منوعات

وسام الجمال يكتب: خارت قواى

جلس سيد متكأ على سريره في غرفه العناية المركزة بعدما فاق من الغيبوبه التي ألمت به أثناء صراخه مع احد الأشخاص خلال خناقه من التي إعتاد القيام بها يوميا سواء لشخصه أو بالأجر كما إعتاد.
علي الرغم من أنه لم يكمل الخامسه والأربعين من عمره وعلى الرغم من تمتعه بصحة جيدة الا أنه انهار فجاءة ووقع علي الارض مما استدعي نقله للمستشفي ومن نقله نقله الرجل الذي تم آستجئاره ليضربه.
خلال إنهماك سيد في التفكير وجد الرجل يدخل عليه ليطمئن علي حالته وهو يضحك معه قائلا ايه يابطل الف سلامه عليك قوم يله ربنا يفك عنك في تلك اللحظة انهمرت دموع سيد بغزارة وخرج بكائه بنحيب وسط محاولات مستميته من الرجل لكي يهون عليه حتي التزم الصمت ومسح دموعه والرجل يقول له هون عليك الله غفور رحيم وظل يتحدث معه حتي سرح منه سيد بخياله متذكرا نشائته لرجل حافظ لكتاب الله وامرأة كان حديثها دائما مشفوعا بالدعاء لكل من حولها حتي هو كان يحفظ كتاب الله حتي أتمه مثل إخوته لكن بعدما وصل للمرحلة الإعدادية وكان ذو جسد رياضي وقوة تفوق أقرانه بمراحل حتي أن الجميع كان يخشاه مما جعله يحمل أسم شمشون.
بعدما وصل الي المرحلة الثانويه ازدادت قوته وكان زملائه يؤجروه لأخذ حقهم من الآخرين ومن هنا بدأت القصه حتى أنه أهمل دراسته واصبح بلطجي بالأجر.

ذاع صيته في بلدته وأصبح من يريد أن ينتقم من أحد يذهب إليه وأحيانا يشتريه المنافس ليقضي علي من اشتراه اولا.

سنوات وسنوات وهو يقوم بهذا الدور العدواني وفي عمر الثلاثين قرر أن يتزوج وعلي الرغم من أنه ابن أناس طيبون الل انهم تبروا منه لذلك لم يرتضي احد بتزويجه من بناته حتي تعرف علي راقصه وتزوجها وانجب منها ابنا جميلا.
مرت السنوات وهو يقوم بالدور الذي يفعله في سبيل المال وحاول مع والده ووالدته كثيرا ان يسامحاه وان مايفعله هو مهنة مثل أي مهنه وهما يرفضان قبوله حتي أن إخوته تبروا منه وظل علي الرغم من قسوته يحن لاسرته لكن دون جدوى.

وفى يوم حضر اليه شخص وأخبره انه يريد الانتقام من آخر بسبب منزل ونزاع عليه وأنه في حال استطاعته التنفيذ سيحصل علي مبلغ كبير خاصة وأن المنزل يوجد به مقبرة أثار.

ذهب سيد الي الرجل وحاول مسأومته لترك المنزل لكنه رفض دارت بينهم مشاحنات لعدة ايام متواليه حتي جاء هذا اليوم الذي ذهب فيه اليه مكان منزله وبدأ الصراخ وان البيت ملكه بأوراق وهم ان يخرج سلاحه لضربه لكنه شعر بدوار فجاءة وسقط مغشيا عليه ليحمله الرجل الي المستشفي ويتم علاجه.

سمع منه الرجل القصة وبدأ في سرد آيات قرانيه وأحاديث عليه تحثه علي التوبه النصوح وأنه يستطيع أن يجد عملا شريفا اعترض عليه قائلا لايهمني شيء سوي والدي فجاءة دخل أهله عليه المستشفي وفي يدهم زوجته وابنه مما جعله يبكي بكاءا مريرا وعاهدهم علي التوبة وطلبه الرجل ليعمل معه في مهنة التجارة التي درت عليه ربحا كثيرا فيما بعد استطاع من خلاله تربية أبنائه حتي أصبحوا في تعليم مميز.
تذكر سيد كل هذا وكل مامر به وضحك ضحكة كبيرة لم تكن سوي ضحكة علي القوة التي خارت في عز شبابه وكانت سبب في تويته.

زر الذهاب إلى الأعلى