منوعات

وسام الجمال يكتب : الحضن الاخير

أثناء جلوسهم في الشارع كعادتهم أمام محلاتهم إذ بصوت مرتفع امرأة تصرخ لم ينتظر الجالسون طويلا فالصوت معروف لهم إنها صاحبة القهوة الموجودة داخل منطقتهم الست أم خالد.

ذهب الجميع الي مكان القهوة ليجدوا خالد وأخيه وليد يضربون بعضهم البعض وهي في وسطهم لتفرق بينهما قام الأهالي بالتفريق بينهما ولومهما علي تعب أمهم المستمر معهم.

لم يدر بفكر ام خالد أن هذه هي المرة الأخيرة التي ستري فيها خالد لقد حزم امتعته وغادر غادر بلا هدف ظلت تبحث عنه ايام وأشهر كثيره حتي اتاها خطابا من إحدي دول الخليج من خالد انه بخير وأنه سافر حتي لايكون سببا في الم لها.

احتصنت الخطاب وعيناها تذرفان الدموع فخالد هو حياتها هو أول من رأت عيناها هو حبيبها لكن كثرة مشاكله مع أخيه وضع لها نهاية هي البعد.

مرت سنوات كثيره وليس بين خالد وأمه الا الخطابات وسماع صوته عبر شرائط مسجله يذرف فيها الدموع لغيابه عنها وهي تذرف الدموع لغيابه عنها أصبحت الدموع هي الوسيلة الوحيدة للتعبير عن حب الام لابنها.

وعلي الرغم من وجود ثلاث أخوة غيره الا انه الأقرب.
في يوم استيقظت ام خالد من نومها ليخبر ها ابنها الثاني وليد اته مسافر هو أيضا صدمت من قراره وكانت الصدمة هي أن سفره الي شقيقه الذي ارسل له استقدام ليعمل معه في نفس مهنته.
علي مضض وافقت مع كثير من التحذيرات ان تحدث بينهما مشاكل في الغربة لكنه طمئنها بقوله كبرنا ياأمي وأخي ارسل لي ولم أطلب منه شيء اطمئني نحن اولاد حلال.

أصبحت حياة ام خالد جحيما بسبب غياب أبنائها عنها خاصة وأن الابن الثالث سافر هو الاخر ولم يعد معها سوي ابنتها وابنها الاخير.

مرت سنوات حتي اكتملت عشرون عاما مرت علي ام خالد في شقاء وسعادة عندما يرسل لها أبنائها خطابات أو شرائط مسجلة وفي آخر خطاب أرسلته الحت علي خالد أن يحضر ليراها وتراه رد عليها بأنه سيحضر مع مطلع الشهر القادم لقد كان شهر يوليو شهر الحر.

حزم خالد امتعته مع زوجته التي تزوجها في الغربة وأبنائه وسافر الي بلده وفي الطريق يخبر امه بالهاتف عند صاحب إحدي المحلات انه اقترب من دخول مدينتهم ذهبت لتستقبله وكل فرح ودموع وشوق ولهفه ذهبت ولم تدرك الا انها ستحضن ابنها بعد عشرون عاما ذهبت ولكن كان للقدر رأي آخر فلقد احتضنها قطار المدينة الذي لم يبالي بشوفها ولهفتها لاختضان ابنها. الذي صدم عندما رائها ممزقة الاشلاء علي قضبان السكة الحديد ليصاب بنوبة كادت تؤدي بحياته.

زر الذهاب إلى الأعلى