آراء

الدكتور محمد شلبى يكتب ردا على إبراهيم عيسى: كلامك ضيق للأفق وظلام للقلب

أثار هجوم الإعلامى إبراهيم عيسى في إنكاره على الصيادلة قراءة القرآن بدلًا من القراءة عن الأدوية !!غضب العديد .. ويقول: لماذا نخبرهم أن علم الحديث أهم ؟!!نرد عليه بالقول الفصل:

1- الإسلام جاء بعلم الدين وعلم الدنيا معًا وقال أبو ذر وغيره “ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي السماء طير يطير بجناحيه إلا ترك فينا منه علمًا”.. و”الطب النبوي” خير شاهد على هذا.. والخطط الإستراتيجية وفن إدارة الدولة وفن إدارة الأزمات .. إلى غير ذلك مما يجهله أمثال إبراهيم عيسى.. الذين يلبسون على الناس دينهم .. ويظهرون الإسلام على أنه هو (التاريخ) وليس (المنهج).. وتجاهل أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من كل نوع فساد حدث من بعده وبين الصواب بيانًا يظل ميزانًا في كل فتنة.

2- من ضيق الأفق وظلام القلب أن يضع المرء علم الدين ضد علم الدنيا .. ولكن غاية الذين يؤمنون بالآخرة أن يعطوا الأولوية في الطلب لعلم الدين .. فيتعلمون ويعلمون أبناءهم كيف يصلون وكيف يصومون ومدى وجوب تذكر الرحمن ومراقبته وما الذي يبعدهم عن النار .. وما الذي يدخلهم الجنة .. ويأخذون من القرآن والحديث .. كل ذلك قبل أن يعلموهم أصول الطب والهندسة والفلك من قال أن يترك هذا لهذا أو يترك هذا لهذا ؟؟.

أما الذين لا يؤمنون بالآخرة فلا يشغلون أنفسهم بشيء مما يخصها .. لا من علم ولا من عمل.

3- علم الدين غاية وعلم الدنيا وسيلة.. وهذا أمر منطقي.. فالدنيا هي الفانية .. فأهمية علومها هي بمقدار مدى حاجة الناس إليها .. والآخرة هي الباقية فأهمية علومها هي بمقدار مدى حاجة الناس إليها.. ومن المسلمات أن كل إنسان ينهل ويستزيد مما يراه أهم عنده وأقيم !!.

4- حاجة المسلمين لتعلم علوم الدين حاجة عامة؛ لأنه أمر يرتبط بالعبادة التي تلزم كل واحد منهم، فيجب على كل مسلم – قارئًا كان أو غيرَ قارئ، طبيبًا أو غير طبيب – أن يتعلم من الدين ما يقوم به إيمانه وعبادته.

5- وحاجتهم لتعلم علوم الدنيا حاجة خاصة؛ لأنه أمر يرتبط بالانتفاع بأثر هذه العلوم .. فلا يجب أن يكون كل أحد طبيبًا حتى يعالج نفسه .. أو مهندسًا حتى يبني لنفسه .. أو معلمًا حتى يعلم نفسه .. فواحد فقط يحوز علمًا منها يكفي عددًا كبيرًا من الناس أن يتعلموا ما تعلم.. بخلاف علم (الشيوخ) لا يغني عن علم كل مسلم من غيرهم.

6- إن القرب من الله تعالى لم يكن أبدًا عائقًا عن صناعة الحضارة، بل أثبت التاريخ عكس ذلك.. وهو تجربة صادقة ناصعة.. حين كنا أهل دين كنا أهل دنيا .. فطورنا ما ابتكر غيرنا.. وابتكرنا ما لم تصل إليه أفهامهم من العلوم.. وحين صرنا أهل دنيا وتحللنا من أخلاقيات الدين وعباداته اللازمة.. خسرنا الدين والدنيا معًا.. وهل نحن الآن إلا سوق كبير للغرب !!.. نستهلك ما يصنعون .. ونشتري ما ينتجون .. ثم نتباهى بأننا متحضرون !!

 

yoast

زر الذهاب إلى الأعلى