بقلم: الخبير الإعلامي الدكتور فتحي حسين
مما لا شك فيه ان الدولة المصرية تتعرض هذه الايام وقبل سنوات لحروب نفسية وإعلامية من قبل الجماعات الارهابية الاخوانية , لمحاولة النيل منها وإعاقة مسيرتها التنموية والاقتصادية والتي تسير بمعدلات متقدمة للغاية في مختلف المجالات .
و الحرب الاعلامية النفسية اليوم من الأركان الأساسية للعمل السياسى والعسكرى فى جميع الدول المتقدمة وتعود سعة إنتشارها فى الواقع إلى التقدم الكبير الذى أحرزته العلوم النفسية والإجتماعية والسياسية والاتصالية فى معرفة العوامل التى تؤثر على السلوك الإنسانى سواء كان فرد او جماعة او تيار او دولة او مجموعة دول وخلال السنوات القليلة الماضية أصبحت الحرب النفسية من أهم الوسائل التى يلجأ إليها أعداء الوطن للتشكيك فى مقدرات الدولة السياسية والاقتصادية والعسكرية، ورأيناها فى نشر الشائعات مع وقوع حوادث متفرقة في البلاد، وما نتج عنها من نشر حالة للإحباط بين المصريين ونشر وبث اخبار كاذبة وهو ما يثبت عدم صحته بعد ذلك. مثلما رأينا موضوع التسريبات المفبركة التي قام بها قيادات من جماعة الاخوان والتي ينفذونها كل فترة للنيل من القيادة المصرية ولكن الشعب المصري واعي ومدرك جيدا لكل هذه المكائد لا محالة.
وتقوم الحرب النفسية والاعلامية على استخدام وسائل الإعلام الحديثة من نشر وترويج للأفكار والمعتقدات والأخبار التي تود نشرها وترويجها بغرض التأثير في نفسية الأفراد وخلق اتجاهات معينة لديهم مثل قضية التسريبات التي ينفذهاالاخوان هذه الايام ضد الدولة المصرية . والدعاية كأحد أساليب الحرب النفسية تأخذ اشكالا متنوعة طبقا للأهداف وطبقا لنوع الأفراد والجماعات الموجهة إليها فالدعاية تستهدف الاقتناع بالنصر واقناع العدو بهزيمته. وتشكيكه بمبادئه ومعتقداته الوطنية والروحية وبذر بذور الشك في نفوس أفراده في شرعية قضيتهم والإيمان بها ولعل هذا ما نشاهده يوميا خلال القنوات الفضائية الارهابية في قطر او تركيا والتي تبث يوميا سموم الهدف منها بث الاحباط والمشاعر الإنهزامية لدي الشعب المصري .
وتستهدف الدعاية – والتي تعد ابرز اساليب الحرب النفسية بين الدول – في المقام الأول بث الفرقة وعدم الوئام بين صفوف الخصم ووحداته المقاتلة، فهي تسعي للتفريق بين الخصم وحلفائه وبين الحكومة والشعب وبين القادة والجنود وبين الطوائف والأحزاب المختلفة وبين الأقلية والأغلبية وتقصد من وراء ذلك كله تفتيت الوحدة وتفريق الصفوف ليسهل لها النصر.
وتعتبر الاشاعة ايضا من ابرز أساليب الحرب النفسية التي تستغلها الدول او الجماعات المعادية للنيل من الطرف الاخر وتقوم علي معلومة مقدمة للتصديق تتناقل من شخص لاخر مستخدمة في هذا وسائل التواصل الاجتماعي الفيس بوك او اليوتيوب وبعض القنوات الفضائية المعادية وصحافة الفيديو وبعض المواقع الالكترونية.. وهي تعتمد على المبالغة في أخبار معينة والترويج لها ونشرها على نطاق واسع او خلق أخبار لا أساس لها من الصحة كل ذلك بهدف التأثير على الرأي العام تحقيقا لاهداف سياسية او اقتصادية او عسكرية. وتستخدم الإشاعة وتنتشر في وقت الأزمات الاجتماعية والوطنية ولذلك فان زمن الحرب هو انسب وقت لتلك الإشاعات ونشرها حيث يكون الأفراد في حالة استعداد نفسي لتصديق كثير من الأخبار والأقاويل التي يسمعونها نظرا لحاله التوتر النفسي الذي يعيشونه ولذلك فان كثيرا من الدول أدركت ذلك فأخذت تستخدم الإشاعات كأحد وسائل الحرب النفسية المهمة.
وتعتمد الإشاعات التي تستخدم في الحرب على نوعين “إشاعات الخوف” و”إشاعات الرغبه” أما إشاعات الخوف بما تنطوي علية من إنذار بالخطر تهدف إلى الكف من ثقة الشخص بالنهاية المظفرة لمجهوداته الحربية ، فهي إذا كانت تولد قلقا لا لزوم له كانت أحيانا تؤدى إلى نظرة انهزامية..!
وإشاعات الرغبة من ناحية أخرى تحتوى على تفاؤل ساذج. إذ تؤدى إلى القناعة والرضي عن الحال والخنوع وقبول أي حال ممكن..! وهنا اقول أن عرض الحقائق للجمهور اهم من تكذيب الشائعة لان في تكذيبها تكرار لها مما يؤدي الي تصديقها احيانا !
افتعال الأزمات وحبك المؤامرات كما تتجه بعض القنوات الاعلامية المعادية وذلك
من خلال استغلال حادث او حوادث معنية قد تكون بسيطة ولكن يتم استغلالها بنجاح من اجل خلق أزمة تؤثر في نفسية العدو وتستفيد منها الدولة المستخدمة لهذا الأسلوب .
ومن الاساليب ايضا: نشر الرعب والفوضي من خلال استغلال عاطفة الخوف لإرهاب الشعوب وإخضاعها من خلال استخدام الوسائل المختلفة لخلق حالة من الزعر والفوضى يسهل علي طريقها السيطرة والتغلب عليها.!
فلابد من مواجهة الحرب النفسية ضد الدولة والشعب المصري خلال الشهور والسنوات الاخيرة ولا تزال قائمة وكما يقول الخبير العسكرى الصينى “صن تزو” :إن أعظم درجات المهارة هى تحطيم مقاومة العدو دون قتال يحدث ذلك ببث الفرقة وإشاعة الانقسام فعليك أن ترفض الفرقة بين الشعب الواحد والحفاظ علي وحدة الوطن العالي مصر والايمان بالحق لقوله عز وجل :” الذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعـُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيَمانًا وَقَـالُواْ حـَسْـبُنَا اللهُ وَنِعـْمَ الْوَكِيلُ” صدق الله العظيم.