منوعات

وسام الجمال يكتب: رسالة من عالم آخر

ظل يصرخ باعلي صوته لعل احد يسمعه من جيرانه لكن هيهات أن يسمعه احد لقد كانت الصرخه الأخيرة التي أطلقها لتفيض روحه الي بارئها.

خمس ايام مرت علي تلك الصرخه التي أطلقها حسام حتي انبعثت رائحة كريهة من شقته مما جعل جيرانه يهرعون لفسخ باب منزله ليجدوه ميتا اتصلوا بالشرطة التي أتت فورا وتم استدعاء الطب الشرعي الذي حدد سبب الوفاة أمراض الرئه التي نالت منه حتي صار متهالكا.

لاحظ الطبيب المختص وجود ظرف داخل ملابس المتوفي أخذه أخذه الفضول لقرائته.

في البداية بسم الله الرحمن الرحيم

أنا حسام والذي اعمل في مجال التجارة التي ورثتها عن والدي ونجحت فيها ايما نجاح لكن إليكم قصتي التي تعد عيرة لمن سيقرائها.

في عام ١٩٤٣ ولدت لأب وأم رزقا بي بعد سنوات من العناء بحثا عن طفل بعد محاولات لم يكتب لها النجاح.

اعتنا بي والدي أيما اعتناء لم يؤخرا لي طلبا حتي رزقا بعدي بفتاتين وولد اخر لم يقصرا في تربيتنا وتعليمنا فأنا تخرجت من كلية التجارة وأخي من كلية الحقوق وكان وكيلا للنيابة اما شقيقتي فالأولي طبيبة والثانية مهندسة.

تزوجا اخوتي كلهم اما انا فقد عشت أجمل قصة حب مع ابنة الجيران والتي توفيت بعد أن حاول بلطجية التعدي عليها واصابوني في راسي إصابات بالغه مما جعل يوم وفاتها حزن عام في مدينتهم.

بعد وفاتها لم اريد ان ارتبط باخري خاصة واني علمت مدي حبها لي من خلال يومياتها التي كانت تكتبها تاركه فيها انها تحبني.

عشت حياتي وهي في مخيلتي تعيش معي بخيالها وعلي الرغم من محاولات اخوتي المستمرة لزواحي الا اني كنت دائم الرفض حتي يأسوا مني.

استمرت حياتي وانا أكبر تجارتي التي أعلم تماما انها ستكون لاخوتي وأبنائهم بعد وفاتي.

كان اخوتي البنات يتناوبون مراعاتي في حين كان شقيقي لايغيب عني يوما حتي تلقيت صدمة أخري في حياتي بوفاة اختي وأخي في حادث عند عودتهم من العمرة مما جعلني أدخل في حالة صدمة رهيبة خرجت منها بمساعدة شقيقتي المتبقية.

قمت بواجبي نحو أبناء اخوتي ولم اجعل احد منهم يحتاج لشيء حتي تخرج ابن شقيقي من كلية الحقوق والتحق للعمل بالنيابة وهو ابنه الوحيد. بينما راعيت أبناء شقيقتي الطبيبة وتخرج أبنائها من دراستهم.

بالطبع لم اقصر في حق شقيقتي المهندسة ولا أبنائها ولاني كنت مدمنا للقهوة والسجاير اصبت بمرض في الرئة مما جعل أبناء اشقائي يتولون رعايتي من حين لآخر لكن طالت فترة مرضي وهم يعملون في وظائف ويستمرون في اعمالهم لأوقات متأخرة ومنهم من هم خارج المحافظة مما جعلني اعيش وحيدا فترات طويله وهذا جعلني اخشي الموت وحيدا.

سنوات مرت علي وانا اعاني بشدة من مرضي وكل ليله انتظر صرخة الموت التي ستطلق تمنيت أن يكون معي احد ولكن ان قراء احد هذا الخطاب فساكون ميتا وحيدا فيمن تقراء لاتنساني من دعائك وابلغ اهلي اني أحببتهم لكني ذهبت الي احبابي القدامى.

في تلك اللحظة دخلت ام الطبيب عليه وجدته يبكي خاصة وأنه يعرف قصة حسام وحبيته خاصة وأن المدينة ظلت تتناقلها سنوات طويلة.

قالت له امه لماذا تبكي أخبرها بأمر الرسالة وأنه قرر أن يتزوج خاصة بعدما خدعته حبيبته وتزوجت بآخر.

 

 

 

yoast

زر الذهاب إلى الأعلى