الدكتور محمد جابر يكتب : تخريب المجتمعات عبر السفهاء والمهاترات

السفهاء..يحصدون الشهرة و الملايين..تم إشهارهم عبر مواقع التواصل الإجتماعي أولاً, ثم نقلهم إلى شاشات الفضائحيات , ليصيروا نجوم المجتمع و قدوة للصغار و الشباب.

و يسببون حالة من الإستياء بين الشباب المكافح و هو يرى حثالات المجتمع ترتقي و تجني أموال طائلة من السفه.

إذا كنت تظن أن ما يحدث حولك من محض الصدفة…أو كنت لا تدري أساليب تصنيع أوبئة بشرية تضرب معنويات و ذوق و كيان المجتمعات و تنشر بينهم الرذائل و الأفكار المنحطة.

أن أهل الشر يعيدون إنتاج مرحلة تخريب المجتمع و هذا السلاح هو الاكثر فتكاً من الفوضى و القنابل…يعيدون إنتاج مرحلة 2005 – 2011 , و جعل السفهاء في الصدارة .

و أنت أيها المشاهد و المتابع و المتحدث و الناقد من تساهم في شهرتهم و تعيد نشر صورهم و أخبارهم..و تردد أسماءهم و تتابع جعيرهم..أنت أحد الأسباب الأساسية في شهرة و إثراء هؤلاء…فلو تجاهلتهم لما صعدوا لصدارة المشهد و صاروا حديث الناس.

المتغطرسون الذين يخططون لآليات حروب الجيل الرابع بعد إفشال الجولة الأولى لضربتهم في 25 يناير 2011, و التي وضعوا فيها كامل طاقتهم, لم يتبقى لهم من أدواتهم سوى الإرهاب و الرد بقسوة غاشمة..و لما فشلت قنابلهم و سفكهم لدماء الأبرياء في كسر عزيمة الشرفاء و الأغلبية العظمى من الشعب, لم يجدوا في عقولهم الخاوية سوى…العودة إلى إعادة إنتاج الحرب الفكرية و الكلامية .

ماذا يحدث الآن ؟ لقد لجأوا إلي الخطة البديلة
وإعادة إنتاج الفوضى الفكرية و الكلامية -المهاترات- من 2005-2011 و نشر الفتن الدينية و العقائدية و التشكيك المستمر.

1. تصعيد و نشر فكر الدجل و السحر و الشعوذة. و إستضافة الدجاليين و معهم كومبارس يأكدون صحة هذيان و فبركات و أكاذيب الدجاليين.

و الهدف هو إصطياد المشاهد في فخ أن السحر و الشعوذة هم أساس الحياة, و إدخاله في الظلاميات و الجهل لسهولة السيطرة عليه و إضعاف الشعوب. قارئات الطالع و الأبراج هن أشرس أنواع السحرة بالمناسبة و الجميع يعلم لماذا, ويكفي أنهم يدخلون للعقول من باب الفضول لمعرفة المستقبل و اللعب على أحلام و طموح الناس.

2. التركيز الدائم على السلبيات و تصيد الأخطاء و نشر فكرة ” فشل الدولة” بصفة دائمة. و الخلط بين ” الدولة ” ككيان حضاري و بين “الحكومة” كجهاز إداري يعاني من الجهل و التخلف و الفساد.

3. السخرية و التقليل من شأن أى عمل إيجابي أو مفيد للناس. سواء من الدولة أو من الأفراد و نشر فكرة أن المجتمع كله فاسد و لا أمل فيه و هذا خطأ كلامي يعرف ب ” التعميم المفرط أو Over Generalization “.

و لهذا تجدهم يستخدمون النسب المئوية المبالغ فيها من عينة : ” 90% من اللي بيعملوا مشاريع صغيرة بيفشلوا أو 90% من الستات اللي بيلبسوا الحجاب عاهرات أو 95% من الشباب بيتعاطى المخدرات “.

4. تصعيد و نشر مخططات Femen و هى المنظمة المسئولة عن الإنقضاض على المرأة و محاولات إستدراجها للتمرد على المجتمع و رفضها للقيم و الأخلاق بدعاوي ” تحريرها”. فمن يخطط نجح في إفساد المرأة الغربية بفكرة التحرر..

ثم إصطيادها في سوق العمل و إستعبادها فيه و ضرب مؤسسة الأسرة ثم في صناعة الدعارة و الإباحية التي هى أكبر نشاط إقتصادى-في الغرب- على الإطلاق و لا يعرف له سقف مالى من كثرة الأموال المتداولة فيه.

5. القدوة…كالعادة..لديهم عملاء بالداخل يجوبون العشوائيات لإصطياد الطامحين للشهرة و المال عن طريق النواح و العويل و الجعير بأصوات رديئة.

ثم تصعيد و إشهار هؤلاء عن طريق التواصل الإجتماعي. هؤلاء الدخلاء لا موهبة و لا رسالة و إنما ناشري للسفه و الإبتذال و الهبوط بالذوق العام. تراهم و ستراهم على شاشات الفضائحيات الخاصة بعد أن يتم إشهارهم على شاشتك أنت أولاً…شاشة المحمول التي يصلك من خلالها المعلومات المسمومة التي تبحث عنك و تجدك و أنت تظن أنك أنت الذي بحثت عنها و وجدتها.

6. الموضة…كعادتها..الهدف منها إنتاج المسوخ من مرتديها. فلا ذوق و لا إحترام. ويستخدمون الموضة كمؤشر يقيسون به مدى تقبل الشعوب بدون فكر و لا وعى لها.

إذا إنتشرت الموضة الشاذة في مجتمع ما, علموا أنه مجتمع ضعيف و سطحى يمكنهم التلاعب بعقول أفراده و زيادة جرعات التخريب في العقول عن طريق الفضائحيات.

7. الهدم المستمر…لثوابت الدين و الوطنية بإطلاق دعاوي تجعل الشخص في حالة دفاع و إحراج دائم من دينه و وطنه. و التلميح ب” الحرية ” إذا ما ترك الشخص دينه و هويته الوطنية…و هذا هو أخطر فخ. فهم يرغبون في إنتاج أناس بلا عقيدة أو هوية أولاً ثم إصطيادهم بالفكر و الثقافات الشاذة ثانياً و تطويعهم لخدمتهم-عن بُعد-ثالثاً.

فهؤلاء الذين يهتفون ضد دينهم و أوطانهم و يدعون بالتمرد و التخريب لم يدفع لهم أحد الأموال و لم يقوم أحد بتدريبهم, ولكنها حرب الأفكار التي غزت عقولهم و ضربتها في مقتل.

8. تصعيد التيار الإلحادي الذي يظهرونه بالإعلام على أنه أذكى و عقله متطور لدرجة أنه ” إكتشف أن الدين خرافة و وهم” فإنطلق في عالم الإبداع ! هذه هى الفكرة -السلاح- التي فجروها من قبل ما بين 2005-2011 و يعيدون إنتاجها إعلامياً و كأن شيئاً لم يكن منذ 2011-2015.

9. تبجيل ثقافة الفوضى الجنسية…تشجيع من تحمل سفاحا و الدفاع عنها… و البذاءات و الإيحاءات الصريحة و الخفية. إما عن طريق الشائعات أو ” التسريبات” .

المهم ترسيخ الجنس العشوائي و الحرام كفكر و أسلوب حياة يسيطر على التصرفات و الأفعال و كمحرك أساسي لتوجهات الناس. ينشرونه بواسطة دمية الآن ! دمية إسرائيلية الأصل وقحة سافلة داعرة تطل على الناس في إعلانات فجة مثل إعلانات البلاى بوي.

10. محاولات تمرير المخدرات و الخمور ك ” حرية شخصية ” ..و قد تناولت الأمر في مقال عن حرب الأفيون الأولى و الثانية بالصين, و كيف أن هدم صحة و قوة الشعوب البدنية و العقلية تبدأ و تنتهي بالمخدرات, و بالتالي من الذي سيفكر و يبتكر و ينتج و ينجح و يعمر و يبني إذا كان مداوم على المخدرات؟

أنهم يعيدون إنتاج المرحلة 2005-2011 أملاً في تحقيق نجاح و ضرب الشعب و إضعاف همته و إجهاض أحلامه في الصعود و التقدم و ترك المشكلات خلفه بعد حلها. يعلمون أن البلاد تتقدم بشعوبها .

لذلك أنت أيها الشعب في مرمي الهدف دائماً..يحقدون على كل خير يأتيك و يكرهون كل ما هو إيجابي في حياتك, فلا تتركهم يعبثون بأحلامك و مستقبلك و صد الهجمة بهجمة أقوى منها.

إضرب على سخافاتهم بيد من حديد و لا تسقط في فخ الجدل و المهاترات و ضياع الوقت و المجهود و الموارد..إستمر في طريقك الجاد فهؤلاء يفشلون عندما تفرض إرادتك و بكل حزم و قوة.

زر الذهاب إلى الأعلى