عبدالمنعم الجمل يكتب : عمال البناء.. شاركوا في الثورة وشيدوا جمهوريتها الجديدة

في لحظة مفصلية من تاريخ الوطن، كان عمال البناء والأخشاب في طليعة من شاركوا في الدفاع عن مصر، ليس فقط في ميادين الثورة، بل في مواقع العمل التي تحولت إلى حصون لحماية الدولة ومؤسساتها.
فعندما خرج ملايين المصريين في 30 يونيو 2013، كان هؤلاء العمال يدركون أن معركتهم لم تكن فقط من أجل السياسة، بل من أجل الخبز والكرامة ومصير وطن.
لم يكن قطاع البناء بعيدًا عن ارتباك ما قبل الثورة، حيث توقفت العديد من المشروعات، وتهددت شركات المقاولات، واضطربت أجور العمال اليومية، في ظل مناخ سياسي ضبابي ومصير اقتصادي مهدد.
لكن مع انطلاق شرارة الثورة، وقف العمال إلى جانب الوطن، وسرعان ما تحولت مواقع الإنشاء إلى رموز للصمود والإصرار.
اليوم، وبعد أكثر من عشر سنوات، يمكن القول إن الجمهورية الجديدة التي دشنتها الدولة المصرية عقب ثورة 30 يونيو، قد اعتمدت بشكل أساسي على سواعد عمال التشييد.
مئات الآلاف من فرص العمل أتيحت في مشروعات قومية كبرى مثل العاصمة الإدارية، وشبكات الطرق القومية، ومدن الجيل الرابع، ما ساهم في انتعاش سوق العمل وتحقيق الاستقرار المهني لمئات الآلاف من الأسر.
أن قطاع التشييد لم يشهد في تاريخه المعاصر هذا الزخم من المشروعات والاهتمام بالعامل، سواء من حيث التدريب أو الصحة المهنية أو الأجور.
وقد أطلقت النقابة العامة للعاملين بالبناء والأخشاب برامج تدريبية متخصصة لتأهيل العمال على أحدث تقنيات البناء، في إطار رؤية الدولة لتطوير العنصر البشري.
كما عملت النقابة على حماية حقوق العمالة غير المنتظمة في هذا القطاع الحيوي، من خلال المطالبة بتوسيع مظلة التأمينات الاجتماعية وتحقيق الاستقرار التشريعي.
وفي الوقت ذاته، لم تتوقف عن تقديم الدعم القانوني والميداني لعمال الشركات والمقاولات المتضررة من تقلبات السوق.
في الذكرى الـ12 لثورة 30 يونيو، يُجدّد عمال البناء والأخشاب العهد مع الوطن، مؤكدين أن مسيرتهم لم تنتهِي ، وأن كل حجر يُرفع في سماء الجمهورية هو شهادة على إخلاصهم، وكل عمود يُغرس في أرض مصر هو وثيقة انتماء حقيقية لثورة أعادت للدولة هيبتها، وللعامل كرامته.
عبدالمنعم الجمل رئيس النقابة العامة للعاملين بصناعات البناء والأخشاب ورئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر