عليه من خلال معايير متسقة عالميًا تقيس الحكم الرشيد والتصميم والتخطيط السليمين والإدارة الفعالة ونتائج الحفظ الناجحة.”

تم تنظيم معيار القائمة الخضراء IUCN في أربعة مكونات للحفاظ على الطبيعة بنجاح في المناطق المحمية والمحمية. تتعلق مكونات خط الأساس بما يلي:

• حكم جيد • التصميم والتخطيط جيد• الإدارة الفعالة معًا ، تدعم هذه العناصر المكون الخاص بنتائج الحفظ الناجحة التي تشهد على الإنجاز الناجح لأهداف وغايات المنطقة. لكل مكون مجموعة من المعايير ولكل معيار مجموعة من المؤشرات لقياس الإنجاز.

ولقد تم اعتماد اثنين من المواقع الهامة المدرجة في مصر إلى القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) عام 2018 على أنها تدار بشكل فعال ومحكومة بشكل عادل ، مع تأثير إيجابي طويل الأجل على الناس والطبيعة. كل خمس سنوات ، وقد تم تقييمها وفقًا لمجموعة من المعايير الصعبة المحددة بواسطة معيار القائمة الخضراء IUCN. تشمل هذه المعايير جودة حماية القيم الطبيعية وفعالية الإجراءات ضد التهديدات.

مناطق القائمة الخضراء IUCN والمواقع المدرجة في 2018 فى مصر

محمية رأس محمد الوطنية ومحمية وادي الحيتان

محمية رأس محمد بجنوب سيناء (محمية البحرية) أسست 1983

رأس محمد هي محمية طبيعية مصرية في جنوب سيناء تحديدا على بعد 12 كم من شرم الشيخ. يجاور خليج العقبة إلى الشرق وتجاور خليج السويس إلى الغرب. أسست محمية الطبيعية في 1983. الغوص والسباحة هي انشطه شعبية في رأس محمد. وتقع هذه المحمية عند التقاء خليج السويس وخليج العقبة، وتمثل الحافة الشرقية لمحمية رأس محمد حائطاً صخرياً مع مياه الخليج الذي توجد به الشعاب المرجانية، كما توجد قناة المانجروف التي تفصل بين شبه جزيرة رأس محمد وجزيرة البعيرة بطول حوالي 250 م. وتتميز منطقة رأس محمد بالشواطئ المرجانية الموجودة في أعماق المحيط المائى لرأس محمد والأسماك الملونة والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض والأحياء المائية النادرة، وتحيط الشعاب المرجانية برأس محمد من كافه جوانبها البحرية كما تشكل تكوينا فريدا حيث أن هذا التكوين له الأثر الكبير في تشكيل الحياة الطبيعية بالمنطقة كما تشكل الانهيارات الأرضية “الزلازل” تكوين الكهوف المائية أسفل الجزيرة كما أن المحمية موطن للعديد من الطيور والحيوانات الهامة مثل: الوعل النوبى بالمناطق الجبلية وأنواع الثدييات الصغيرة والزواحف والحشرات والتي لا تظهر إلا بالليل، كما أن المحمية موطن للعديد من الطيورالهامة مثل البلشونات والنوارس. وتعتبر مساحتها 480 كم. وتمتاز بطقس شديد الحرارة صيفا ومعتدل شتاء.

لماذا اعلنت راس محمد محمية طبيعية؟….اعلنت راس محمد محمية طبيعية لما تحتوية على عدد من الأنظمة الايدلوجية الهامة وعالية الحساسية مثل (الشعب المرجانية، وبيئة المنجروف. وبيئة الادوية الصحراوية، والبئات الساحلية وتتمثل في سهول طينية واراضى ملحية، وبيئة الحشائش البحرية وهذه المحمية من – محمية وادي الحيتان .

في عام 2005 اختارت هيئة اليونيسكو منطقة وادي الحيتان كأفضل منطقة للتراث العالمي للهياكل العظمية للحيتان وعلى هذا تم تصنيفها كمنطقة تراث عالمي.

تعود الاكتشافات الأولى لوادي الحيتان لعام 1903، عندما قام أحد علماء الجيولوجيا الأجانب أثناء زيارة مصر بمسح جيولوجي بالمنطقة ومنذ ذلك الحين بدأ العلماء تلتفت أنظارهم للمنطقة.

يقع وادي الحيتان داخل محمية وادي الريان والتي تغطي مساحة 1759 كيلومتراً بمحافظة الفيوم على بعد 150 كيلومتر من القاهرة بمصر. عثر في وادي الحيتان على 10 هياكل كاملة لحيتان كانت تعيش في تلك المنطقة قبل نحو 40 مليون سنة، حيث كانت جزءاً من محيط كبير يشمل شمال إفريقيا. وفي العام 2005م تم تصنيف منطقة وادي الحيتان كمنطقة تراث عالمي واختارتها اليونسكو كأفضل مناطق التراث العالمي للهياكل العظمية للحيتان.

يُشتهر وادي الحيتان بوجود حفريات حيتان كاملة كانت تعج بها المنطقة قبل 40 مليون سنة عندما كان الوادي يقع تحت محيط ضخم (بحر تيث) بالإضافة إلى حفريات بحرية عديدة يمكن رؤيتها في المتحف المفتوح الذي يتيح للزائرين إمكانية رؤية الحيتان وعدم المساس بها لحمايتها.

وقد تم اكتشاف حفريات وادى الحيتان في عام 1903 بواسطة العالم بيد تل من خلال مسح جيولوجى في مصر. وقد عُثر على حفريات للحوت المعروف باسم الباسيلوسورس إيزيس والتي يصل طولها إلى 18 متراً وحوت الدوريودون اثروكس، وهو أقل حجماً. وقد صنفت كأنواع جديدة للحيتان في متحف التاريخ الطبيعي بلندن عام 1902م

في نفس الوقت يعتبر وادى الحيتان بيئة طبيعية للحيوانات المهددة بالانقراض مثل الغزال الأبيض والغزال المصري وثعلب الفنك وثعلب الرمل والذئب والطيور المهاجرة النادرة، مثل صقر شاهين وصقر الغزال والصقر الحر والعقاب النسارى وأنواع أخرى من الطيور المهاجرة، مثل أنواع البط والسمان والتفلق وأنواع البلشون والعنز وغيرها. ومن النباتات البرية مثل: الأتل – الرطريط الأبيض – العاقول – السمار – الغاب – البوص.

كاتب المقال مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان استاذ وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية- اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير التغيرات المناخية بوزارة البيئة- الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية.

 

yoast

زر الذهاب إلى الأعلى