انطلقت فعاليات الجلسة النقاشية الأولى لمؤتمر جامعة الأزهر “تغير المُناخ.. التحديات والمواجهة”، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وبحضور فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف. تحت عنوان “دور القيادات الدينية في قضايا التغيرات المناخية”،
وخلال الجلسة النقاشية، قال القس أندريا زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية، إن قضية التغير المناخي قضية مصيرية تستلزم تكاتف جميع الجهود للتعامل معها، وهو ما يعكس الدور المهم لهذا المؤتمر الذي يسلط الضوء على ظاهرة التغير المناخي وتأثيراتها على العالم أجمع.
وأوضح رئيس الطائفة الإنجيلية، أن الكتاب المقدس يؤكد أن الأرض وكل ما فيها ملك لله، وهو ما يؤكد أن سلطة الإنسان ليست مطلقة، وإنما هناك تفويض من الله يمنعه من الإضرار في الأرض بل يقوم بمسئوليته تجاه الخليقة والطبيعة، لافتًا إلى التضامن مع أهداف الأمم المتحدة والاستراتيجيات الوطنية التي تنفذ استراتيجية 2030 والتنمية المستدامة، مطالبًا بشن وتفعيل التشريعات والقوانين لحماية البيئة، ووضع خارطة طريق للمستقبل للحفاظ على الطبيعة، والعمل معًا لتخفيف الآثار السلبية الناجمة عن تغير المناخ من أجل حماية وإنقاذ حاضرنا ومستقبلنا.
من جانبه حذر الأنبا إرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، من التقاعس الدولي في مواجهة تحديات التغيرات المناخية، محذرًا أن ذلك سيكلف العالم عواقب خطيرة كانتشار بقع الجفاف، والفيضانات والأعاصير في معظم أنحاء الكرة الأرضية، وينذر بصراعات قادمة بسبب ندرة المياه، الأمر الذي سيهدد مستقبل الحياة على وجه الأرض.
ودعا الأنبا إرميا إلى ضرورة تكاتف كافة الدول للحد من التأثيرات السلبية لتغير المناخ، من خلال تطبيق العديد من الإجراءات مثل التحول نحو الاقتصاد الأخضر، وتأسيس أنظمة الإنذار المبكر ورصد المناخ، وبناء المدن منخفضة الانبعاثات الكربونية، والتوسع في مساحات الغابات لامتصاص الكربون، ودعم المزارعين في مواجهة تغير المناخ.
وأكد رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، أن القادة الدينيين لهم تأثير معنوي كبير على ملايين البشر، ليس فقط على المستوى الروحي، لكن حتى في أنماط وسلوكيات الحياة المختلفة، مطالبًا بضرورة تكاتف هؤلاء القادة من أجل بناء مجتمع عادل يرفض أي نشاط يؤثر بالسلب على الحياة فوق هذا الكوكب.
في السياق ذاته، قال السفير نيقولاس تفنين، سفير الفاتيكان لدى القاهر: إننا اليوم نجتمع كأسرة واحدة لا توجد حدود دينية أو ثقافية تفصل بيننا، فنحن جميعًا جزء من الطبيعة نتفاعل معها باستمرار، وهذا يوجب علينا أن نبحث عن حلول شاملة ومنهج مشترك يتفاعل مع النظام الطبيعي والاجتماعي لحماية الفرد والمجتمع، مؤكدًا أن التدهور البيئي يؤدي إلى تدهور العلاقات الاجتماعية، مشددًا على ضرورة تجنب الخلافات المجتمعية والقضاء على الجهل والصراعات التي أدت إلى تلوث البيئة والإضرار بمواردها الطبيعية التي وهبها الله للبشرية جمعاء.
وتعقد جلسات مؤتمر جامعة الأزهر، المؤتمر العلمي الثالث للبيئة والتنمية المستدامة، تحت عنوان: «تغير المُناخ؛ التحديات والمواجهة»، على مدار ثلاثة أيام (السبت، الأحد والاثنين)، من 18 إلى 20 ديسمبر 2021م، بقاعة المنارة بالتجمع الخامس، انطلاقًا من سعى الأزهر الشريف لعقد عدد من المؤتمرات والندوات وورش العمل تمهيدًا وتحضيرًا ودعمًا لمؤتمر الأمم المتحدة COP27 الذي تستضيفه مصر بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر 2022م.