عبدالعظيم القاضي يكتب : قصابين فى غرف عمليات بزى أطباء .. 60% من المرضى يعالجون عند دجالين

لماذا يعالج كبار رجال الدولة والاثرياء خارج مصر ؟

سؤال يبحث عن إجابة رغم انها واضحة وضوح الشمس . وببساطة اليس لدينا الطبيب الماهر الأمين ام قصابين فى غرف عمليات بزى أطباء وان 60% من المرضى فى مصر يعالجون عند دجالين على حسب وصف نقيب الأطباء من قبل معترفا ان نسب الأخطاء الطبية ترتفع فى المستشفيات الخاصة والاستثمارية .

نعم فبماذا تفسر ارتفاع مؤشر الأخطاء الطبية فى مصر حتى تخطى المعدلات العالمية؟
اما يكمن ذلك فى تدنى مستوى التعليم الطبى المستمر، بالإضافة إلى غياب التقييم الشامل للطبيب .
ففى معظم الدول يجرى الطبيب امتحان ترخيص للتأكد من مستواه العلمى، وبناءً على نتيجة الامتحان يتم ترتيب الأطباء وتوزيعهم على التخصصات المختلفة كل وفقاً لقدراته.اما هنا فى مصر حسب إمكانياته المادية وليس العلمية والمهنية .

ففي المستشفيات ترى وتسمع العجائب وعلى أيديهم تتحطم الآمال . اقدام المترددين على المستشفيات أقرب للقبور من المنازل .

الأشهر الماضية مهندسة كانت تتطلع وتبتسم منتظرة وليدها الجديد وهى فى مطلع شهرها التاسع . تتمتع بصحة جيدة والفرحة تعم اركان منزلها وهى لاتدرى ما سطره القدر .

فى عصر الأول من يونيو تتناول المهندسة نرمين ابنة النائب محمد عبدالرحمن هلالى عضو مجلس الشعب سابقا وجبة الغداء وبعدها بدقائق تداهمها الام الولادة تسرع الأسرة مبتهجة متأملة لرؤية مولود جديد وهى لاتدرى بأن اكفان الموت قد نسجت وانفاس الام معدودة .

سرعان ما وصلت المهندسة إلى اقرب مستشفى خاص بمدينة نصر فى ارقى الاماكن مستشفى جراحات الأطفال التخصصي . قرر الأطباء دخول الحالة إلى غرفة العمليات فورا وبعد تجهيزها للعملية، وضعت مولودها، لكنها لم تعد لوعيها،ولم تكتحل عيناها برؤية رضيعا .

أفاد طبيبها أنها تحتاج إلى جهاز تنفس اصطناعي، بشكل عاجل، وهو ما لم يكن متوفرًا بالمستشفى.طلب أهل المريضة سيارة إسعاف لنقلها لأي مستشفى آخر، لم يكن هذا أيضًا متوفرًا، ليجدوا بعد بحث طويل امتد لصباح اليوم التالي، جهازًا للتنفس الاصطناعي في مستشفى الدمرداش،

المعاناة استمرت 17 يوما، وبعدها فارقت الحياة، على إثر قصور في عمل الرئة.
قدم والدها النائب السابق، شكوى إلى لجنة الشكاوي والمقترحات بمجلس النواب ضد المستشفى وصدر قرارا بغلق المستشفى، وفقا للتقارير التى أكدت وجود خطأ طبي من طبيب التخدير الذي ساعد في إعداد المريضة لعملية الولادة، فتسبب في وفاتها بالنهاية.

الغريب فى الأمر رغم الخطأ الطبي، لم يشر القرار إلى طبيب التخدير ولا مديرة المستشفي، تعددت الشكاوى من اعضاء مجلس النواب الى وزيرة الصحة وإلى الآن لم يتم التحقيق مع طبيب التخدير ولا مديرة المستشفى، ولم ينفذ قرار الإغلاق ،

وهنا تظهر العديد من الأسئلة من يحمي ادارة المستشفى، ومتى ينتهي مسلسل الإهمال فى مستشفيات مصر الخاصة؟
وهل جنى المال اصبح اهم من حياة البشر؟ واين دور وزارة الصحة وكيف لمستشفى بهذا الحجم يخلوا من أبسط التجهيزات الطبية وأين المتابعة ؟

وفى النهاية.  دموع الأسرة وأحزان الأهل وألم الفراق هل يقدر بثمن ؟

زر الذهاب إلى الأعلى