هبة أمين تكتب: تتجوزنى يا اسمك إيه؟

عزيزتى، هل لديكِ الجرأة للتقدم إلى رجل لخطبته، أم ستكون هناك أسباب تمنعك من الإقدام على هذه الخطوة، قد يكون من بينها الحياء، أو تقاليد المجتمع، أو الخوف من رد فعل الطرف الآخر؟

الأديب الكبير توفيق الحكيم فى إحدى روائعه «أريد هذا الرجل»، جعل الفتاة تتمرد وتقرر التقدم لخطبة أحدهم، وعندما سألتها صديقتها بخوف عن موقفها، حال إذا جاءها الرد بـ«لا»، كانت الإجابة «لا يهم، طالما أنا صاحبة الإرادة الأولى»، هذا العمل الرائع الذى مرّ عليه زمن طويل، جسَّدته على الشاشة الصغيرة فى عمل فنى لا يتجاوز مدته 25 دقيقة، سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وأحمد مظهر، ومديحة حمدى، الصديقة التى هربت خجلاً أو خوفاً قبل إعلان «فاتن» لمن تحبه عن نيتها تجاهه.

تصرُّف الصديقة يبدو أنه حال الكثيرات من الجنس الناعم فى هذا الزمان، لم نسمع إعلان إحداهن عن حبها للشخص الذى تريده، وطلبها الزواج منه، إلا قليلاً، من بينها طلب النجمة الجميلة نجلاء فتحى من الكاتب الراحل حمدى قنديل الارتباط به، قالتها بخليط من الكبرياء والحب: «أنا هتجوزك النهارده»، ليأتيها الرد: «عظيم.. عظيم».

تخيل إذا وجدت فتاةٌ شاباً قد شغفها حباً، ورأت أنه يصلح لأن يكون شريك حياتها، وأخبرته صراحة: «أنا معجبة بيك، وعاوزة أتجوزك»، كيف سيكون الرد وقتها، أترك الأمر لخيالك، وأن تحدد بنفسك كيف سيكون الرد أو التفكير بهذه الفتاة.

«افترضى أننى ماطلت عندما عرضت علىّ الزواج، ألم تفكرى ماذا سيكون عليه حالك عندئذ؟».. سألها «قنديل» قبل عقد القران، وردت النجمة الجميلة: «لن أحزن عليك كثيراً إذا تنصلت لأنك لن تستأهل ثقتى فى رجاحة عقلك ولن تكون الزوج المناسب لى».

الأمر هنا إذاً يعود للعقل ومدى تفهُّم الطرف الآخر أن تُعجب به امرأة وتطلب يده للزواج ليكون شريكاً لحياتها.

قالت لى إحداهن إنها تشعر أن زميلها معجَب بها وتبادله هى نفس الشعور، ولكنه لم يتخذ أى خطوة تجاهها، فكرت جدياً فى أن تخبره بحقيقة مشاعرها تجاهه، ولكن «صدقينى، لو الولد من دول عِرف إنه فيه بنت معجبة بيه هيتنطط ويفتكر نفسه ياما هنا ياما هناك، ولو البنت بادرت وأعلنت حبها وطلبت صراحة الزواج منه، هيفتكر إنها واقعة، أو قليلة الرباية، أو عايزة تورطه فى حاجة».

طب والحل «نستنَّى بقى لغاية ما ينطق، ويبادر هو باعتباره الراجل»، ولكن السيدة خديجة بنت خويلد طلبت من خير خلق الله سيدنا محمد الزواج منه، وكانت تكبره بسنوات عدة، «معكِ حق، ولكن شوفى، بالرغم من تغيُّر الأزمنة وتطور العصور، إلا أن الرجل فى الزمن الذى نعيشه -إلا مَن رحم ربى- سيرفض عرض امرأة للزواج منه».

وسألتنى بمكر، لو وقعتِ فى الحب.. وتأكدتِ من حقيقة مشاعرك تجاه شاب ما.. ها هتبدئى انتِ الأول، ولا هتبقى زى حالتنا؟.. وكانت إجابتى صريحة بدون لف ولا دوران، «أيوه لو قلبى وعقلى اتفقوا مع بعض، سأعلنها صراحة»، وأكملت بطريقة الفنان علاء مرسى: «والله لو حصل قبول، يبقى تمام.. ولو خاف وجرى، يبقى مع السلامة، مالناش فى شغل العيال».

 

زر الذهاب إلى الأعلى