عبدالعظيم القاضى يكتب : وداعا سيد رمضان فارس المحلة
الموت وما أدراك ما الموت أنه الحقيقة الوحيدة التى يشاهدها الانسان فى حياته وماعدا ذلك يحتمل الصدق والكذب .. يقع الخوف والرعب فى قلب كل موحد عندما يسمع كلمة الموت وجلال الموت ورهبته ليس الخوف من الموت فقط ولكن مايعقبه ايضا من حساب .
لقد كان لنبأ رحيل الزميل والصديق الوفى الكاتب الصحفى السيد رمضان مدير مكتب جريدة وبوابة العمال بالمحلة صدمة كبيرة كاد العقل فيها ان يضل طريقة فكنت مهاتفا له فى ليلة الوقوف على عرفات يجاذبك أطراف الحديث فى تواضع جم . ولما لا وهو صاحب الخلق الجميل والكلمة الطيبة . رحل فى هدوء تام لم يشعر به أحد وكأنه طيف خيال خطفه الموت فجأة دون سابق إنذار . لم يتكبر يوما ولم يعترض على شيىء يكلف به .
كان رحمه الله يجبرك على احترامه وتقديره يسمع كلامك بصدر رحب وسريرة نقية لايحمل غلا ولا حقدا ولا ضغينة لاحد . بشوش الوجه كان يتصدق بابتسامته المعهودة وقلبه النقى .كلامه بلسم يداوى الجروح . اننا نعلم ان الدموع عليك لا تغير الواقع لكنّها تريح القلب دموعنا عليك ايها الصديق أشد من أمواج البحار العاتية وإحزاننا عليك نرفعها لرب العالمين كما رفعها يعقوب حزنا على يوسف فقال انما اشكو بثى وحزنى الى الله .
لقد صنع رحمه الله لنفسه أياماً جميلة . عندما صلح مع الله تعلقت قلوب الناس به يقول لك من السهل أن تجد شخصاً تتحدث إليه لكن من الصعب أن تجد شخصاً تثق به. لم ينخدع بالمظاهر فقد كان يردد ويقول هدوء المقابر لا يعنى ان الجميع فى الجنة.
وداعا صديقى العزيز فكثيراً من قبلك قد عاجلته المنية وسدد القدر له سهامه وهو نائم يتقلب فى فراشه ومنهم من يأتيه الموت وهو راكع ساجد وهذه الصورة من موت الفجأة هي من صور رحمة الله وكرامته لعباده الصالحين، فوداعا الى ان نلقاك فى جنة الخلد .