منوعات

وسام الجمال يكتب: حب لا ينتهي

لم تكن عيناها سوي دليله في عتمة الليل ولم تكن شفتاها سوي رضاب يرتشف منه وقتما حل عليه الظماء ولم تكن يداها سوي ملاذه للراحة.

سنوات مرت وهما لايفترقان فلقد تزوجا بعد قصة حب بقيت تحكي سنوات وسنوات.

محمود هذا الشاب المكافح الذي ولد لأسرة بسيطة استطاع أن يصل لهدفه بأن يكون طبيبا مميزا يشار اليه بالبنان.

في يوم وأثناء جلوسه في استقبال المستشفي التي يعمل بها دخلت عليه فتاه مع والديها وهي تشكي من ألم شديد بالمعدة بدأ رحلة فحصها حتي استطاع تشخيص الحالة المرضية واعطاها العلاج المناسب لحالاتها.

مرت ايام ومحمود لم يفارق خياله تلك الفتاة التي انبهر بجمالها فعلي الرغم من مرضها الا ان وجهها كان يشع نورا.

ظل محمود يحلم بلقائها مرة أخري إلا أن هذا كان صعب المنال خاصة وأن حضورها للمستشفي كان اجباريا خاصة وأن الوقت كان متأخرا مما جعل العثور علي عيادة طبيب امر صعب.

في تلك اللحظة التي كان يجلس فيها في استقبال المستشفي إذ دخلت عليه سيدة عندما رائها تذكرها مباشرة إنها والدة الفتاة أطال النظر إليها خاصة أنه لم يجد معها احد لكنها بادرته بالسلام واخبرته انها أتت مع ابنتها لتشكره علي قدرته في علاجها وقبل أن يتجراء ويسالها واين هي ابنتك وجدها تدخل عليه حاملة لشيء في يديها طار عقله من الفرح بقدومها وظلت عيناه تراقبها حتي اقتربت منه والقت عليه السلام لحقته بكلمات الثناء والشكر علي اهتمامه بعلاجها.

ظل محمود شارد الذهن للحظات حتي استجمع عقله ثم حاول الرد عليها لكنه لم يستطيع وكأنه نسي الكلام ولك يقل سوي كلمة واحدة هو حضرتك آنسة ولا متزوجة.

جاء السؤال علي مسامع الفتاة واصابها بالذهول لكنها قالت آنسة لكن هذا له علاقه بعلاجي قال لا لكن أردت المعرفة فقط شعر محمود انه اربك الجلسة حتي قالت والدتها هناء ابنتي طالبة بكلية الهندسة وباقي لها عام علي التخرج وليست متزوجة ولا مخطوبة في تلك اللحظة تجراء وقال هل استطيع ان احدد موعدا لزيارتكم في البيت.

فهمت الام مايريد محمود في حين ظلت الفتاة مندهشة ردت الام اي وقت تريد ننتظرك واعطته العنوان ورقم هاتف والدها ورحلت.

انهي محمود في هذا اليوم عمله وذهب الي والده مباشرة في مقر عمله قبل الذهاب للبيت وأخبره بمايريد ضحك والده قائلا هل جمالها فقط هو ماجذبك قال لا ثم تردد وترك والده وسار في طريقه يفكر في كلمات والده.

في اليوم التالي ذهب محمود الي المنطقة التي تسكن فيها هناء وبدأ بالسؤال عنها وعلم ان والدها مهندسا ووالدتها مدرسة ولها شقيقان الأكبر في هندسة أيضا والأصغر في حقوق. وأنهم أسرة في حالها وليست لهم أي مشاكل مع احد ويتمتعون بالسيرة الحسنه.

اتصل محمود في تلك اللحظة بوالدها ليحدد موعدا للزيارة وتم الاتفاق علي مساء يوم الخميس.

استعدت أسرته للذهاب الي منزل هناء وتمت الخطبة التي لم تستغرق سوي دقائق معدودة في الاتفاق خاصة وأن الاسرتين تساهلا في أمور كثيرة وتم تحديد موعدا للزفاف خلال عام.

مر العام علي محمود وهناء وهما يزدادان قربا وحبا وتم الانتهاء من تجهيز عش الزوجية الذي انتقلا اليه عقب الزفاف.

مرت الايام والشهور والسنوات عليهما وهما يعيشان في سعادة غامرة وصار هو طبيبا كبيرا بينما أصبحت هي مديرا عاما بوزارة الإسكان.

رزق محمود وهناء بثلاث أبناء احسنا تربيتهم حتي أصبح الابن الأكبر طبيبا والاوسط وكيلا للنيابة والأصغر في كلية الشرطة.

وفي يوم شعرت هناء بالتعب الذي كان عالجها منه محمود يرد عليها لكن هذه المرة بشيء من الصعوبة أعطاها أدوية لكنه فضل في هذه المرة الاطمئنان عليها بعمل أشعة وتحاليل خاصة وأن العمر إختلف.

في اليوم التالي أخذها معه الي العيادة ونزل معها الي معامل التحاليل والأشعة وبدأ رحلة العلاج معها التي استغرقت ثلاث اشهر لصعوبة الحالة لفارق العمر.

مرت الايام تلو الايام ومحمود يزداد حبه لهناء وكانهما عرسان جدد لم يشعروا يوما بالسنوات التي مرت وكل فترة بجلسان مع أبنائهما يتذكران قصة معرفتهما وكيف حدثت وكيف تم الزواج وفي كل مرة تزداد فرحتهما بالحكي.

وفي يوم ذهب محمود الي عيادته وانهي عمله وعاد للمنزل ليجد أبنائه منتظرين حضوره مما افزعه بسبب عدم وجود والدتهم مما كاد يجعله يغشي عليه لكن فوجيء بها تخرج من حجرتها عندما رائها تذكر يوم حضورها مع والدتها لتشكره علي علاجها في تلك الاثناء اخبره ابنه الأكبر انه يهديهم تذكرتين لاداء العمرة والتنزه أياما بالاراضي الحجازية ابتسم محمود ووافق وذهب مع هناء لاداء العمرة وعادا ومرت الايام ومازال محمود وهناء يعيشان قصة حب لم يحدث بينهما خلافا واحدا في حياتهما ظلت قصتهما يتناقلها الأجيال حتي بعد وفاتهما.

 

yoast

زر الذهاب إلى الأعلى