تعرف على التأثيرات السلبية للزواج المبكر

كتبت – عبير ابورية
علي الرغم من أن القوانين تمنع الزواج في سن مبكرة إلا أن ملايين الفتيات على مستوى العالم معرضات للزواج المبكر و يخضعن لعلاقة زوجية رغما عن إرادتهن، لترافقهن بعدها حياة مليئة بالألم والمعاناه.

يقول الدكتور محمود الصاوي إستشاري أمراض النسا والتوليد وعلاج العقم ان العنف الجنسي وسوء المعاملة والاستغلال، وحتى الموت تبعات الزواج المبكر للفتيات الصغار، واللاتي يفقدن فرص التعلم والتطور الاجتماعي، كما أن هؤلاء الفتيات يواجهن مخاطر صحية كبيرة نتيجة لذلك.

في تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن 15 مليون فتاة قبل سن الـ 18 يتم تزويجهن في كل عام، وبعضهن لم تتجاوز عمر 10 سنوات، حيث تجبر الفتيات على مغادرة المدرسة للاعتناء ببيت الزوجيه وأن يحملن ويقمن برعاية أطفالهن برغم أن أجسادهن الضعيفه غير مستعده لذلك بعد .

أشار د محمود الصاوى الي وجود عدة أسباب تؤدي إلى الزواج المُبكّر، ومن أبرزها الفقر والحالة الاقتصادية لأسرة الفتاة،
والعادات والتقاليد السائدة عند بعض الأسر التي تحرص على تعزيز الروابط بين العائلات . فكثير من المُجتمعات تُهمّش دور المرأة، ولا تقيم وزناً لرغباتها وآرائها .

أوضح انه في كثير من الأحيان يرتبط الزواج المبكر بحالات التسرب من التعليم خاصة فى المرحلة الثانوية، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الفقر وانخفاض مستوي المعيشه، مشيرا الى لجوء الكثير من الناس إلى الزواج المبكر رغبةً في الاستقرار، وإقامة بيت مُستقلّ، ولكنّهم يجهلون عواقب هذا الزواج، والمشاكل الناتجة عنه .

أكد د. الصاوى ان الزواج المبكر يتسبب في تأثيرات سلبية سيئة وخاصة على الفتيات اللواتي يتم تزويجهن قبل اكتمال نضجهن الجسدي والعقلي والإجتماعي,و يجعلهن أكثر عرضة للمخاطر الصحية والعزلة الاجتماعية مما يحد من قدرتهن فى الحصول على معلومات حول الصحة الإنجابية واكتساب ثقافة بناء الأسره.

قال د. الصاوي أن الزواج المبكر يشكل مخاطر صحية خطيرة للأم والطفل، لأنه غالباً ما يؤدي إلى بداية النشاط الإنجابى بطريقة غير ناضجه، بسبب عدم أكتمال الكثير من الفتيات بدنياً ، وبالتالي لا تستطعن ​​ممارسة الجماع أو الحمل والولادة، موضحا ان الفتاة المتزوجة مبكرًا غير مُدركة لمسئوليتها عن صحّتها الإنجابيّة في عُمر لا يزال فيه جسدها في طور النمو، وعندما لا تكون مُهيّئةً بدنيّاً وعاطفياً للحمل، فإنها تُصبح عرضةً لخطر الوفاة أثناء الولادة أكثر.

أشار إلى الأمراض التي قد تُرافق الحامل ولا يتحمّلها جسد فتاة في عمر المُراهقة، ونظراً لتفشّي الجهل، وغياب تنظيم الأسرة، فقد تتعرّض المرأة لحالات حمل مُتكرّرة تُصاحبها مُضاعفات صحيّة خطيرة.لافتا الي التأثير السلبي للحمل على صحّة الفتاة في سن مُبكّرة بسبب عدم اكتمال أعضاءها وخاصة عظام الحوض .

أكد استشاري النسا والتوليد والغقم ان الزواج المبكر له تأثير على الصحة العقلية والبدنية، بالإضافة إلى تسببه في حدوث عدد من مشكلات الصحة الجنسية والإنجابية، فتُجبر الفتاة على علاقة جنسية غير صحية وغير متكافئة، ولا يكون لديها الوعي الكافي لممارسة هذه العلاقة ، ولا يكون لديها القدرة على تنظيم الحمل أو منعه، بالإضافة إلى إمكانية حدوث الحمل في سن مبكر لدى الفتيات وهو الذي يعد سببًا مباشرًا ورئيسيًا للوفاة، نتيجة لمضاعفات الحمل والإنجاب، وعدم تلقي الرعاية الصحية المناسبة.

اضاف “الصاوي” أن الزواج المبكر أثر على الصحة النفسية للفتيات، إذ تفتقر للإتزان النفسي وللتمكين في المجتمع، فتتعرض للتهميش، وتُحرم من ممارسة الحرية بمختلف أشكالها وخاصة حرية التعلم، وتُحرم من طفولتها، وتُجبر على التصرف كبالغة قبل الاستعداد الجسدي والعقلي لذلك، فتُحرم من حقوقها وتتعرض للعنف، ولا تتمكن من عيش عمرها الفعلي.

ومن ناحية أخرى قد يكون الزواج المبكر سببًا في حرمان الفتيات من إتمام تعليمهن ، لأنه من الصعب للغاية أن تكمل الفتاة تعليمها بمجرد الزواج في معظم البلدان النامية، مما قد يؤثر سلبًا على تعليم أبناءها في المستقبل.

لتفادي الأضرار المترتبة على الزواج المبكر
تمكين الفتيات في المجتمع وتزويدهن بالمهارات الأساسية، وتعليمهن أسس التعامل مع الآخر، وطرق حل المشكلات التي قد يتعرضن لها

زيادة الوعي والثقافة لدى أفراد المجتمع حول الوقت المناسب لزواج الفتاة، وذلك من خلال إقامة الحملات التثقيفية والتوعوية.

سن القوانين والسياسات لمنع الزواج المبكر، ووضع الحد الأدنى للسن القانوني للزواج،

توفير فرص كسب العيش التي تحقق المستوى الاقتصادي المناسب للأسر، وذلك لاعتبار الفقر والحالة الاقتصادية من أهم أسباب الزواج المبكر

الحرص على تعليم الفتيات، لأن الفتيات غير المتعلمات هن الأكثر عرضة للزواج المبكر بثلاثة مرات عن الفتيات المتعلمات،و لتشجيع الفتيات على الالتحاق بالمدارس، وتحسين المناهج بحيث تكون مرتبطة بحياتهن العمليه.